فلسفة الدهشة من المفهوم إلى النظرية دراسة جديدة في جامعة فالي الأمريكية باسم البروفيسور فارس البياتي
د. عاشور توامة/
الأستاذ الدكتور فارس رشيد البياتي عراقي الجنسية مقيم في الإمارات، أستاذ ذائع الصيت في العالم العربي والدول الأجنبية، مهتم بمسائل البحث العلمي بحكم تخصصه فضلا عن اهتمامه العلمي بالاقتصاد السياسي واقتصاد المعرفة الذي له فيه إسهامات بحثية متعددة.
شغل البروفيسور فارس البياتي العديد من المناصب لعل أهمها رئيس جامعة للتعليم المدمج الذكي في الإمارات العربية المتحدة منذ عام 2011م وإلى غاية 2021م، كما يشغل حاليا منصب الأمين العام للرابطة الدولية للباحث العلمي بلندن، ومدير المركز البريطاني للدراسات والبحث العلمي، ومدير مركز الشرق الأوسط لجامعات أمريكا الوسطى، كما اختير عضوا في جمعية العلوم المتقدمة الأمريكية (AAAS)، ولعله من الصعوبة بمكان اختزال سيرة هذا البحاثة الموسوعي والقامة العلمية الكبيرة في بضعة أسطر، ولذلك يمكن الوقوف على أهم مؤلفاته وإصداراته طيلة مسيرته العلمية النفيسة والأكاديمية الثرية، فمن أهم منجزاته العلمية -على سبيل الذكر لا الحصر- كتاب (الحاوي في البحث العلمي) و(الموسوعة العالمية للبحث العلمي) و(دراسة نقدية تحليلية لجمعية علم النفس الأمريكية) و(الوجيز في العلاقات الاقتصادية الدولية)؛ وهو كتاب أكاديمي قيم متوافر في العديد من الدول، وكتاب (الدولة البيضاء) وكتاب(التنمية الاقتصادية سياسيا في الوطن العربي) وكتاب (التحكيم والتقييم في البحوث العلمية) وكتب كثيرة يمكن الاطلاع عليها من خلال الموقع الرسمي، علاوة على تقديمه للعديد من الندوات والمحاضرات العالمية في شتى البلدان والجامعات؛ ومنها ما هو متداول في وسائل التواصل الاجتماعي واليوتيوب أو المقالات المنشورة في المجالات الالكترونية، ولعل أهمها نظريته الجديدة والتي ارتبطت باسمه وهي نظريته العلمية الفلسفية الموسومة: ‘’فلسفة الدهشة من مفهوم إلى نظرية دراسة تفسيرية حسب قانون العلة والمعلول’’.
«Philosophy of Astonaishment from Concept to Theory an Explanatory Study According to The Laws Couse and Effect. «
حيث سُجلت هذه النظرية في جامعة فالي الأمريكية في مايو الفارط من عام 2022م، ومفاد هذه النظرية الجديدة في فلسفة الدهشة الوصول إلى تقديم جملة من الإجابات عن التساؤلات المثارة منذ زمن بعيد حيث شغلت بال الكثير من الباحثين، ولعل من أبرز هذه التساؤلات ما دور المفهوم الفلسفي في بناء النظرية العلمية؟ وما دور المعرفة في بناء المفهوم الفلسفي؟ وهل يمكن أن يرتقي مفهوم فلسفة الدهشة لمستوى النظرية العلمية؟ وكيف سيؤثر قانون العلة والمعلول في بناء نظرية الدهشة؟ وما توصيف هذه النظرية التي يمكن أن تفسر أثار فلسفة الدهشة من خلال بناء النظريات العلمية؟ وقد قدم البروفيسور فارس البياتي خلال بحثه في الموضوع معالجات وأساليب علمية مدعومة بمخططات تدعم الفكرة لتطوير المفهوم إلى نظرية، حيث أولت هذه الدراسة عنايتها بجوانبها النظرية والتطبيقية من خلال حاجة البحث العلمي إلى نظرية مجربة؛ اعتمد عليها المفكرون في تفسيراتهم، والتركيز على نوعية فلسفية للمكتبة في مجال ربط علوم المنطق والفلسفة بنظرية الدهشة والارتقاء بمفهومها وفقا لتطبيقات النظريات العلمية إلى نظرية ثابتة، تستند لها العلوم بكافة تخصصاتها، كذلك الحاجة إلى مقاربات تفسيرية لتطوير فكر مجتمع يتغيا فهم المتغيرات الحاصلة ويتعاطى مع المستجدات المعاصرة.
وقد خلصت هذه الدراسة إلى جملة من النتائج بناء على تجارب الفلاسفة والكيفية التي عبروا فيها عن اكتشافاتهم المرتبطة بالفلسفة، وذلك اعتمادا على ما تمّ مناقشته علميا وفق قانون العلة والمعلول، وطبقا لما اهتدى إليه له البروفيسور فارس البياتي نظريا وتطبيقيا، ومنه أن هذا الاندهاش المعلول والذي هو موضع الشك كان السبب في بناء العناصر؛ ليتحول من تساؤلات ذات مستوى مفاهيمي إلى مستوى نظري، فالتساؤلات والتفسيرات ترتبط بظاهرة وليس أمرا عابرا غير متكرر وله صفة الظاهرة، وكذلك توافر الاتجاه المنطقي حول إيجاد فرص البرهنة أو إثبات أو نفي الفرضيات المتعلقة بدهشة أي تفكير وبأي اتجاه مرورا بالمنطق، والاتساق الذاتي للظاهرة بحيث لا يمكن نقض النظرية من داخل النظرية وتطويعها لعملية التحليل والتركيب، ويقصد بها تجميع الأجزاء أو العناصر المهمة والمؤثرة فعلا في الظاهرة وقابلة للقياس من خلال تحويل التعريفات النظرية إلى تعريفات إجرائية.
كما عُنيت نتائج هذه النظرية المكتشفة من خلال الإجابات المحكمة على محاور الأسئلة، حيث أن العناصر الأساسية لوصف النظرية قد أسهمت في بناء نظرية الدهشة بناء كاملا، وأن وصف مفهوم الدهشة بكونه نظرية تعتمد قانون العلة والمعلول صار أمرا واقعا لا بد من الاعتراف به كونها تمثل (ظاهرة، برهانا وإثباتا، اتساقا، تحليلا وتركيبا، القياس).
وقد أوصى البروفيسور فارس البياتي في نظريته بإقرار وقبول دراسة تحليلات مفهوم الدهشة إلى ‘’نظرية فلسفة الدهشة’’ تأسيّا بالعلوم والنظريات المختلفة والتعامل مع عناصر مكونات نظرية الدهشة كجزء لا يتجزأ من النظرية، وبهذا يكون قد سجّل البروفيسور المتميز والعلامة النحرير فارس البياتي بحثه كأول دراسة تُعنى بتطوير مفهوم فلسفة الدهشة إلى نظرية تسترعي اهتمام الفلاسفة والمفكرين والدارسين المعاصرين.
