رواية أحلام مهاجرة للكاتب عاشور توامة بعيون النقاد والقراء
ياسين مبروكي/ البصائر/
تتطرق رواية ”أحلام مهاجرة” للكاتب الدكتور عاشور توامة الصادرة عن دار نشر فكرة كوم بورقلة ديسمبر 2022م إلى موضوع نزيف الهجرة وأنواعها؛ لا سيما هجرة الأدمغة العربية، من خلال شخصية البطل ”قاسم” الجراح الجزائري الحالم، الذي يعرض عليه عقد عمل بعيادة في يالطا فيقرر السفر إلى تركيا حيث يلتقي بفتاة أحلامه ”إفين” في مدينة أوردو فتنشأ بينهما علاقة حب قوية، وتتوالى الأحداث والمغامرات والأحلام في قرية كبكداغ، ومن ثم يتوجه مع عشيقته إلى مدينة سامسون الساحلية أين تكتشف إفين حقيقته ومشروع هجرته تحاول تفويت الفرصة عليه إلا أنها تفشل في إقناعه بالعدول، وتخوض معه مغامرة بحرية رفقة ثلة من الرفاق، ولما يصل إلى يالطا يلتحق بعمله ويشرع في إجراء عمليات الزرع حتى يأتي اليوم المشؤوم، فيتفاجأ بأن الجسد المنقول منه الرئة جسد صديقه طاهر فيأبى إجراء العملية، وهنا تتأزم الأحداث وتبدأ مغامرات جديدة، يقفل إلى أنقرة حيث تتعرض إفين لحادث ثم تتصالح مع والدها، بعد أن يكتشف خيانة زوجته إلين مع دوغان، ثم يعود قاسم إلى الجزائر من أجل الإسهام في تطويق وباء كورونا ومعالجة المصابين.
فقد قدّم لها الناقد الأستاذ الدكتور طارق زيناي أستاذ في جامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي قائلا:
”في البدء كان الحب.. في البدء كان الفداء.. رواية ”أحلام مهاجرة” رحلة البحث عن الذات المتشظّية الحالمة المترامية الظلال الحاملة بين جوانحها الألم والأمل والحب والتضحية والوفاء…
وأنا أقرأ رواية الكاتب المتميز د/ عاشـور توامـــة تراءت لي صورة الوطن المذبوح النازفة شرايينه حد الفناء، و”قاسم” بطل الرواية جرح من جراحات الوطن، ومأساة من مآسيه، صوَّره الكاتب إنسانا بسيطا مثقفا مغامرا عاشقا للجمال، في علاقته بـ “إفين” بعث مخمليٌّ للتاريخ، المتجلي في روابط المحبة بين الإنسان العربي الشمال الإفريقي والإنسان التركي (العثماني)
أحلام مهاجرة رواية تستحضر فضاءات زمنية متداخلة، مكانا مفتوحا يحمل عبق التاريخ العثماني الأصيل، فيه يتعانق السحر والحب والجمال، تتداخل الأصوات والذكريات، تتجلى فيه السياسة والثقافة والدين، والخوف والصبر والأمل والحنين والوفاء والمكر والخيانة…
استطاع الكاتب أن يحلّق في سماء الإبداع وأن يرسم عالما مـمتعا يقرِّب المسافة بين الواقع والخيال بين الألم والأمل، بين الحاضر والمستقبل، من يقرؤها يشعر بحقيقة الإنسان الجزائري الحامل تناقضات الحياة… في طيبته وصبره وتضحيته وعشقه وألمه وأمله…”
وقال عنها القاص المبدع الأستاذ سليم بوعجاجة من جامعة بومرداس: ”نهضت بكتابة تفاصيل أيقظها المبدع عاشور توامة من سباتها الكسول، وألبسها ثوبا من الخيال الخلاق رواية أحلام مهاجرة تضاف إلى كتابات أخرى دشنها أستاذ النقد الأدبي المعاصر بالمدرسة العليا للأساتذة ببوسعادة، أهمها دراسة نقدية عن شعرية الانتماء”.
