حكم حلق رأس المولود في أحكام العقيقة والفرق بين الذكر والأنثى
الشيخ محمد مكركب أبران
Oulama.fatwa@gmail.com/
الســــــــــــؤال
قال السائل: رُزقت بابنة وأريد أن أعق عليها، ولكن قالوا لي: من السنة حلق شعر رأسها والتصدق بزنته فضة أو ذهبا. وسؤالي: ما هو حكم العقيقة؟ وحكم حلق شعر رأس المولود؟ وهل كانت العقيقة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
الجـــــــــــواب
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أولا: ماهي العقيقة؟ تطلق على: الشَّعر الذي يُولد الولدُ به، وعلى الشاة التي تذبح لذلك. ويقع اسم العقيقة على الطعام، الذي يصنعه أهل المولود يوم سابعه. وفي الأثر: {الْعَقِيقَة عَن الْغُلَام شَاتَان وَعَن الْجَارِيَة شَاة واحدة} (كتاب غريب الحديث، لأبي عبيد الْقَاسِم بن سَلام الْهَرَوِيّ الْمُتَوفَّى سنة 224 هـ = 838 م. رقم:2/284)والله تعالى اعلم وهو العليم الحكيم.
ثانيا: حكم العقيقة أنها سنة مستحبة: وفي الموطأ: {قال مالكٌ: الْأَمْرُ عِنْدَنَا فِي الْعَقِيقَةِ، أَنَّ مَنْ عَقَّ، فَإِنَّمَا يَعُقُّ عَنْ وَلَدِهِ بِشَاةٍ شَاةٍ. الذُّكُورِ، وَالْإِنَاثِ. وَلَيْسَتِ الْعَقِيقَةُ بِوَاجِبَةٍ. وَلَكِنَّهَا يُسْتَحَبُّ الْعَمَلُ بِها] (الموطأ، كتاب العقيقة، باب، العمل في العقيقة: 1846) قال ابن رشد:{فأما حكمها فذهبت طائفة منهم الظاهرية إلى أنها واجبة. وذهب الجمهور إلى أنها سنة} وهذا هو الذي نفتي به، وأنها سنة مستحبة. وفي المدونة: {والعقيقة مستحبة لم تزل من عمل المسلمين وليست بواجبة ولا سنة لازمة، ولكن يستحب العمل بها، وقد عق عن حسن وحسين ابني فاطمة بنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم} (المدونة1/554)
1 ـ يستحب تحنيك المولود: والتحنيك هو: أن يُمضغ شيءٌ حلوٌ ويوضع في فم الصبي، ويدار في حنكه من الداخل. فعن أبي موسى رضي الله عنه، قال: [ولد لي غلام، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فسماه إبراهيم، فحنكه بتمرة، ودعا له بالبركة، ودفعه إلي] البخاري:5467) ويستحب: أن يؤذن في أذن المولود اليمنى، ويقيم في الاذن اليسرى، ليكون أول ما يطرق سمعه اسم الله.
2 ـ إماطة الأذى عن المولود. بحلق شعر رأسه، وبختانه: حَدَّثَ سَلْمَانُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبِّيُّ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: [مَعَ الغُلاَمِ عَقِيقَةٌ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى] (البخاري:5471)والله تعالى اعلم وهو العليم الحكيم.
ثالثا: حكم حلق رأس المولود: قال ابن رشد: {وَاخْتُلِفَ فِي حِلَاقِ رَأْسِ الْمَوْلُودِ يَوْمَ السَّابِعِ، وَالصَّدَقَةِ بِوَزْنِ شَعْرِهِ فِضَّةً – فَقِيلَ: هُوَ مُسْتَحَبٌّ، وَقِيلَ: هُوَ غَيْرُ مُسْتَحَبٍّ. وَالْقَوْلَانِ عَنْ مَالِكٍ، وَالِاسْتِحْبَابُ أَجْوَدُ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ حَبِيبٍ؛ لِمَا رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ « أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – حَلَقَتْ شَعْرَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَزَيْنَبَ وَأُمِّ كُلْثُومٍ، وَتَصَدَّقَتْ بِزِنَةٍ ذَلِكَ فِضَّةً } بداية المجتهد ونهاية المقتصد:3/16) ومعدل قدر التصدق: {درهم فضة}والله تعالى اعلم وهو العليم الحكيم.
ثالثا: متى تُقَامُ العقيقةُ؟: فعن سَمُرَةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [الغُلاَمُ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ يُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السَّابِعِ، وَيُسَمَّى، وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الخَلاَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ] (الترمذي، أبواب الأضاحي. باب العقيقة:1522). قال ابن رشد:{فإن جمهور العلماء على أنه لا يجوز في العقيقة إلا ما يجوز في الضحايا من الأزواج الثمانية. وأما مالك فاختار فيها الضأن على مذهبه في الضحايا، واختلف قوله هل يجزي فيها الإبل والبقر؟ أو لا يجزي؟ وسائر الفقهاء على أصلهم أن الإبل أفضل من البقر، والبقر أفضل من الغنم} (بداية المجتهد: 3/14) والله تعالى اعلم وهو العليم الحكيم.
رابعا: قال السائل: وهل كانت العقيقة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. والجواب: نعم، وعق النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين.ففي الحديث مما رواه النسائي. عن عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: [عَقَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِكَبْشَيْنِ كَبْشَيْنِ] (النسائي:4219. الترمذي:2841.) وعن الحَسَنِ، عن سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ غُلَامٍ رَهِينٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ وَيُسَمَّى».
خامسا: التهنئة بالمولود: بأن يقال للوالد: بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورُزقت بِرَّه. ويجيب الوالد أو الوالدة: بارك الله لكم، وبارك عليكم، وأجزل ثوابكم.والله تعالى اعلم وهو العليم الحكيم.