بيان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين للأمة
﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾[سورة هود، الآية 88].
اجتمع المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين يوم السبت 11 من شعبان 1444 هـ، الموافق لـ: 04 مارس 2023م في دورته العادية، وناقش خلاله قضايا تتعلق بالشأن الداخلي للجمعية، وقضايا خارجية تهم الأمة الإسلامية.
وقد خلص إلى ما يلي :
يتابع المكتب الوطني باستبشار وفخر ما بذله ويبذله أبناء جمعية العلماء في كل شُعبها وهيئاتها على مستوى التراب الوطني، من جهود كبيرة ونشاطات مميّزة تدل على صدق انتمائهم للجمعية وحبهم لوطنهم وسعيهم لنفع أمتهم. وإذ ينوّه المكتب الوطني بهذه الجهود، لا يفوته أن يحثهم على بذل ما يستطيعون من جهد في عرض اقتراحات وأفكار لإنجاح عمل اللجنة الوطنية المكلفة بإعداد الجمعية العامة القادمة لضمان نجاحها المنشود.
تتابع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بقلق بعض الأحداث التي اتسمت بالغموض، ولها صلة بهوية الأمة وثوابتها مثل ظهور المعجم الطوبونيمي الذي أحدث بلبلة وهزة اجتماعية كنّا في غنى عنها، وكذا مشروع البرامج والمناهج التربوية الموكول إليها صنع مستقبل أبنائنا، ومن المفروض أن يشارك فيه كل من له صلة بالشأن التربوي والفكري والهوياتي للأمة.
تدعو الجمعية كل الأطراف من سلطة وشعب إلى التعامل بحذر وحكمة عاليين فيما يخص كل ماله علاقة بالثوابت والهوية.
إن ظهور بعض السلوكات اللاأخلاقية المشينة واستفحال الجريمة والانحرافات الغريبة عن قيم المجتمع الجزائري المحافظ المسلم، وخاصة التي تفشت بين أبنائنا وبناتنا هذه الأيام (انتشار المخدرات، المهلوسات، تفشي الجريمة، خطف الأطفال) تنذر بعواقب مضرة بالمجتمع، كما تضر بالاستقرار المستقبلي للبلد، ولابد من تدارك سريع وعلاج حاسم لهذه الآفات: تربويا، وإعلاميا، وصحيا، وتوعويا، وقانونيا.
تدعو جمعية العلماء السلطات إلى رفع التضييق الذي يطال جمعية العلماء وللأسف فهو يتكرر بين وقت وآخر من بعض الإداريين وذلك بغير وجه حق ولا قانون، ومن ذلك:
حرمان مطبوعات الجمعية من الإشهار الذي كانت تتلقاه جريدتها البصائر وغيرها؛
غلق بعض نواديها التربوية التي أثبتت الأيام أنها تقدم مساهمة تربوية تعليمية نوعية لأبنائنا وبناتها.
حرمان الجمعية من مقر لائق يعكس ما قدمته وتقدمه للأمة وهي الجمعية التي كانت ولا تزال الضمير الصادق للأمة والحارس الأمين لقيمها.
تحث جمعية العلماء الخيريين، كل من موقعه للاستمرار في تقديم الدعم لإخواننا المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا، وأن لا يكون هذا الدعم آنيا ثم يتوقف بل لا بد أن يستمر حتى، تعود الحياة إلى مجراها الطبيعي بإذن الله، وتثمن الجمعية ما تقوم به لجنة الإغاثة للجمعية، كما تدعو كل شُعب الجمعية لدعمها.
وأيًّا كانت التحديات في العالم فإن ذلك لا ينبغي أن ينسينا قضية أمتنا المركزية فلسطين الحبيبة وقدسنا الشريف وما يعانيه شعبنا الفلسطيني البطل من ظلم وقهر، وهو يدافع عن حقه وعن شرف أمته.
ونثمن بكل تقدير ما تقوم به الجزائر سلطةً وشعبًا نصرةً ودعما لهذه القضية وندعو كل الأحرار لدعم صمود الشعب الفلسطيني إعلاميا وإغاثيا وبشتى السبل .
نهنىء عموم أمتنا بقدوم شهر رمضان المبارك ونتمنى أن يكون فرصة حقيقية صادقة لعودة الأمة إلى مصدر عزها ونصرها المتمثل في دينها الحنيف، وأن يكون هذا الشهر العظيم محطة مميزة لإصلاح أحوالنا الفردية والأسرية والمجتمعية، كما ننادي الجميع إلى تجسيد التكافل الحقيقي والتراحم الصادق.
﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾] سورة النحل: [ 128
رئيس الجمعية
أ.د. عبد الرزاق قسوم