شقيق الشيخ ابن باديس في ذمة الله
انتقل إلى جوار ربه الشيخ عبد الحق ابن باديس الشقيق الاصغر للشيخ عبد الحميد ابن باديس يوم الأربعاء 10 ماي 2023 بمسقط رأسه مدينة قسنطينة ودفن بمقبرة العائلة بحضور جمع غفير من السلطات المحلية وأحباب عائلة ابن باديس.
وحضر الجنازة إضافة إلى أفراد العائلة جمع غفير من أعضاء و طلبة المدارس القرآنية التي تشرف عليها شعب جمعية العلماء في الشرق الجزائري، و والي ولاية قسنطينة ورئيس المجلس البلدي والمجلس الشعبي الولائي وشخصيات أخرى من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة..
” كما حضر الجنازة الدكتور عبد العزيز فيلالي رفقة أعضاء من مؤسسة الشيخ بن باديس، وكانت الكلمة التأبينية التي خطها رئيس مؤسسة بن باديس، عبارة عن رحلة في حياة الفقيد وأدعية للترحم عليه ووفاء للنهج الباديسي القويم، الذي أخرج المجتمع الجزائري من الظلام الذي أرادته فرنسا، إلى ضياء الحق والحرية، لينتقل الجمع للترحم أيضا، على قبر الشيخ عبد الحميد بن باديس، الذي توفي منذ أكثر من 83 سنة..”، على حد تعبير، شاهد عيان.
في هذه الأجواء وبذات المناسبة، نظمت ندوة أوروبية للجالية الجزائرية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليلة البارحة، عن المرحوم و مآثر الإمام بن باديس، حيث انطلقت أشغال الندوة بتلاوة مباركة من آيات القرآن الكريم، ثم أنشد أحد الأساتذة نشيد جمعية العلماء لابن باديس، لتبدأ بكلمة من أستاذة من جامعة الأمير عبد القادر، مختصة بالموضوع، مذكرة بمناقب المرحوم بقولها:
أن المرحوم هو الشقيق الأصغر لرائد النهضة الأستاذ عبد الحق بن باديس، وقد توفي عن عمر بلغ 103 سنوات، قضى 20 منها بجوار شقيقه في بيت العائلة، بحي القصبة بقسنطينة كتلميذ له منذ عام 1937، وكان يسمي شقيقه “سيدي حامد”، بدل سيدي عبد الحميد، وكان يحضر له الإفطار كل صباح في المسجد ولما توفي واصل إحضار الإفطار لخليفة الإمام في التدريس العلامة مبارك الميلي، وكان عبد الحق يبكي كل صبح لما يتذكر شقيقه الأكبر ومعلمه.. معلوم لما مرض الإمام لازمته شقيقته «نهار» مدة أزيد من أسبوع رفقة بعض الأطباء منهم صهرهم الدكتور بن جلول، كما لازمه الأستاذ عبد الحق كل ليلة مراقبا وممرضا، في الأيام الثلاث الأخيرة من عمر الإمام، بعد أن يعود من الدراسة مساء كل يوم، إلى أن وافته المنية رحمة الله عليهما..
بعدها أكمل التلميذ عبد الحق بن باديس، تعليمه إلى غاية 1940 على يد الشيخ العلامة مبارك الميلي، برفقة بقية تلاميذ الشيخ وهم كثر ومنهم عبد الرحمان شيبان والشيخ أحمد حماني و لخضر بوطمين، بقسنطينة، ورفيقه في بعض رحلاته الفكرية، وأمضى البقية من العقود العُمرية، وهي أكثر من ثمانين سنة في العمل لصالح تراث باديس، إلى أن وافته المنية هذا الأسبوع، وهو الذي حضر وبقوة في احتفالية ذكرى وفاة الشيخ الـ83 منذ بضعة أيام في 16 أفريل الماضي (2023)، .. ورغم أن الاقدار بيد الواحد القهار، فإن سبب الوفاة المباشر يعود لسقوط المرحوم منذ أسابيع وانكسار يده ورجله، وتضاعف آلام ذلك على جسمه النحيف مع الكبر في السن، حسب بعض الأستاذة المقربين من العائلة”.. على حد تعبير المتدخلة من قسنطينة.
بعدها أحيلت الكلمة ، لكاتب هذه السطور، لقراءة ومناقشة أحد أزهر وأبلغ المواضيع المحببة لقلب الأستاذ المرحوم عبد الحق بن باديس، في تاريخ العلامة بن باديس، حسب بعض الاخوة العاملين في مؤسسة بن باديس، الا وهو: لمن أعيش؟ المعروفة من طرف جل الدارسين لفكر جمعية العلماء و مؤسسها الأول، وكان رد الامام العلامة بن باديس رحمه الله، أيامها، “أعيش للإسلام و الجزائر”.
وتنتهي الندوة بتعزية قدمها الحاضرون، لعائلة المرحوم الصغيرة و الكبيرة، جاء فيها على الخصوص: ” بمناسبة هذا المصاب الجلل يتضرع إخوانكم واخواتكم طلبة واساتذة وعمالا في أوروبا إلى الله تعالى، بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يفسح له في جنته، ويلحقه بعباده الصالحين، وأن يرزق عائلته وذويه ومعارفه في الجزائر وخارجها، جميل الصبر والسلوان.
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده والحمد لله على ما أعطى وعلى ما أخذ، و “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
مصطفى حابس