تعليقات
عبد العزيز كحيل/
هذه تعليقات سريعة وأحداث شهدتها الساحة الثقافية الوطنية في المدة الأخيرة.
• تمثال للأمير عبد القادر؟ يُشيد بأموال الشعب إذًا من حقنا أن يكون لنا فيه رأي…الأمير هو أول من يرفضه لأنه عالم دين يعرف أن التماثيل محرمة شرعا مهما كانت النية خلف تشييدها، حتى لو كان القصد تغطية الكنسية الشهيرة لأن الحل هو إزالة المعْلم المسيحي وليس إقامة تمثال، كما نتذكر هنا حملة «بناء المستشفيات أولى» التي أطلقها العلمانيون رفضا لجامع الجزائر، والمصحات أولى من التماثيل، وهذا لا ينقص من قدر الأمير شيئا… البشرية تفتخر بالتطور العلمي والتكنولوجي في شتى مناحي الحياة، وعندنا كل عام يجددون حكاية التماثيل: شيشناق، يوبا، ماسينيسا، عين الفوارة …لم ينجُ حتى ابن باديس …هل هذا من قبيل «عندما تغرب الفكرة يبزغ الصنم»؟…وشكرا للشيخ عابدين بن حنفية على فتواه الواضحة الصريحة في الأمر.
• مرت سنة على تشكيل المجلس الأعلى للشباب: هل سمعتم له همسا؟ هل رأيتموه في ميدان الأفكار والأعمال؟ ما الجديد الذي جاء به؟ هذا كنا نخشاه: أن يكون هيكلا إداريا يُضاف إلى عشرات من امثاله، يستهلك ولا ينتج، مجرد ديكور في حياة سياسية وثقافية وعلمية أقرب إلى الموت الإكلينيكي في حين تنتظر البلاد هيئات حيّة ديناميكية إيجابية تتحرك في الميدان، تتفاعل مع الناس ومع الحداث، تساهم في صناعة الحياة وإحداث التغيير.
• رسالة دكتوراه بالأمازيغية: حملت لنا الأخبار في الأسابيع الأخيرة أن طالبا ناقش في جامعة باتنة رسالة دكتوراه بالأمازيغية، فتبادرت إلى أذهان الناس أسئلة مشروعة في حاجة إلى إجابات واضحة حتى لا تغدو المسألة مما يتندر به الناس في نواديهم: من أي معهد تخرج أستاذ اللهجة الامازيغية الذين تشكلت منهم لجنة المناقشة؟ ما هو المرجع الاكاديمي الذي منح كل واحد منهم شهادة أستاذ و أهّله كي يصبح أستاذا يناقش الرسائل الجامعية؟ أين درس صاحب الرسالة ممّا أهّله لتقديمها بهذه «اللغة»؟ علما أن الرسالة في التاريخ…مع العلم أيضا أن اللافتة الموضوعة أمامه على طاولة المناقشة وتحمل اسمه مكتوبة بالفرنسية!!! هل يليق كل هذا بالجامعة وبالبحث العلمي وبالنشاط الأكاديمي؟ أين العلم؟ أين الموضوعية؟ أين احترام المقاييس العلمية المتفق عليها في العالم كله؟
• الغش منتشر إلى هذه الدرجة؟ هذا ما يُفهم من قطع انترنت عن بلد بأكمله وتعطيل اقتصاده وعمل مؤسساته أيام امتحان الباكلوريا…حسب علمي لا يحدث هذا في أي بلد غير الجزائر…أليس هو إقرارا شبه صريح بفشل المنظومة التربوية وانعدام الوازع الأخلاقي وعجز الدولة عن تسيير امتحان عادي من غير تعطيل مصالح الشعب لمدة خمسة أيام كاملة؟ الغش في حد ذاته كارثة أخلاقية وتربوية كبرى، فكيف عندما تعجز مؤسسات الدولة عن التصدي له رغم تكرر الظاهرة منذ سنوات عديدة؟ أين الرقمنة؟ أين التكنولوجيا؟ أين الجزائر الجديدة؟
• مهرجان باتنة السينمائي: احتضنت عاصمة الأوراس في شهر ماي الماضي «مهرجان امدغاسن السنيمائي الدولي»، وقد تميّز بعروض «فنية» لا علاقة لها لا بالثقافة الوطنية ولا بالتراث الشاوي ولا بأصالتنا ولا بشخصيتنا بل هي تقليد مقزز للغرب لتحريك الغرائز واستغلال المرأة استغلالا مصلحيا أيديولوجيا واضحا، وحق التساؤل: هل كان اختيار باتنة مجرد صدفة؟ ألا يتعلق الأمر بدك حصون الأصالة والاخلاق بطريقة ناعمة لترويض العقول حتى تتقبل ما يسمى الحداثة وما بعد الحداثة؟ فالعروض «الفنية» التي صاحبت المهرجان هي – كالعادة – العري الفاضح للنساء ولباسهن الذي لا علاقة له بتراثنا ولا ديننا ولا شخصيتنا، مع إيحاءات واضحة بهدف «تمزيغ» المنطقة المعروفة بتمسكها بالإسلام والعربية والوحدة الوطنية.