رأي

هل زور ابن باديس التاريخ أم أنه أحد ضحاياه!

أ. لخضر لقدي/

لم أفهم لماذا يقال ان التاريخ الرسمي غيب بعض الشخصيات المقاومة ، ثم يهاجم ابن باديس والإبراهيمي ، ما علاقة الشيخين بتزوير التاريخ؟.
لماذا ننسى أن الفترة التي وجدت فيها الجمعية ورجالها كانت فترة خمدت فيها المقاومة المسلحة وظهرت فيها الأحزاب السياسية وحركات الإصلاح.
لماذا نقفز على مواقف ابن باديس البينة الظاهرة من الاستعمار وشجبه بل ومقاومته بأقوى الأسلحة وأفتكها: التربية والتعليم والتوعية وتكوين الشخصية الجزائرية العربية المسلمة وهو ما لم يتحمله الاستعمار بل وحاربه.؟
لماذا لا تذكر أفضال حركة الإصلاح على تهيئة الشعب لثورة التحرير.؟
لماذا لا يذكر بيان 2نوفمبر 1954 الذي أمضاه الإبراهيمي،وماذا كان يعمل الورتلاني في المشرق لفائدة الثورة،ولماذا ألقي التبسي في قدر الزيت المغلي،وهل كان ع سلطاني وأحمد سحنون ومحمد خير الدين واحمد توفيق المدني والطاهر لعجال وغيرهم الكثير والكثير إلا زادا ووقودا ومشاركة في ثورة التحرير.؟
ألم يكن مصطفى بن بولعيد وكثير من القادة والجنود من تلاميذ الجمعية.؟
وماذا كان يفعل أحمد حماني في سجن لامبيس…؟
أعرف جيدا أن الزوايا خرجت علماء ومجاهدين وقادت المقاومة المسلحة في الأيام الأولى لدخول الاستعمار.
وأعرف أن كثيرا من قادة الثورة وجنودها وقودها كانوا من أبناء الزوايا.
اعرف جيدا أن التاريخ بكل تأكيد لا تصنعه الملائكة، وإنما هو صناعة بشرية بأحداثه ومواقفه ورواياته وتدويناته وتحليلاته واستنتاجاته.
وأعرف أن البشر خطائين وأن خيرهم التوابين، وأن من أشد الظلم وأحقده أن تستر الحسنات وتبدي السيئات لأناس هم بشر إن لم يكونوا من الخيرة قد أفضوا إلى ربهم.
لا يحملنكم الحقد والحسد والانتصار للطائفة على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com