رئيس جمعية العلماء في زيارة عمل وتفقد لشعبة ولاية النعامة: تدشين دار ميمونة للفتى المتميز بالمشرية

تغطية: ياسين مبروكي/
في زيارة عمل وتفقد قادت الشيخ عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى ولاية النعامة يوم 07 شوال 1444 هجرية الموافق لـ27 أفريل 2023 م دشّن خلالها دار «ميمونة للفتى المتميز» بمدينة مشرية ووقف على العديد من أنشطة المدارس القرآنية في الولاية ونشط مجموعة من الندوات الفكرية واللقاءات الدينية في كل من مديني مشرية وعين الصفراء.
وصاحب الدكتور قسوم في هذه الرحلة كل من الأستاذ نور الدين رزيق أمين المال في جمعية العلماء والدكتور مولود عويمر رئيس لجنة الإعلام والثقافة في جمعية العلماء، وكذا الأستاذ ياسين مبروكي مدير تحرير جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وانطلقت الرحلة من مطار هواري بومدين في الجزائر العاصمة وصولا إلى مطار البيض في الجنوب الغربي للجزائر حيث وجد في استقباله نخبة من مدينة البيض المضيافة يتقدمهم الدكتور الباجي بن عودة «جامعة البيض» والدكتور نور الدين مولاي «جامعة تلمسان» وعضو من جمعية العلماء بولاية البيض ورئيس جمعية ضحى الخيرية بالبيض الأستاذ نزيهة عماري، إلى جانب رئيس الشعبة الولائية لولاية النعامة الأستاذ مصطفى عثمان طلبة ورئيس الشعبة البلدية بمشرية الشيخ عبد القادر حادي والدكتور الطبيب الطاهر شيخاوي أحد رواد الخير والعطاء بمشرية، ونزل الشيخ قسوم والوفد المرافق له ضيوفاً عند الدكتور الباجي في مجلس فكري ثقافي ودينيّ ماتع قبل التوجه في حدود 15.00 مساء إلى مقر الجمعية الخيرية ضحى وسط مدينة البيض والوقوف على أهم مميّزات هذا الصرح الدينيّ الشامخ وما يشهده من نشاط وحيويّة على مدار الساعة، حيث يعتبر اليوم واحدا من المراكز الدينية التي تشع بنور القرآن وموطنا لفهم وتفسير ألفاظه ومعانيه.
وفي رحلة على مسافة 150 كم بين مدينتي البيض ومشرية كان للوفد نصيب من الاستمتاع والتأمل في شساعة الجزائر وجمال هضابها ومروجها مرورا بقطعان أغنامها وخيولها في المزارع الخضراء، وبين هذا وذاك إذ بجبل شامخ شاهد على ثورتنا المباركة يلوح في الأفق «جبل عنتر» الحارس لمدينة مشرية وحصنها المنيع، حيث كان استقبال رئيس جمعية العلماء ومرافقيه في «دار ميمونة للفتى المتميز» هذا النادي الجديد الذي تدعمت به هياكل جمعية العلماء، ويعد من بين الهياكل النموذجية على المستوى الوطني في الفترة الحالية، ليعلن في هذه اللحظات رئيس الشعبة الولائية بداية برنامج ثري ومكثف لثلاثة أيام في تراب هذه الولاية بداية بحصة إذاعية عبر أثير إذاعة الجزائر من النعامة مع الشيخ عبد الرزاق تحت عنوان: «رموز» تطرق فيها مقدم الحصة الصحفي أحمد سعيد إلى جملة من الأسئلة التي بينت سيرة ومسيرة الشيخ قسوم من صباه إلى يوم النّاس هذا، والحديث معه على الكثير من المحطات لعلّ أهمها تمدرسه بمعهد ابن باديس ومغامراته مع البحث العلمي والتعليم العالي وصولا إلى قصته الملهمة مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
وفي سهرة اليوم الأول شارك الشيخ نور الدين رزيق والدكتور مولود عويمر والأستاذ ياسين مبروكي في ندوة إعلامية في إذاعة النعامة حول جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وذكرى تأسيسها 92 والحديث عن دورها اليوم دينيا، فكريا، تربويا، إعلامها، ثقافيا، اجتماعيا… والجميل في هذه الحصة التفاعلية هو تجاوب الحضور مع ضيوف البرنامج من خلال أسئلة تمّ طرحها حول برامج وخطط الجمعية في ظلّ هذا الغزو الفكري والثقافي وكذا التطور التكنولوجي الحاصل في مختلف المجالات.