كما تقول عنها الأديبة الشاعرة الأردنية الأستاذة الدكتورة إيمان الكيلاني من جامعة الزرقاء: ”تناول المبدع عاشور توامة في روايته أحلام مهاجرة موضوعا مهما من حياتنا وهو هجرة الشباب للغرب في أسلوب روائي مشوق، يطرح من خلاله كثيرا من معاناتهم وأحلامهم، ويحاول أن يبين مآلاتهم وأحلامهم…”
ويقول عنها الناقد البروفيسور محمد سعدون من جامعة المسيلة بعد قراءتها: ”قرأت رواية أحلام مهاجرة للدكتور الناقد المبدع عاشور توامة وأنوي قراءتها مرة أخرى، والسبب في ذلك هو أني تفاجأت بما فيها من زخم للأحداث وكثافة في الأبعاد الفنية والمعرفية، ومن الميزات المهمة الأخرى هي توافر عنصر الرياليستيك، فهي تحلل الواقع تحليلا واقعيا؛ ينم عن خبرة ووعي بما تكتظ به الحياة من تناقضات ومفارقات شديدة الانزياح، وهذا ما طبع الرواية بالطابع الفني الواقعي، وهي في مجملها تشكل عملا فنيا جديدا مستقلا متفردا في الرؤيا الفنية التي هي قلب العمل الإبداعي وغايته الأساسية، والجانب الآخر الذي جعل منها عملا روائيا معاصرا معتبرا هو توافر مظاهر التجريب التي تهدف إليها الأعمال الروائية المعاصرة”.
كما علق عنها الأستاذ الدكتور رشيد سلطاني من جامعة تبسة: ”قائلا رواية أحلام مهاجرة للروائي الصديق عاشور توامة رواية يتناغم فيها الفني مع الواقع عبر مسارها السردي، الذي تؤثثه مكوناته السردية من حدث وشخصيات وتأطير زمكاني وحبكة صاعدة مركبة من عقد متعددة، كما تحضر فيها سمات الرواية الواقعية بعيدا عن التسجيلية الفجة”.
بينما يعتقد الروائي الشاب الدكتور محمد بن الربيع: ”أن هناك حركة حثيثة في رواية أحلام مهاجرة ولا استقرار على مستوى محاور السرد، فالأحداث تتوالى يحيل أحدها إلى الآخر ارتكازا إلى الحبكة، والشخصيات تلتقي وتتصارع، ذلك الصراع الذي يمنح الرواية جمالياتها وعنصر التشويق اللازم فيها، حتى المشاعر في هذه الرواية متسمة بالحركة والتطور والصدامية، فالروائي يكتب بوعي مستهدفا ذائقة القارئ الذي تشده هذه المواضيع المعاصرة التي تحاكي طموحات المثقف وتجسد حلما مهاجرا بين ثنايا الرواية”.
كما قال عنها المنتج السنمائي الجزائري ثامر فكاني بعد قراءتها لأكثر من مرة: ”وصف مسترسل للأحداث بتفاصيلها، وتحليل حسي للشخصيات بشكل مذهل جدا، تذكرت ذات الشيء في الرواية الرائعة noeud de Viper حيث ذهب بي الخيال بعيدا وكأنني أشاهد فيلما من أحد الكلاسيكيات … فعلا الرواية الجزائرية لا تزال بخير”.
وقال عنها المهندس المغترب عمر دريس صديق الكاتب: ”مهما قلت من عبارات فلن أستطيع أن أصف هذه الرواية فقد زرعت في روحي الفرح والبهجة وجعلتني أشعر أن هناك الكثير من الأشياء الجميلة التي لم تنتهي بعد… خاصة وأنني أحس أنني سأتقاطع مع روايتك في مكان ما…”
بينما ترى الطالبة خيرة طيبة إحدى طلاب المدرسة العليا للأساتذة ببوسعادة أن: ”رواية أحلام مهاجرة للروائي الدكتور عاشور توامة رواية ذات تصميم رصين ومعاصر، تتكاثف فيها الأفكار بحبكة سلسة ومنطقية واقعية بعيدة كل البعد عن التكلف، يورطك الروائي بأسلوبه الفريد وحسه الرقيق في ثنايا الأحداث والأمكنة، فها هو يجول بك في اسطنبول و وأنقرة ومدن شمال الأناضول بأمكنتها المختلفة تارة، ويملي عليك أحداثا تاريخية ومعلومات طبية بقوالب لغوية جزلة تارة أخرى، هي رواية تشهد تزاحم أيديولوجيات متناقضة تتصارع فيما بينها، يصور البعض منها مدى قسوة الواقع المعيش لفئة مجتمعية تشغل الحيز الأكبر.”
وتقول عنها –كذلك- الطالبة بالمدرسة العليا للأساتذة ببوسعادة وصال مرزوقي: ”ماذا عن رواية تنقلك عبر أزمنة وأمكنة مختلفة تكون دليلك السياحي في اسطنبول وشمال الأناضول ويالطا، تزودّك بمعلومات لغوية لسانية قيمة من جهة، ومعلومات طبية بيولوجية من جهة أخرى، تغوص بك في أحداث جريمة إنسانية مريبة، تعلمك الوفاء وتبهرك بالحب، ماذا عن رواية تأرجحك بين العذاب والمتاعب وبين النجاح ولذتّه من أجل أحلام نبيلة، إنها رواية أحلام مهاجرة”.