الحدث

شعبة بلدية ليشانة (ولاية بسكرة): ندوة المخدرات «القاتل الصامت لشبابنا»

تغطية: كمال بن عطاء الله/

انعقدت الندوة الفكرية الثامنة حول آفة المخدرات القاتل الصامت لشبابنا (الماهية – الدوافع –الأعراض – الآثار والعلاج) يوم السبت 16 شوّال 1444هـ الموافق لـ 06 ماي 2023م بمدرج ثانوية الزعاطشة ببلدية ليشانة ولاية بسكرة، وقام القائمون على الشعبة البلدية بالتحضير لهذه الفعالية منذ مدة بتصميم مطويات حول أسباب وأعراض هذه الظاهرة الخطيرة كما تم طبع جداريات كبيرة (تسعة كل واحدة 1م×2م) شرحت الأسباب والمظاهر والوقاية من هذه المعضلة مدعمة بالآيات والصور والإحصائيات تم تعليقها بجدران المدرج، وكان إقبال الشباب الليشاني والآباء والأساتذة والأئمة وكثير من الضيوف اكتظت بهم قاعة المدرج الذي يسع لأكثر من مائتي مقعد.

وكانت مشاركة المجموعتين الكشفيتين لبلديتي طولقة وليشانة القوية كما نسجل حضور الهيئات الأمنية لدائرة طولقة والدرك الوطني ومجموعة الحماية المدنية لوحدة طولقة، انطلقت الفعالية على الساعة التاسعة صباحا بالاستماع لآيات بينات من القرآن الكريم تلاها الشاب «عبد الحق سالمي» ثم استماع الحاضرين لنشيد السلام الوطني ثم استمع الحضور لكلمة السيد «عبد الرحمان بولقرون»رئيس المجلس الشعبي البلدي التي كانت تنضح صدقا وصراحة حيث قال:(إنّ بلدتنا تحاصرها هذه الآفة القاتلة فأفسدت عقول شبابنا وأهلكت أجساد فلذات أكبادنا ولقد انتشرت في الأوساط المختلفة وحتى في المدارس والمؤسسات التعليمية وعلينا أن ننتبه ونراقب أبناءنا ونرافقهم بمتابعتهم ونصحهم ومعرفة أصدقائهم ونحرص على الوقوف بجانبهم لنمنع تسرب هذه السموم إليهم فهي مُهلكة للأنفس والاقتصاد ومنذرة بالخراب وقد كانت سببا في الماضي والحاضر في هدم الدول والأمم و تعهّد بالتعاون مع جميع الجهات المختلفة لمحاربة هذه الظاهرة»، أما كلمة رئيس الشعبة الولائية «الأستاذ عبد الرؤوف دبابش» فكانت مُشيدة بمجهودات القائمين على الشُّعبة وحسن اختيارهم لهذا الموضوع في هذا الوقت الحسّاس وشكر الحاضرين على تلبية الدعوة وإنّ الجمعية تهتم بالشباب تربية وتهذيبا وفي هذه الأثناء يقام ملتقى للشباب في ولاية برج بوعريريج لأنها الفئة العمرية التي يجب حمايتها ومرافقتها وهي رائدة هذه الأمّة وبهم يكون لنا المستقبل الواعد وهم المستهدفون من أعدائها ووجب علينا متابعتهم نفسيا وفكريا واجتماعيا واقتصاديا وتمنى التوفيق لهذه الندوة، أمّا الكلمة الافتتاحية الثالثة فكانت لرئيس الشعبة البلدية الأستاذ «محمد ياسين حني» ملخصة لأهمية اختيار هذا الموضوع والمتمثلة في الانتشار الرهيب للمهلوسات والمخدرات بأشكالها وأنواعها بين أوساط المجتمع ذكورا وإناثا خاصة الشباب وآثارها المدمرة للبنية العضوية والنفسية للأفراد والأسر والمجتمعات المهددّة لاستقرارها وأمنها وقال إنّ لا دواء ولا شِفاء من هذه الآفة إلا بالرجوع إلى دين الله عزّ وجل وتعاون كل الجهات للتقليل من انتشار هذا الخراب كمرحلة أولى ثم القضاء عليها نهائيا ولن يكون إلا بصدق النّية وخِطّة عملية تأدية لواجب النصيحة وبها أعلن الافتتاح الرسمي لأشغال الندوة، كما قام المنشط الدكتور «لزهر بن عيسى –جامعة محمد خيضر بسكرة- « بالتنسيق بين فقرات الفعالية مُرحِّبا بالجمهور الذي التحق شاكرا لهم اهتمامهم وصدق مشاعرهم وبعدها تسلَّم الكلمة الدكتور «هشام باهي»(جامعة محمد خيضر – بسكرة) حيث عرّف المخدرات لغة واصطلاحا ومنشأ وذكر أنواعا منها وجانبا