وفي اليوم الثاني باشر وفد جمعية العلماء نشاطه من مدرسة محمد العربي تمنطيط بمشرية حيث دعيت كل مدارس هذه المدينة لاستعراض أهم مهارات الناشئة في مجال حفظ القرآن الكريم والأدب والشعر وفنون المسرح الهادف، منها إلى المدرسة القرآنية أبي زيد القيرواني بدعوة من شيخها سي أحمد جبار الذي رحب بوفد جمعية العلماء بتمر مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم – وماء زمزم الطهر المبارك، وفي غمرة الحديث الشيق والمستفيض بين الشيخين إذ بوالي ولاية النعامة السيّد الوناس بوزكزة يصل هذا المجلس المبارك ليتوجه الجميع لأداء صلاة الجمعة بمسجد أبي ذر الغفاري حيث نشط الشيخ قسوم درس الجمعة بهذا المسجد حول موضوع الدعوة إلى الله، في حين نشط درس الجمعة بمسجد الإمام مالك بمشرية الدكتور مولود عويمر حول موضوع تطرق فيه إلى شرح حديث النّبي -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ الله يبعث في هذه الأمة على رأس كلّ مئة سنة من يجدد لها دينها» وأما الشيخ نور الدين رزيق فأقام درس الجمعة بمسجد حمزة بن عبد المطلب في ذات المدينة حول موضوع أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وشهادة علماء الغرب الجزائري حول أخلاق الرسول الكريم، وبعد صلاة الجمعة دعي الجميع لمائدة الشيخ أحمد جبار حفظه الله وبارك في علمه وماله وأهله.
وفي أمسية مباركة من يوم مبارك تهيأ أهل المدينة وضيوفها لتدشين صرح ديني جديد يرفع راية جمعية العلماء المسلمين الجزائريين باسم «دار ميمونة للفتى المتميز» ذكرتنا مشاهده بتدشين دار الحديث بتلمسان أيام الشيخ ابن باديس والشيخ الابراهيمي، وتقدم في هذه المراسم فضيلة الشيخ عبد الرزاق قسوم جموع المواطنين رافعا مشعل تواصل الأجيال
وسط أهازيج وأناشيد فتيان جمعية العلماء، ليعلن من شرفة المبنى في كلمة ستبقى خالدة عن ميلاد دار ميمومة للفتى المتميز بمشرية داعيا الجميع للتمسك بتعاليم الدين الإسلامي وثوابت الأمة الراسخة، والعمل على الاستمرار في تجسيد مثل هذه المكاسب التي تسمح بتطبيق مناهج جمعية العلماء.وبعد هذا الجو الايماني القرآني توجه الحضور لقاعة المحاضرات لمتابعة حفل افتتاح هذا النادي القرآني الجديد الذي تنوعت فقراته بين أنشطة مدارس الجمعية وتكريمات لبعض الشخصيات العلمية والفكرية لمدينة مشرية، ونشطه الإعلامي المتميز محمد عزروق أول نشاط رسمي في هذه الدار المباركة حيث تنقل بالحضور من مشهد إلى مشهد شمل القرآن الكريم والنشيد الوطني في البداية ثمّ كلمة ترحيبية لرئيس شعبة بلدية مشرية الشيخ عبد القادر حادي منها إلى كلمة الدكتور عبد الرزاق قسوم الذي عبر عن سعادته بهذا الانجاز وفخره بنشء الجمعية وأحبابها، وفي الفقرات التعريفية تطرق الأستاذ عبد الرحمان عمراني المشرف على نادي دار ميمونة إلى عرض تقديمي حول مسيرة هذا الهيكل ومميزاته وما ينتظر منه معرجا على أنشطة مدارس الشعبة البلدية والتعليم القرآني بها.
فقرات الحفل تنوعت بين الكلمات والعروض السمعية البصرية وكذا الأناشيد الدينية ولم تغفل جانباً مهماً في هذه المدينة العريقة حيث تمّ تكريم بعض الشخصيات التاريخية من بينها صاحبة قطعة الأرض التي بنيت عليها هذه الدار، ثمّ تكريم الأستاذ عبد المالك إبراهيمي مدير جامعة التكوين المتواصل سابقا، وبعده الحاج التيجيني البشير أحد تلاميذ جمعية العلماء بالمشرية، ومن بين الدعاة المكرمين الشيخ سي أحمد جبار، الشيخ عبد القادر بكري، ومنها إلى تكريم بعض المساهمين والمحسنين في بناء هذا الصرح من بينهم الحاج عبد الرحمان ميموني، الشيخ عبد الله موزيان، البشير عينان، ولم يغفل القائمون على الشعبة تكريم المتفوقين في حفظ القرآن الكريم.
ليختتم اللقاء بدعاء جامع شامل لوحدة الأمة وحب الوطن، ودعي بعده الحضور لمأدبة عشاء حضر فيها ضيوف وجيران هذه الدار الميمونة.
ويوم السبت أشرف رئيس الجمعية على ندوة إعلام جمعية العلماء بدار ميمونة بالمشرية وتنقل بعدها رفقة وفد جمعية العلماء إلى مدينة عين الصفراء في زيارة عمل لشعبتها البلدية والوقوف على أهم منجزاتها.