رعب الصهاينة يزلزل بنيانهم!!
أ د. عمار طالبي/
لم تكفّ هذه العصابة الإرهابية التي تزعم أنها لا تقهر، ولا تغلب عن تهديد إيران ووعيدها بالحرب، بدعوى أنها ستصبح قوة نووية، وتنادي سيدة هذه العصابة أيضا وهي الولايات المتحدة بأنها لا تسمح لإيران أن تحقق هدفها، فالقصد واحد، والاتحاد الأوربي تابع لهما جميعا في تأييد العصابة، ومدّها بالمساعدات المادية والسياسية، كما صرحوا هذه الأيام بأن يؤيدوا أوكرانيا كما كانوا يؤيدون إسرائيل، فأصبحت إيران هي الهاجس الذي يلاحق الصهاينة ليلا نهارا، لا تشعر بالأمن قبل هذا والآن، وبعد الآن.. وتجد أن أمريكا وأوروبا تغضّان الطرف عن الطاقة النووية والأسلحة النووية التي تمتلكها هذه العصابة الإرهابية، إنها تنصح كل يوم أمريكا أن لا تقدم على تسوية هذه المشكلة مع إيران، وتبذل كل جهد وأكاذيب لتعطيل القضية، بهذه الأراجيف.
وصل رعبها إلى أنها تغتال علماء إيران وخبراءها، وتظن أن ذلك يؤدي إلى إفشال إرادة إيران، ويخوفها، وها هي هذه الأيام تقوم بمناورات عسكرية في حدودها الشمالية، تهديدا لحزب الله، وحماس، والمقاومين عموما، فهل تذوق طعم الأمن، إنها تسعى لشنّ حروب لا تنتهي، فهي تشعر أنها محتلة لأرض لا حق لها فيها، وهي لشعب أزلي فيها، لا يمكن أن تنقطع جذوره التاريخية منذ ما يقرب من خمسة عشر قرنا.
وهذه الحكومة الإرهابية التي ضمت كل إرهابي متطرف وذي غُلوّ، فقد عقله، فظن أنه منتصر على مقاومة الشعب الفلسطيني، التي لا تهزم ولا تركع مهما يكن إرهاب هذه العصابة، وقتلها للأطفال، والشباب والشيوخ والنساء.
وظنوا أن اقتحام هذه القطعان من الهمجيين للمسجد الأقصى ورحابه، وتدنيس المصلّى، والعدوان على المصلين وهم يعبدون الله وحده، والعبث بزرابي المسجد، وفرشه، وبرهنوا بذلك على أنهم وحوش فقدوا إنسانيتهم، فهل الدين الذي يعتقدونه يأمرهم بالعدوان على الناس في معابدهم؟
سلوكهم يدل على ذلك، وأنه لا دين لهم إلا العدوان والإرهاب، فالتوراة تأمرهم بقتل الأطفال، وأنهم مبجلون مفضلون عند الله، ومن عداهم من البشر إنما خلقوا ليكونوا عبيدا لهم وخدما، وأن دماء غير اليهود مباحة.
وتراهم يمنعون سيارات الإسعاف أن تُسعف الجرحى التي تنزف دماؤهم في فلسطين، وهذا اعتقادهم أنه لا يُسعف أي جريح أو مريض من غيرهم إذا تمكنوا من إخفاء ذلك.
إن الصهاينة الآن بلغوا أقصى ما يمكن من الطغيان، وازدادوا نهبا لأراضي الفلسطينيين، والاستيلاء عليها، وحرق أشجار الزيتون، وهدم المنازل، وبناء قلاع المستوطنات، ويحملون السلاح لقتل المدنيين، إنهم مليشيات وعصابات إرهابية، وازدادوا تجبرا بتأييد الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي الذي يتظاهر بإنكار بناء المستوطنات لمخالفتها للقانون الدولي ولكنهم لا يعملون شيئا لوقفها.
إنهم يستعملون السلاح الأمريكي لقتل الفلسطينيين يوميا، يقتحمون ديارهم، ويخربون ممتلكاتهم، ويرعبون أطفالهم ونساءهم، ويعتقلون حتى الأطفال، فهذه المظالم وهذا الطغيان يؤذن بخراب دولتهم بل إن الغراب يمزق علمهم كما رأيناه، وشهد يهودي على ذلك، واعتقد أن هذا علامة على قرب هلاك هذه الدولة الإرهابية التي لا عهد لها ولا ميثاق، وتاريخهم أكبر برهان على ذلك، فهم الآن يخربون بيوتهم بأيديهم، وأصبح العالم على معرفة بوحشيتهم، وكانوا يزعمون أنهم مظلومون، وأن إيران تريد محوهم من الوجود، وأن حزب الله يهددهم، ويخافون منه وهم أكثر دولة تسليحا، وتدريبا، ولكنهم جبناء عند اللقاء، ويتسللون مكرا وخداعا لاغتيال العلماء والمقاومين، وهذا الانتقام يبدو في مجتمعهم، ويسيطر عليه الهمجيون الوحوش، يدل مظهرهم وسلوكهم الذي تشمئز منه النفوس، وتنفر من تلك الظفائر من أشعارهم ولحاهم المتدلية.
إنهم إذا شعروا بالقوة تنمّروا وطغوا، وإذا شعروا بالضعف استكانوا أو تذللوا، وخافوا من الجبارين، هذا شأنهم في تاريخهم لا تردعهم إلا القوة من عهد بختصر البابلي، وعهد طيطس الروماني، والإمبراطور الروماني، ثم جاء النازيون وقضوا على كثير منهم، واليوم هم في طغيان، وسيأتيهم من يؤدّبهم مرة أخرى، ولا أشك أنه يكون على أيدي المجاهدين من شباب العالم الإسلامي، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني، إن صلاح الدين الجديد قادم، وعلى الصهاينة أن يدركوا ذلك، وأن لا يغتروا بسلاحهم، فإن إرادة الشعب تدمر من كان قويا مسلحا، فهذه الفيتنام، والفلبين، والجزائر، أمثلة حية على أن الإرادة تهزم الأسلحة المدججة، وطغيان كل طاغ متجبّر، وهؤلاء الأفغان هزموا الاتحاد السوفياتي، وقاوموا الأمريكان وحلفاءهم عشرين عاما، واضطروا للانسحاب هاربين.