مختصرا من تاريخ انتشارها ثم توسّع في الجانب القانوني وكيف تطورت التشريعات القانونية في محاربة هذه الآفة وذكر الموروث القانوني الاستعماري 1916م إلى 1953م ثم بّين المنظومة القانونية الجزائرية من بعد الاستقلال إلى يومنا حيث تطورت باطّراد حسب انتشار الظاهرة واستفحالها وكانت حازمة خاصة في الوقت الأخير بجانب المساهمة في إيجاد سند قانوني يساعد ويكرّس الاهتمام بالمدمنين وإنشاء مراكز خاصة للمعالجة والمتابعة وشجّعت على نشر الفعاليات التحسيسية أما «السيد المساعد ممثل القيادة الولائية للدرك الوطني(فرع الأحداث)» فقد تناول الانتشار الرهيب لهذه الآفة بين أوساط الشباب خاصة وحتى المؤسسات التربوية وكثرة تناول الحبوب المهلوسة رغم المحاربة الشرسة من طرف الهيئات الأمنية من خلال الحملات المفاجئة لأوكار الترويج والحواجز الأمنية ومع ذلك يسجل الاتساع الرهيب لها مركزا على تغافل الأولياء عن متابعة أبنائهم خاصة أنّ هذه الظاهرة تكون ابتداءً بتناول السجائر والصُحبة السيِّئة إلى غيرها من الأسباب المسجلة من خلال التحقيقات المختلفة مع المدمنين والمروّجين لهذه السموم كما بيّن أنّ الدولة الجزائرية مع وجود الصرامة في تطبيق القانون إلا أنّها فتحت أبوابا للتوبة والعودة عن هذا الجرم وذلك بطمأنة هؤولاء المصابين في إيجاد مراكز تهتم بهم نفسيا وعضويا ومتابعتهم لأجل الاستشفاء من هذا الداء وتشجيعهم على سريّة ملفاتهم وأكّد على أنّه لا خروج من هذا المأزق إلا بتضافر الجهود وخاصة الأسرة بمتابعة أبنائها وتحديد رزنامة تحسيسية يتم من خلالها الاحتكاك بالأوساط التعليمية من الابتدائي إلى الجامعة ومساهمة المساجد في بيان خطر هذه الآفات شاكرا الجميع على إنصاتهم وحسن استماعهم واهتمامهم بهذه الندوة، وبعد هذه الكلمة تمت مشاهدة مقطع فيديو مدته سبعة دقائق من إخراج اللجنة الإعلامية للشعبة البلدية يلخّص الأعراض والأسباب والنتائج ويختمها بالحلول المقترحة وبعدها الفوج الكشفي الطولقي يعرض مسرحية صامتة قصيرة تضمّنت احتواء الشاب بعد ضياعه من الإدمان ومساعدته عن التوبة وبعد فاصل كانت مداخلة الدكتور الطبيب بمستشفى طولقة ورئيس شعبة بلدية طولقة «أيمن مداس « الذي فصّل وبسّط أسباب تعرّض المدمن للأعراض العضوية والآثار المهلكة لأعضاء الجسم وأظهر الأعراض التي يمكن معرفتها عند التشخيص وأعطى أمثلة على خطورة بعض أنواع المخدرات مثل(الهيروين . الغات . الحشيش. إيريكا… الخ) وذكر أمثلة عن سلوكيات بعض المدمنين الذين يتابعهم في المركز الصحي في النهاية ركّز على خلاصة للخروج من هذه الكارثة الإنسانية باجتماع الجميع وتركيزهم على محاربة هذه الآفة وبعد هذه المداخلة تم فتح النقاش حيث أشارت إحدى المتدخلات إلى غياب النصيحة والتعاون المجتمعي، أمّا المتدخل الثاني فأشار إلى أنّه لا حلّ لهذه المعضلة إلاّ بالعودة إلى عادتنا الحسنة وتربية آبائنا وعلى اجتماع الكلمة لمجابهة هذه المعضلة وذكّر بالتاريخ المجيد لأبناء المنطقة شاكرا القائمين على الشُّعبة لاهتمامهم بهذا الموضوع المهم وأمّا المتدخل الثالث نذكر مناقب جمعية ابن باديس -رحمه الله- في إحياء القلوب وتطبيب الأبدان وتنبيه العقول والإصلاح الديني والاجتماعي بينما أشار المتدخل الأخير إلى وجوب تكاثف الجهود في محاصرة الآثار المختلفة لهذا السرطان الاجتماعي الذي أكل الأخضر واليابس.
وفي الفقرة ما قبل الأخيرة من هذه الندوة تناول قراءةً الـمُنشّط الدكتور «لزهر بن عيسى» التوصيات نيابة عن لجنة الصياغة.
