عين البصائر

خطابنا الديني فـي رمضان

أ. لخضر لقدي/

تأملت بعض الخطاب الديني في رمضان فوجدته لا يرقى لأن يكون خطابا هاديا هادئا هادفا.
ما معنى أن يكون الخطاب: دعوا الناس يعيشون حياتهم أو ليس الإسلام هو الحياة.
وما معنى تجاهل نصوص بعينها أو تجنب إثارة قضايا بعينها.
ومن المفارقات أن تلتقي آراء الأعداء والأصدقاء على ضرورة تجديد خطابنا الديني، ومن العجائب أن ينخرط بعض العلماء والدعاة في تنفيذ مخططات العدو، فجل جهدهم ينصب على محاربة التطرف، وينسون أن عدد المتطرفين في المسلمين قليل، وأن كثيرا من التطرف إنما صنع في مخابر الغرب، ترعاه مؤسسات وهيئات ودول وحكومات.
ومن أعظم الظلم للمسلمين أن يتخلى من عليهم حفظ الدين عن تبليغه، وينخرطوا في خطة الغير، وحال هؤلاء كحال الذي يضرب إبرة التخدير فينحدر إلى حضيض التخدير بلا حس.
لقد حدد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف العلماء العدول في قوله:» يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلْفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ».
ينفون تحريف الغالين الذين يستدلون بأحاديث نزلت في الكفار فيجعلونها في عصاة المسلمين.
وينفون انتحال المبطلين الذين ينتحلون النصوص ويستدلون بها على باطلهم .
وينفون تأويل الجاهلين الذين ليس لهم علم ولا بصيرة ولا فقه في شريعة الله.
ونحن في حاجة إلى خطاب يجعلنا في مَأْمَنٍ من عَبَث العابثين، وتأويل الجاهِلين، وتحريف الغالين، وانتحال المُبْطِلين، وإفراط المتحللين، وتفريط المتشددين، وتلبيس الشياطين.
وفي حاجة إلى خطاب يناسب العصر، ويتمسك بالثوابت والمسلمات، وهو عين الصواب الذي هو فقه الواقع الذي يدخل إلى القلوب بلا استئذان.
ونحن في حاجة إلى علماء يُدْركون الحِيَل، ولا تَختلِطُ عليهم السُّبُل، يجمعون بين جمال العرض وصحة المضمون، وبين مسايرة العصر في طرائق العرض والجذب؛ لكن ليس على حساب شرعنا المطهر.
ولا يخلو عصر من أئمة وعلماء، بهم تصلح الدّيار، وتُعْمَرُ الأمصار، ويُكْبَتُ الأشرار.
كما لا يخلو عصر من منافقين باعوا دينهم بدنيا غيرهم، أو أغبياء خدموا عدوهم ولم ينصروا قضيتهم، أو حمقى أعيا داؤهم من يداويه.
إن الأمة وخاصة علماؤها ودعاتها وقادة الفكر فيها إذا وعوا واستوعبوا النصيحة، استطاعوا أن يقضوا على الانحراف:{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب}.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com