مأدبة إفطار على شرف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومؤسسة مفدي زكرياء بعنابة
أُقيمت بعنابة يوم الثلاثاء 26 رمضان الـموافق لـ17 أبريل وبمبادرة من السيد مبارك عياد مأدبة إفطار على شرف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومؤسسة مفدي زكرياء، حضره كل من رئيس الجمعية الدكتور عبد الرزاق قسوم ونائبه الشيخ محمد الهادي الحسني وأمين عام مؤسسة مفدي زكرياء السيد جابر باعمارة، وعضو المكتب الوطني للمؤسسة السيد محمد تيريشين، وذلك بمشاركة رئيس دائرة البوني ورئيس بلدية البوني بالنيابة، وأعضاء المكتب الولائي لشعبة عنابة وممثل عن شعبة بلدية البوني ومدير مدرسة البصائر ومدرسة ابن باديس ومختلف فعاليات المجتمع المدني.
افتتح اللقاء بآيات عطرة من الذِّكر الحكيم تلاها الشيخ محمد رياض بلعمري عضو المكتب الولائي، قبيل الإفطار الذي تناوله الحضور بعد رفع أذان المغرب في أجواء رمضانية طيّبة، أعقب ذلك كلمة للشيخ محمد الهادي الحسني شكر فيها كل من ساهم في إكرام عباد الله بهذه المأدبة، وبمناسبة ليلة القدر وذكرى العلامة الشيخ ابن باديس الموافق ليوم العلم، ذكر الحضور بجهاد ابن باديس الكبير الذي وهب حياته للإسلام والجزائر رغم عمره القصير.. مسجلا مواقفه الكثيرة لنصرة شعبه منها:
أولا: رد ابن باديس على وزير الدفاع الفرنسي دالادي عند زيارة وفد المؤتمر الإسلامي لباريس سنة 1936 لعرض بعض المطالب البسيطة وكان من ضمنها مطلب عدم التفريط في عناصر “الشخصية الإسلامية للشعب الجزائري”، فراح الوزير الفرنسي يهدِّد، ويتوعّد، ويذكِّر بـ”قوة” فرنسا ومدافعها الطويلة فرد عليه ابن باديس أن لدينا مدافع أطول فسأل دالادي عن أمر هذه المدافع؟ فأجابه ابن باديس إنها مدافع الله.
ثانيا: “يذكر باعزيز بن عمر أن ابن باديس زار مرة بلدة أزفون، فما كاد حاكم البلدة يسمع بحلوله بها حتى أرسل أحد رجال الدرك في طلبه.. فقال له الرئيس: ماذا يريد منا حاكم بلدتكم؟ إننا من الجزائريين، ونتجول في أرض جزائرية، فبلغ ما قلت ولا تخف، فقد مضى زمن الخوف، وآن لنا أن نخيف بعدما كنا نخاف”، وأضاف الشيخ باعزيز قائلا: “وخاف الدركي – وكان جزائريا-، وتأثر كثيرا بصراحة ابن باديس، وقال: من الخير مقابلته”
. وسمع الناس بموقف الإمام ففرحوا، وأقبلوا عليه مسلّمين، مرحبين، ورجوه أن يطيل مقامه بينهم، فشكرهم، واعتذر بكثرة أشغاله، وقال لهم: “إذا سمعتم يوما منهم أي الفرنسيين-، أو من أعوانهم، أننا، ومن كانوا مثلنا، أجانب فقولوا لهم: أنتم الأجانب، ولا تخافوا، فالخوف قد ولّى، ولن يعود”.
وختم الشيخ الحسني كلمته بالقول: رحم الله ابن باديس، كان فنا في الرجولة كما يصفه أخوه الإمام الإبراهيمي، ومتم جهاده بعد وفاته..
ثم تلته كلمة أمين عام مؤسسة مفدي زكرياء ثم أبيات شعرية من وحي المناسبة من نظم وإلقاء الأستاذ محمد تيريشين. وفي الختام اللقاء تم تكريم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومؤسسة مفدي زكرياء.
ليتوجه بعدها رئيس الجمعية ونابه لمقر الشعبة الولاية ويجتمعا بأعضاء المكتب الولائي حيث شكرهم الرئيس على ما تحقق من إنجازات منذ تجديد المكتب خلال في ستة الأشهر الأخير ومثمنا جهودهم ونشاطاتهم.
مالك حداد