كلمة حق

الملتقى الطبي الدولي الثاني

أ د. عمار طالبي/

 

نظّم المنبر الطبي ملتقى طبياً دولياً يومي 2 و3 جوان 2023، في إطار الشعبة الولائية لولاية سطيف ولجنة الإغاثة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، تحت رعاية وزير الصحة، ووالي ولاية سطيف، شارك في الملتقى أربعمائة وعشرون باحثا، وأغلب الحاضرين نساء، و شارك باحثان من خارج الوطن، وذلك في موضوع «السمنة أسبابها وعلاجها». ولهذا الملتقى أهمية بالغة للجماعة الطبية والعلمية؛ فهو جمع خبراء ومختصين في هذا المجال الطبي لتبادل الخبرات، والمعارف ومناقشة موضوع الملتقى المتصل بالصحة العامة، بالتعاون مع الجمعية الجزائرية للطب الداخلي، والجمعية الجزائرية لأمراض السمنة، تجمع في الملتقى ذوو الخبرة -كما قلنا في تحسین صحة الجمهور -، وألقى رئيس الملتقى والمنبر الفتى الدكتور الوافي سليم كلمة رحب فيها بالحاضرين ترحيبا حارا، شاكرا لهم حضورهم وأبحاثهم التي راعت الأبعاد الفيزيقية العقلية والاجتماعية للفرد، وشكر اللجنة العلمية التي نظمت الملتقى، ومركز الشهاب، وجمعية العلماء، كما شكر من ساعدوا ماديا هذا الملتقى العلمي المفيد.
افتتح الملتقى بمحاضرة افتتاحیه عنواتها: «مكانه الحكمة الفلسفية في التكفل بالإنسان المعاصر»، ألقاها الأستاذ محمود حيدر من لبنان، تعرض في كلمته إلى الأزمة الفكرية المعاصرة التي أصبح فيها الإنسان أسيرا سجينا للاستهلاك، والتكنولوجيا صاحب هذه التكنولوجيا انهيارات أخلاقية، وفقدان المعنى الذي يعيش الإنسان من أجله، فأصبح الوجود فاقدا لمعناه، والغاية منه، وأصبح الإنسان تعيسا، وأصابه كائن لا يرى (کورونا) وجاء الذكاء الاصطناعي فأصبح الإنسان في خطر داهم، يحيره، ويداهمه بما لا يترقبه، وأصبحت فلسفة ما بعد الحداثة يحركها العدم، فالكلام لا معنى له في نهاية الأمر، وترأس الجلسة الأولى الأستاذ صالح محدادى ونائبه الدکتور بوزيدي، وألقى المحاضرة الأولى الأستاذ عمار طبايبية، وأخبرنا أنّ المنظمة العالمية للصحة ترى أنّ السمنة مرض مزمن خطيرة، ويمثل مشكلة أساسية في الصحة العامة، وخطورته تزداد في تطوره، والمحاضر مختص في الأمراض الداخلية وكان بحثه دقيقا احصائيا، وهو مرض منتشر لدى النساء أكثر من الرجال، وكذلك بين الأطفال، إلاّ أنّه لاحظ أنّ النساء في إفريقيا أقلّ تعرضا لهذا المرض.
ولا أريد أن أعرض كلّ المحضرات فهى مفيدة وكثيرة، وأغلب الأبحاث قام بها أساتذة جزائريون متميزون.
والذي ألاحظه أن جامعاتنا اليوم تخرج باحثين لا نقل أبحاثهم عن أبحاث الغربيين في أوروبا وأمريكا في دقتها، وإحاطتها بالمشكلة في جميع جوانبها.
وكم تمنيت أن تكون بعض هذه الأبحاث على الأقل باللغة العربية حتى يستفيد الجمهور ‏منها، ويفهمها، فالرّجل العادي إذا استمع إلى هذه الأبحاث الجيّدة لا يفهم ماذا يقول أصحابها ولا يدري، ومنهم كاتب هذه الكلمة إذ يفوتني كثير من المصطلحات، وتهرب عن إدراكي خاصة مع ذهاب الصوت أحيانا عن سمعي.
وهذا يجعلنا ندرك مدى بقاء علمائنا في سجن اللغة الأجنبية، كأنهم يكتبون للآخرين لا لقومهم، ويكونون طبقة منعزلة عن جمهورها لغة وتعبيرا في هذا العلم.
لا يزدهر العلم، ويتقدم إلاّ إذا كان بلغة أهله، فإذا لم تستعمل لغة الأمة في البحث العلمي، وتقريبه للنّاس فإنّها تموت وتزداد تخلفاً، وبعداً عن ساحة العلم ومیادینه، ولعلّ ما دعا إليه وزير التعليم العالي الفاضل الشجاع إلى استعمال اللغة الانجليزية خطوة تؤهل بعد ذلك إلى استعمال اللغة العربية، هذا إن لم يعزل هذا الوزير ويتأمرون عليه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com