ثقافة التقدير والتثمين والتنويه
يكتبه: حسن خليفة/
هناك الكثير مما يجب قوله، وشخصيا لديّ من ذلك «الكثير ـ الوفير»؛ خاصة في ضوء هذه الحركية الفكريةـ الثقافية الدينية القويمة التي تقوم بها الجمعية في أنحاء متعددة من بلدنا الشاسع، شرقا وجنوبا وغربا وشمالا، من زيارات ولقاءات وندوات وتفقد، وفتح نواد ومعاهد الخ ..غير أنني سأقصر في هذه المساحة القصيرة الكلام على الأسابيع القليلة الماضية والتي شهدت أعمالا كبيرة مقدورة. ولذلك أرجو أن تتسع الصدور لهذا التنويه الذي هو بمثابة ثناء ومديح للأفاضل العاملين، وأتصوّر أنه من الواجب إدراج ثقافة «التنويه»والتقدير في سلوكنا العام ، وفي مسالكنا كمشرفين ومؤطرين ومربين بصفة أساسية. فأقول :
إن مـــن معاني لفظــة تنويه (نوّه ـ ينوّه ـ تنويها): الإشارة والتقدير …ويتبع ذلك التبجيل والثناء والمدح إلخ.
وبالفعل نحب ـ في هذا المقام أن ننوّه ونقدّر ونثمن ما يفعله رجال الجمعية وأعضاؤها من الجنسين هذه الأيام خاصة؛ من خلال هذا الـدَّفق المعرفي ـ العلمي ـ الديني الراشد المرشّد لحياتنا وساحتنا العلمية والثقافية:
1ـ مؤتمرات دولية في البرج وسطيف (الشباب +المشروع الفكري للشيخ الغزالي ..) وصل عدد المحاضرين فيهما إلى نحو 27 محاضرا ومحاضرة، من مستويات علمية عليا جميعا .
2ـ تـرافقها وتتبعها ندوات عامة (في المراكز ودور الثقافة)
3ـ وندوات مسجدية في موضوعات مهمة.
4ـ وكل ذلك متبوع بنقاش راق وتفاعل وحضور.
4ـ ملتقيات وطنية في موضوعات «مؤسسات التنشئة الاجتماعية»(عين ولمان )، وندوات (شلغوم العيد وميلة ) في الاستقرار الأسري من خلال المنظومة العَقدية الإسلامية، أو دور الدين والعقيدة في تحصين الأسرة الجزائرية ..الخ ..
5ـ كل ذلك متبوع بإصدارات نوعية (مجلة علمية محكّمة ـ متخصصة في مجال البحث التربوي ،تتبعها مجلات أخرى بحول الله) …وكتاب جُمعت فيه محاضرات ومداخلات الملتقيات السابقة الخاصة بالشيخ الغزالي التي احتضنتها شعبةسطيف ومركز الشهاب.
6ـ لقاءات وندوات وحملات تحسيسية لا تنتهي ضد المخدّرات والمهلوسات والآفات الاجتماعية (قسنطينة ـ بسكرة ـ العاصمة …وولايات أخرى …)
7ـ دروس دعم مجانية ، ودورات تكوينية لفائدة التلاميذ المقبلين على الامتحانات الخارجية (دورات وورشات التحفيز وكيفيات الاستعداد النفسي للامتحانات ..) شهدتها العديد من الشعب الولائية شرقا وغربا ووسطا وجنوبا.
8ـ زيارات وتفقّد لعديد الولايات على امتداد رحابة الوطن الغالي وافتتاح نوادِ ومدارس وفضاءات علم وقرآن …وتكوين وتعليم
9ـ استحداث فضاءات متعددة متنوعة لتكوين النساء والبنات في «الصنائع» المختلفة التي تهتم بها بناتنا ونساؤنا ،وتخريج المئات منهن بشهادات معترف بها، بعد تكوين لشهور طويلة (في الخياطة ـ اللباس ـ الصناعات الجلدية ـ الاكسسوارات المنزلية ـتجهيز العرائس (اليتيمات خاصة، والمعوزات ..) وغير هذا كثير .. ـ بحمد الله تعالى ـ يسعى فيه الساعون والساعيات متطوّعين، باذلين وباذلات أوقاتهم، وجهودهم وأعصابهم وعرقهم وفكرهم واجتهاداتهم …منفتحين على المجتمع كله يتعاونون مع كل جهةتريد زراعة الخير ونشر الفضيلة وترسيخ التعاون ..
أفلا يســـتحق كل هذا التنويه ….
10ـ سعي علمي منهجي كبير ورائع في مجال تطوير منظومتنا التربوية التعليمية، من خلال ما تدعو إليه الجمعية من تأسيس وإنشاء النوادي العلمي في المدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة، وهذا جهد كبير تنوء بحمله الدكتورة فلةأم هارون ، وبعون الله سيُكتب له النجاح والنماء والانتشار، لتتحق الأماني من خلال اجتذاب أبنائنا وبناتنا في المؤسسات التربوية وترسيخ الفكر العلمي الرصين، وتحفيز «جينات الابتكار والاختراع»فيهم وفيهــن. وملء أوقات فراغهم الكبيرة بما يعود عليهم بالنفع والخير.
أليس كل ذلك مما يستحق التنويه والتقدير؟
إنه من العجب أن يأتي، بعد ذلك، من يتقوّل على الجمعية ..وينقم عليها وعلى شيوخها، وينشر ويكتب ألوانا من الكلام غير اللائق، وغير المنصف، وغير الدقيق.
ها هو الميدان المفتوح لكل أحد؛ حيث يحتاج إلينا الوطن كله، والمجتمع كله ـ بجميع فئاته ـ لننخرط ـ جميعا ـ في مشروع نهضوي قيمي ريادي يرفع الرأس، بعيدا عن التلاوم ، والتصارع، و«التهارش» والتخطئة والتصويب ..
هذه واجبات الوقت، كلها «تنادي»:أن اتركوا هذا التهارش، وانتبهوا إلى الأهم من الأمور والقضايا، وامضواـ متحدين متحابين متجانسين ـ فيما يجب فإن الواجبات أكثـر من الأوقات،والمتـفق عليه أكثر وأكبر من المختلف فيه.
ولله الأمر من قبلُ ومن بعدُ …