رمضان شهر القرآن فلماذا الفيسبوك ؟
بن زموري محمد/
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن شهر عبادة وترقب وخشية، شهر خشوع وخضوع وقرآن، شهر اعتكاف وذكر وتطهير، شهر استقامة ويقين، شهر استثمار وطاعة وثمرات.
وفضل شهر رمضان شهر عظيم فرض الله فيه الصيام؛ صيام اليدين والنفس واللسان والجوارح عن كل الملذات والشهوات، ثم هو صيام القلب والروح عن كل ما يشغلها عن الله عز وجل، عن قرآنه وذكره وشكره عبادته. والأجر في كل ذلك عظيم يكفيه أنه شقيق الصبر وعظيم الأجر، فتتضاعف الحسنات وترتفع الدرجات، والغاية من ذلك الارتقاء بالنفس من شهواتها ومطاعنها، والارتقاء بها إلى مستوى روحي يليق بما خلقه الله عز وجل وأعده لها، فكان هذا الشهر العظيم شهر الله شهر القرآن، شهر الذكر، شهر العبادة، شهر التقوى، شهر اليقين، وتلذذ القرآن من رب العالمين ورفعة الدرجات،
كما أنه تضمن ليالي عظيمة كريمة مباركة؛ ومنها ليلة القدر، عظيمة القدر، واسعة الأجر، ولا ينفع مع هذا الذكر الغفلة عنه أو التوجه إلى غيره.
وفي زماننا حلت وسائط التواصل الاجتماعي كإحدى مستجدات العصر، وما حملته من كشف المستوى وتقريب البعيد وفسح المجال وإتاحة فرصة التعبير والنظر والكلام والتواصل ما لم يتح لغيرنا، وساهمت في إغراء كثير من الناس أوقاتهم وحياتهم في التعليقات والردود والكتابات والمتابعات وإضاعة الجهد والمال وأثمن ما يملكه الإنسان، فصار التعرض للناس سهلا والتطلع على أسرارهم بسيطا ميسرا، وقد جلبت هذه الوسائل ومنها الفيسبوك الكثير من المساوئ؛ كإضاعة الوقت والتعدي على الحرمات، وكشف الأسرار وسهولة التنطع والطعن، وفضحت الأسرار وكشفت الأخبار، وأغرقت الأجيال في متابعة التفاهات والتافهين، وصار الوصول سهلا ميسرا بضغطة زر، كما كانت لها بعض الحسنات كسهولة وصول المعلومة وتيسير التواصل وكسر القيود واختصار الزمن.
وفي شهر القرآن هل يليق أن يزاحم هذا الشهر مزاحم أو يجعلها قرينا وهو الأجر والخير، وقد كان من سلفنا الصالح من يعتزل حتى السنة النبوية في شهر القرآن، ولذلك من الواجب النظر إلى وسائل التواصل من عدة جهات لمعالجة هذا الأمر وأهمها:
1- اعتزال وسائل التواصل الاجتماعي جميعها تحت شعار إني ذاهب إلى ربي سيهدين.
2- إيجاد البدائل الروحية المناسبة ما يساهم في تغطية فراغ الروح والنفس.
3- المقارنة بين ما تحققه وسائل التواصل الاجتماعي من فوائد في هذا الشهر ومضارها، حيث نجدها وسيلة لجمع السيئات وطعن الأعراض، والانتقام والاستهزاء.
4- النظر إلى آثار وسائل التواصل الاجتماعي على النفس والجسم والعقل والروح وإظهار فسادها ومحدوديتها.
5- وفي حال عدم التمكن من اعتزالها تحديد أوقات التواصل بزمن يسير جدا وللتخلص منه تدريجيا وبشكل عفوي دون ضغط أو استفزاز.
وفي الأخير فإن هذا شهر الله شهر القرآن والله يغار على عبده من أن يشتغل فضلا عن طول السنة وحتى في رمضان بوسائل الاتصال وجعلها فرصة للتفرغ لله واستدراك ما فات من أجر وحسنات وصدقات.
والله الموفق وهو الكريم العظيم