رمضانيات

ومع العشر الأواخر نظرة الى اليوم الآخر

بن زموري محمد/

وما من بداية الا ولها نهاية وقد آذن رمضان بوداعنا هذا العام ما بين مشمر لاستغلال لحظاته ذكرا وتلاوة ويقينا وبين ناس لاه غافل، استوجب علينا أن نعيش هذه الأيام البواقي بإحياء الأجواء الربانية وكأن مشهد اليوم الآخر أمامنا نتذاكر بعض الآيات القرآنية والمعاني الايمانية نستشرد بها ونستعين.

القلب السليم سبيل النجاة
قال الله تعالى «يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتر الله بقلب سليم» ولأن رمضان شهر القلب وهذه الأيام الطيبات المباركات هي هداية للقلوب وسكينة لها وتحضيرا لها للقاء الله فالواجب في الأيام الأخيرة شخذ المهم والانصراف إلى تهيئة القلب وتوجيهه وذلك يكون بذكر الله وتلاوة القرآن والاعتبار أن النهاية قادمة لا محالة.
وسلامة القلب لا تكون إلا بسلامة الجولرح وهذا هو سر الصيام صيام الجوارح عن المعاصي ثم التجرد عن الملذات و التوجه الى الله بصفاء واخلاص.
وهذا الاعتبار يستوجب التيقن ان كل ما جمعه الانسان او تركه من مال أو ذرية غير نافع له مالم يكن موجهة حقيقة لله عز وجل

نعيم زائل ومتاع الغرور
وكما أن الأيام تمضي سريعا فكان لا بد من الاغتنام منها كذلك رمضان فرصة للاعتبار وأخذ الزاد الباقي وهو اليقين والايمان وللطاعة والثبات أما غير ذلك فمتاع الغرور ذاهب زائل لا محالة.
ولهذا كان التوجيه الرباني «وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور»ولذلك فالواجب الاغتنام بما هو باقي عند الله الباقي وهو التأكيد الذي نص عليه ربنا عزوجل «ما عندكم ينفد وما عند الله باق»

أيام معدودات فإما اغتنامها أو اغتمامها
وهذه الأيام المباركة من الواجب اغتنامها بما ينفع لأنها ذاهبة وهو ما يذكرنا بزوال الإنسان لا محالة وهناك يأتي السؤال هل هي مكتوبة لي أم علي أي هل كنت من الناجين أو من الهالكين
وهل يكون بعدها فرحة وغنيمة أو حزن وغم، فالواجب هو التحضير قبل فوات الأوان.

بركة الأيام والليالي وسر الطاعة
ومن أسرار رمضان العظيمة البركة في الزمان ومنها ليلة القدر عظيمة القدر و المنزلة
وسبحان الله كما بارك الله عز وجل في أماكن وعباد فكانت مباركة ومباركين كذلك كان الزمان مباركا متمثلا في ليلة القدر وقد جعلها الله -عز وجل – فرصة للعابدين حتى يجتهدوا ويسارعوا للأجر والثواب وللطاعة بحول الله.

الإخفاء للاخفياء
وقد جعل الله هذه الليلة مخفية بين عشر حتى يجتهد أهل الاخبات وللطاعة يبادروا ويسارعوا لكل عمل نلفع مخلص ويجعلوا هذه الليالي فرصة القلب والروح للسعي والاجتهاد واليقين والثبات.
وسر إخفائها ليس إعجازا بقدر ما هو تحفيز للمخلصين فإن الخيل إذا قاربت الوصول سارعت وبذلت أقصى جهودها للطاعة والثبات واليقين والاخلاص والسعي بكل جهد للتقرب من الله.
وأخيرا فإن رمضان مغادرنا لا محالة فلنجعل أثره على نفوسنا وحياتنا حسنات وباقيات صالحات تنفعنا بعد الممات.
والله الموفق وعليه التكلان

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com