بعد الاستماع إلى السادة الأساتذة الأفاضل والمتدخلين، ارتأت لجنة التوصيات أن تُصيغ جملة من التوصيات والتي نطرحها على مسامعكم كالتالي:
1- على الأولياء، الآباء والجميع تحمل مسؤولياتهم.
2- على الأساتذة، النخب، المثقفين، ورجال الفكر والتربية التخلي عن سياسة الاستقالة المجتمعية والتي أثبتت عقمها وسلبيتها وأنّها تضر أكثر مما تنفع.
3- إشراك المساجد والمدارس في عملية التوجيه والتوعية ومحاربة هذه الآفة المجتمعية الخطيرة.
4- العمل على هندسة هيئة من كبار ووجهاء البلدة تقوم بالتنسيق مع السلطات المختصة لمحاربة هاته الجريمة.
5- حث الشباب على الالتزام بالأخلاق الفاضلة والتوجه إلى الله عز وجل، والتشجيع على أهمية الصحبة الصالحة .
6- كسر الفراغ بالنسبة للشباب عن طريق الانتساب إلى الجمعيات والنوادي، ممارسة الرياضة، الانخراط في المسابقات المحلية والوطنية وغيرها.
7- تعلّم حرفة أو مهارة تساعد الشاب على اقتحام سوق العمل وتحقيق الدخل المادي القار له.
8- على السلطات المختصة تسهيل مشاريع الشباب من دون قروض ربوية، حتى تساهم في عجلة التنمية الاقتصادية، وامتصاص البطالة.
9- إن لم نتكاتف جميعًا فإننا بعد ستة أو سبع سنوات سينشأ لنا جيل لا يحترم أحدا وليس لديه حدود ولا يحرّم حراما ولا يوقر كبيرا.
10- إشراك «جمعية العلماء المسلمين الجزائريين» في تنظيم معارض تحسيسية في جميع المؤسسات التربوية (الإكماليتين+ الثانوية) على الأقل مرة في كل شهر تداولًا بين المؤسسات عبر تراب البلدية.
11- الولوج إلى الدورات الرياضية من خلال عمليات تحسيسية للشباب بشكلٍ مباشر.
12- رفع مستوى الترسانة القانونية بقوانين ومراسيم وقوانين عضوية رادعة ومن شأنها مكافحة هذه الآفة الخطيرة بصفة صارمة.
13- بسبب عدم كفاية مراكز مكافحة الإدمان، فإنّنا نهيب بالسلطات المختصة أن تنشئ الكثير من المراكز الجوارية على مستوى الدوائر، وذلك أنّ مركز معالجة الإدمان بعاصمة الولاية لم يعد بمقدوره استيعاب المدمنين.
14- تخصيص أجنحة خاصة بمعالجة وتوعية المدمنين في المستشفيات والمستوصفات، سيما العيادات الجوارية بالبلدية.
وبعدها تمّ تكريم الأساتذة المحاضرين والشباب الذين نظّموا هذه الندوة التحسيسية وبذلوا جهودا يشكرون عليها كما وزّعت شهادات رمزية لمجموعة لجنة الإغاثة البلدية الذين أُبلوا بلاءً حسنا أثناء فترة «الكوفيد 2020-2022» وكانوا أيضا عونا للعائلات المعوزة والمحتاجة وكذا أعضاء جمعية الديوان السياحي التي سهرت ومازالت تتابع الأعمال بنواة الدشرة القديمة كما هلّل الجميع لتكريم المجاهد «الحاج محمد حني» الذي وهب مقرا واسعا «بحي رحماني الصالح» جاهزا للشعبة لأجل تدريس القرآن الكريم وعلومه ورغم كبر سنه ومرضه إلا أنّه حضر وكان في مقدمة الموكب الرسمي لتدشين المدرسة بعد الانتهاء من الندوة ظهرا وقد فرح بعدما رقرقت عيناه بما شاهده من تجهيز ووجود الطلبة الصغار ومعلميهم يتلون كتاب الله سبحانه وتعالى، أما التكريم المهم الثاني فكان للأخ «عز الدين بوحامد الليشاني» المقيم بالعاصمة وهو ابن أخ الشيخ «بوحامد فرحات بن الدراجي» أحد العلماء المؤسسين للجمعية والعضو في مكتبها الثاني الذي أهدى ووهب قطعة أرض (180 متر مربع) في حي الز عاطشة فجزاهم الله خيرا جميعا وتقبل الله منهم صدقاتهم وجعلها في ميزان حسناتهم، وفي الأخير وليس آخرا نشكر الجميع على تلبية الدعوة وتكثير سواد الحضور والاهتمام والتشجيع والأهم هو التعاون فيما هو آت على تجسيد التوصيات وإنجاز أعمال ومشاريع مجتمعية مختلفة، كما نسجل تغطية قناة «أنيس» الفضائية بارك الله فيهم من خلال مكتبها ببسكرة .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com