عين البصائر

لك يا أمي في عيدك ولكل نساء الدنيا

أ. لخضر لقدي/

أراد لك القومُ يَوْمًا، وأراد لك الاسلامُ الاحترامَ دوماً، فأنتِ ريحانةُ الدنيا، وبهجةُ البيتِ، وعصبُ الحياةِ…
كُنْتِ أمًّا، فكنتِ أجمل شيء أراه كل صباح، كنتِ قرة العين، وثمرة الفؤاد، وأنت العفة، والصيانة، والمودة، والرحمة، والسكينة والرعاية.
العطاء منك بلا حدود، ملأ حولي كل الوجودِ، أنت شمس حياتي، ونور قمري، وحضني الدافئ، ما زلت أحس بلمسات يدك النَّاعمة، وكلماتك تلامس مشاعري، تمدني بالأمان .
كنت لي معلمة إذا أخطأت، وحبيبة إذا حزنت، وأختا إذا احترت، وأبا إذا احتجت، وأنت الدنيا كلها .
يا أمي والآن فقط -عندما فارقتني- علمتُ أن أروع القلوب قلبك، وأن أجمل الكلام همسُك، وأن أحلى ما في الحياة أنت، يطاردني طيفك دائماً، ذهبت بعيداً، وأنا مشتاقٌ إليك، ما زلت والله منذ غادرتني إلى تلك الديار، أتذكر نظراتك إلي المليئة بالإشفاق، لقد كانت أحضانك يا أمي بَر الأمان.
بِرُّك بحق الله مقرون، وعقوقكِ بالشرك بالله مقرون، أمرتُ أن أجعلك بأعز جوارٍ، وأمنع ذمارٍ -كل شَيْء يلزمُ حِمايتُه- وأوجب علي إكرامك والإحسان إليك، وكف الأذى عنك.
أمي يا هبة الله، ويا أروع ما خلق المنان، ويا منبع السكينة والحنان، قد كنتِ فقيرةً فلم تحرميني من ثيابٍ دافئةٍ، خبأتِ لي الطعام، وكنتِ تشتهينه، فإذا جئت قدمته لي فرحة مسرورة.
مكانكِ بالقلبِ، وصوتكِ منغرس بالأحشاء، ووجودكِ يعني لي الحياة كلها، وفراقكِ عليَّ عزيز.
لولاك ما أظن الحنان يكون موجودا، ولا الأمان مولودا، والله ما تلذذت بشَيْءٍ من هذا المتاع إلا تمنيتك بجانبي أدللكِ وأتذلَّل إليكِ.
يا أمي وفيتِ بحقي وأكثر، ولم أستطع أن أوفيك جزءا منه، ومهما أطعتك ولبيت طلبك وقبلت قدميك فلن أوفيك حقكِ.
لو كنتِ حية، لكان لك حق الصحبة، وواجب الإحسان، والتقديم على الزوجة والعيال، يُسترخصُ من أجلك سعادتك الغالي، ولا يرفضُ لك أمر، ولا يؤخرُ لك طلب.
لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ، لخفظت لَك جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ، وما سمعت مني كلمة أُفٍّ أبدا، وما قدمت عليك أحدا لا زوجة ولا وَلَدًا.
واليوم ليس لي إلا الدعاء في كل صلاة: رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً. أسكنك الله الجنة، وشملتك منه الرحمة والطمأنينة، يا حبيبة القلب، ويا أمان الروح، وهون على قلبي غُصة الفقد والحرمان.
ورأيي أن كل أيامك أعيادي أجعلك بأعز جوارٍ، وأمنع ذمارٍ -كل شَيْء يلزمُ حِمايتُه- وواجبي إكرامك والإحسان إليك، وكف الأذى عنك.
ملاحظة: جعل يوم 8 مارس عيد المرأة ويوم 21 مارس أو الأحد الثاني من ماي عيد الأم، ورأيي أن كل يوم عيد للأم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com