عين البصائر

السِّفْر المفتوح على الزمان والمكان والإنسان

أ. لخضر لقدي/

توقف موكب الأنبياء بالنبي محمد الخاتم، وأسدل الستار على وحي السماء بنزول القرآن آخر الكتب ,تعهد الله بحفظه، وأخبر بأنه الكتاب الذي سيرافق البشرية في مسيرتها حتى قيام الساعة، لأنه السِّفْر المفتوح على الزمان والمكان والإنسان لا تنقضي عجائبه، ولا يَخلَق على كثرة الرَّدِّ، ولا يتوقف عطاؤه حتى تقوم الساعة.
يقول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.التوبة
وفي الآية وردت الأفعال الأربعة: يُرِيدُونَ، يُطْفِئُوا، وَيَأْبَى، يُتِمَّ….بصيغة المضارع الدالة على الحال والاستقبال.
وليس المراد بالظّهور أَلا يبقى دين آخر من الأديان، فالآية تدل على أن إظهار الإسلام على الدين لابد أن يلازمه وجود كافرين كارهين، وإنما المراد انتشار الإسلام رغم كل العراقيل، فعن تميم الدَّارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْر]. (أحمد).
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسيره الخواطر: «إن الإعلاء هو إعلاء براهين وسلامة تعاليم، بمعنى أن العالم المخالف للإسلام سيصدم بقضايا كونية واجتماعية، فلا يجد لها مخرجاً إلا باتباع ما أمر به الإسلام…. ولكنه يظهر عليهم أي يغلبهم كنظام يضطرون إليه ليحلوا مشكلات مجتمعاتهم الكافرة، فسيأخذون من أنظمة وقوانين الإسلام وهم كارهون، ولذلك نجدهم يستقون قوانينهم وإصلاحاتهم الاجتماعية من تعاليم الإسلام».
وقد رأينا كيف انتبه العالم مع نازلة كرونا إلى تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم في الحجر الصحي وفي الطهارة اليومية كتبت ذلك كبريات جرائدهم وتحدث به أكبر مفكريهم.
ورغم ما شُنّ ويُشنُّ على مر العصور من حروب لإستئصال الإسلام وإبادة المسلمين، ورغم ما شُنّ وما زال يُشنُّ من حروب إعلامية لتشوية سمعة الإسلام ورموزه الحية.
إلا أن المتأمل لخارطة انتشار الأديان في السبعين سنة الأخيرة يلاحظ ازدياد أعداد المسلمين وازدياد الوافدين الجدد لهذا الدين وهو أمر لا تخطئه العين…..

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com