في وداع أحد أبناء جمعية العلماء الأستاذ عبد العزيز مالك -رحمه الله-
عبد القادر قلاتي/
جاءنا خبر وفاته ونحن في مكتب جريدة البصائر ننهي العدد الأخير لإرساله إلى المطبعة، وبقينا أنا والأخ مصطفى كروش المدير التقني للجريدة للحظات لم نصدق الخبر، أو لا نريد أن نصدق خبرًا ينقل إلينا وفاة صديق عزيز أحببناه جميعاً، منذ قدم إلى العمل معنا، في مقر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين؛ فقد عرفنا فيه المعدن الطيّب، والأخلاق السامية، والوجه البشوش، فهو ابن الصحوة الإسلامية التي عرفتها مساجدنا منذ سبعينيات القرن الماضي، فقد تربى في مسجد الإصلاح ببلكور، وناديه الشهير “نادي الإصلاح” الذي يؤرخ لفترة تاريخية مهمة في مسار حركة الإصلاح الديني والوطني في بلادنا، وقد حدثني الأخ عبد العزيز -رحمه الله تعالى – عن مجمل النشاط الديني والثقافي في هذا النادي العريق، والدور الذي كان يؤديه مع ثلّة من أبناء الحركة الإسلامية في حي بلكور الشهير، فقد مرّ على هذا النادي الكثير من أبناء الحركة الإسلامية الذين عرفتهم مساجد العاصمة وساحات الدعوة فيها، وكان أخونا عبد العزيز من الرعيل الأول الذي ارتبط بنشاط نادي الإصلاح؛ فقد حدثني عن أهم الوثائق التي اطلع عليها من رسائل وجرائد قديمة تمثل المرحلة الاستعمارية، وعلاقة هذه الوثائق بجمعية العلماء الذي كان النادي ينسب إليهم، وكان يتأسف لضياعها وعدم الاهتمام بها من طرف المسؤولين عن النادي، لاعتبارات ربما تكون السياسة إحداها. رحل الأخ عبد العزيز وقد ترك فراغاً كبيراً، ولم تعد جلسات الحديث معه إلاّ ذكريات نستحضرها عند تذكره، فحرصه على الجمعية وحبه الشديد لها يجعل من كلماته وقصصه وتفاصيل الأحداث التي سمعناها منه صدى كبيرًا لروحه الطيّبة، رحمك الله أيها الأخ الفاضل والصديق الوفي الناصح، وأسكنك الفردوس الأعلى، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه، ولا نقول في فقدك إلاّ ما يرضى الله، “إنّ لله ما أخذ وله ما أعطى وكلّ شيء عنده بأجل مسمى… إنا لله وإنا إليه راجعون