جزائرالخيــر والأخيـــــار ..ماشاء الله ..تبارك الله جمعية فرسان الفرقان للأعمال الخيرية نموذجا
يكتبه: حسن خليفة/
رغبتُ في تخصيص شعاع هذا الأسبوع لأمر جلل (كبير) وأعني به دعم الخيّرين والساعين في الخيروالتنويه بهم وتقديرهم ، بكل شكل، وبكل طريق، وفي أي ميدان، فمابالك إذا كان هذا الميدان هو أحد أهم الميادين (القيام بأعمال الخير وسد الاحتياجات في مجال نقل المرضَى، ومساعدتهم على إجراء العمليات الجراحية، ونقل الجنائز، فضلا عن السعي في سبيل الأرملة واليتيم والمحتاج والمسكين..).
لقد كان هذا الأمر بالنسبـة إليّ شخصيا أقرب إلى الاكتشاف ؛ ذلك أنه أثناء زيارتنا لأم البواقي، في سياق تفقّد أحوال الشعبة والإشراف على جمعيتها العامـة الاستثنائية التي تمت صباح الجمعة الفارط 24 فيفري 2023 بإشراف الاخوة رزيق نورالدين وموسى باحمد وأشرف شنة و صاحب هذه السطور…، رغبنا في زيارة بعض المعالم الثقافية والخيرية في مدينة أم البواقي، وهي عادة أحرصُ عليها دائما، فوُفقّنا إلى التعرف على بعض الإخوة الأفاضل، ومنه تعرّفنا على الأستاذ عبد العزيز بن حملة صاحب الأفكار النيّرة والطموح غير المحدود في خدمة المجتع الجزائري، وأيضا تعرّفُنا على جمعية «فرسان الفرقان للأعمال الخيرية ـ بلدية أم البواقي»، التي يرأسها الأخ الفاضل جرمان عاشور، وقد وجدنا في هذه الجمعية الكثير من الخير الذي يُفرح الأرواح ويبهج القلوب، حيث تقوم هذه الجمعية بأعمال خيرية جليلــة في مجال المساعدات الإنسانية ـ الخيرية، ومنها مثلا:
ـ مساعدة المحتاجين والمحتاجات بالطرود الغذائية، والألبسة الخ
ـ مساعدة الأيتام والأرامل؛
ـ إسعاف المرضـى بنقلهم إلى مختلف المشافي والعيادات؛ سواء لإجراء عمليات جراحية أو للتداوي بما يقتضيه مرضهم؛
ـ كما تهتم الجمعية أيضا بنقل الجنائز على مستوى الوطن كله، وبالأخص على مستوى الشرق الجزائري؛ وتمتلك الجمعية، بفضل الله تعالى ، ثم بفضل جهود الأخيار والخيّرين والخيّرات عددا لا بأس به من سيارات الإسعاف خاصة، والسيارات المستخدمة في تلبيــة احتياجات المحتاجين والمرضى والمريضات، وهي تقريبا 10 سيارات، تعمل بلا كلل ولا ملل، يوميا تقريبا.
إنه لـشـيء يفرح له المؤمنون وتُسـرُّ به قلوب أهل الطهر والصفاء والخير.
وما رأيناه في مقرّهذه الجمعية الطيبة (جمعية فرسان الفرقان للأعمال الخيرية) يدل ـ مرّة أخرى ـ على خيرية هذا المجتمع الجزائري، ووجود أهل الجود والإحسان ، كما يدلّ على أن أهل الشغَف الكريم النبيــل (فعل الخيرات) في هذا البلد الكريم ـ الجزائرـ بلا حدّ ولا عدّ.
وإنما يتصل الأمر بالقائمــين على هذه الأعمال الخيرية، في نزاهتهم، وصدقيّتهم، وتضحيتهم وتنظيمهم وتخطيطهم وقوة صبرهم ،وقدرتهم على تحمّل مسؤولية هذا العمل ،وهي مسؤولية ثقيلة وكبيرة ؛ فكلّما كانوا في مستوى عال من الخُلق والنُبل والنزاهة كان الإقبال عليهم كبيرا، ودعمهم كثيرا لا يتأخر.
وقد لمسنا من خلال حديثنا مع الأخ جرمان عاشور رئيس الجمعية أن هذه الجمعية عريقة في مجال الأعمال الصالحات، وقد نشأت قبل سنوات، وكانت تحمل اسم «جمعية الفرقان لتعليم القرآن»، ومن مآثرها الأساسية أنها استقدمت عددا من الدعاة والعلماء إلى الجزائر، وإلى ولاية أم البواقي تحديدا أمثال الشيوخ: زغلول النجار، عمرو عبد الكافي، الشيح حسّان (الداعية المعروف في القنوات الدينية)، الشيخ محمد راتب النابلسي، عبدالله المصلح، عائض القرني، ومن الجزائريين الشيخ آيت علجت، والشيخ آبو عبد السلام (رحمه الله)، وكان الهدف من ذلك إشاعة العلم، وبيان فضائل الإسلام، وتعريف الناس وخاصة الشباب بالعلم والعلماء، وتقديم ما يمكن للمجتمع الجزائري المتعطش للعلم وللعلم الشرعي، وللعلوم النافعة الدالّة على عظمة الإسلام. وكان في ذلك مساهمة كبيرة من هذه الجمعية في نشر الخير والفضيلة والانسجام والتقوى في المجتمع.
ثم حولت الجمعية بعد ذلك إلى اسم «جمعية الفرسان للأعمال الخيرية «واهتمت، إضافة إلى ما سبق، بالمجالات التالية:
ـ النقل الصحي
ـ نقل الجنائز
وقد وصل الأمر إلى تحقيق ثلاث خرجات في اليوم الواحد، حسب الطلب، والاستعانة بالجمعية، وهو ما ساعد على تحسين أدائها، والحصول على السيارات من أهل البرّ والإحسان، الذين لمسوا جدية ونزاهة أفراد الجمعية وأعضاءها.
المساهمة في إجراء العمليات الجراحية بأسعار معقولة، بالتعاون مع عديد المصحات والمشافي، وكثيرا ما يكون ذلك كالتالي: مساهمة المريض واهله، مساهمة المصحة، مساهمة محسن أو محسنين.
ـ ووصل الأمر في بعض الأحيان إلى استقدام فرق طبية متكاملة لإجراء عمليات جراحية (مجانا)، وقد تم تكريم تلك الطواقم تقديرا لهم وتثمينا لجهودهم الكبيرة.
ـ يضاف إلى ذلك مساهمة الجمعية في تنظيم زواج جماعي، وأحيانا المساهمة في زواج فردي دعما وعونا للمحتاجين للمساعدات.
وتعمل الجمعية منذ وقت غير قصير على تحقيق كبيروهو بناء إقامة متكاملة للمرضى؛ خاصة مرضى السرطان، ممن يصعب عليهم إيجاد مأوى (المرضى والمرافقون)، وهذا هو العمل الذي تسعى اليه الجمعية بكل ما تملك، وقد بدأت الأشغال في المبنى ويحتاج الى دعم أهل الخير والإحسان لاستكماله في أقرب الآجال بعون الله وحسن توفيقه.
لقد استمعنا بشغف لحديث الإخوة في الجمعية، وكنا فريقا من الإخوة في شعبة أم البواقي، وقد انبهرتُ شخصيا بتلك الأعمال الناصعات، وآمل أن تتاح الفرصة لتقديم ما يمكن من التعريف النوعي بهذه الجمعية (ومثيلاتها) ممن يمكن اعتبار القائمين عليها على ثغر من الثغور المهمة في خدمة المجتمع الذي يحتاج إلى بذل المزيد من الجهود للوفاء باحتياجاته والقيام بما يجب تجاهه، سواء في هذه المجالات (الطبية، الصحية، المساعدات العينية، ..الخ ) أو في مجال آخر لا يقل أهمية وهو مجال الدعم المعنوي والإيماني، كما هو الحال بالنسبة لإنشاء لجان الصلح وتفعيلها في أرض الواقع (في المجتع ) بكل مكوّناته وهو ما اكتشفته أيضا في سطيف والعلمة والقلتة الزرقاء …
ما شاء الله لا قوة إلا بالله ..كم من الخير يسري في القلوب والنفوس ..وإنما الحاجة إلى تجميعه وتنظيمه وتصريفه وفق خطط تشغيلية علمية منهجية تؤتي أكلها بإذن ربها خيرا ورخاء وانسجاما وصحة وأخوة وازدهارا.
بارك الله في أهـل الخير حيثــما كانوا رجالا ونساء.