المرشدات الدينيات فخر الجزائر والعرب
جاء الفرج بعد طول انتظار ونظّمت المرشدات الدينيات ملتقاهن الوطني الأول يومي 10 و11 جمادى الأولى 1444هـ الموافق لـ 04 و05 ديسمبر 2022م في فندق كلين، البليدة تحت رعاية وزير الشؤون الدينية وإشراف والي ولاية البليدة واحتضنته مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية البليدة بعنوان:”الإرشاد الديني النسوي.. المهام والتحديات” ألقى الكلمة الأولى الترحيبية مدير التوجيه الديني وإدارة المساجد، وألقى بعده والي ولاية البليدة كلمته ثم ألقى وزير الشؤون الدينية والأوقاف كلمة مطوّلة مفيدة شيقة بلغة فصيحة راقية شكر والي الولاية وشكر وأثنى على جيشنا المبارك المطهر الذي أوفد ضابطا من سلاح الدرك الوطني وهو مشكور ومرفوع وأثنى على المرشدات وشكرهن على كل ما يقدّمنه من أعمال جليلة للمجتمع بدءا من تعليم النساء القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن العظيم وأحكام التجويد إلى الفتوى وإصلاح ذات البين وتعليم الضروريات من الدين وترشيد النساء وتعليمهن كيفية تربية أبنائهن وإبعادهم عن الانحراف الخلقي والمخدرات وكيفية علاجهم إذا انحرفوا لهذا الغرض المرشدات يستضفن الطبيبات النفسانيات والطبيبات والقانونيات..، فعلا إنهن يقدّمن أعمالا جليلة للمجتمع فجزاهن الله خير الجزاء.
وذكر أخونا الوزير د.يوسف بلمهدي أن في برنامج عمله تكوين “جمعية العالمات الجزائريات” تضمّ نخبة من دكتوراتنا ليتسنى لعالمات التشاد والنيجر الاتصال بهنّ ويستفدن منهنّ لأنهنّ يعلمن مستوى عالماتنا العالي جدا وتكون هذه الجمعية على علاقة بالعالم الإسلامي وطلب الوزير من المرشدات في فرنسا كتابة كل أسئلة المسلمات في فرنسا، والمخطوط موجود وسيطبع قريبا إن شاء الله.
وذكر وأطال في ذكرها وأصاب، سيدة نساء العالمين أمّنا خديجة الكبرى رضي الله عنها وأرضاها المثل الأفضل الذي يقتدى به لكل امرأة مسلمة وعلى رأسهن المرشدات: السيدة خديجة كانت راجحة العقل فصيحة اللسان طاهرة القلب عفيفة وهي أول من أسلم وكانت تسمى قبل الإسلام “الطاهرة”. وكانت نعم السند لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
بعد أن غادر الوزير القاعة بدأت الجلسة العلمية الأولى ثم الثانية وتوالت الجلسات، ألقت المرشدات محاضرات قيّمة بلغة فصيحة راقية في مواضيع مختلفة شيّقة تجلب الانتباه وتشي بمستواهن الجيد، إليكم بعض العناوين:
المحاضرة الأولى: ألقتها الأستاذة مليكة صوالح وعنوانها: “مهام المرشدة الدينية بين القانون الأساسي والتحديات”.
المحاضرة الثانية: للأستاذة العداوي العلمي عنوانها: “نماذج من عالمات الجزائر”.
المحاضرة الثالثة: للأستاذة إيمان نكاع عنوانها: “دور المرشدة الدينية في تعزيز مظاهر التديّن في المجتمع”.
الملاحظة الأولى: أن هذه المحاضرات من نفس مستوى المحاضرات التي يلقيها الدكاترة والأساتذة.
الملاحظة الثانية: أن كل المرشدات درسن في جامعاتنا ومستواهن جيد وجامعاتنا ليست بالمستوى المتدني الذي يصنعها فيه الهيئات المصنفة، وهذه الهيئات بالذات مسيّسة ومنحازة ومعلوم أنها غير عادلة وغريبة وأبرز سمة عند الغربيين الكذب.
الملاحظة الثالثة: أن الدولة الجزائرية عن قريب ستشرع في بناء مركب علمي كبير فيه جامعة إسلامية، دار للفتوى، مستشفى، ومرافق أخرى في أقادس شمال التشاد، وهذا العمل المبارك سيقوي أواصر الأخوة بيننا وسيكون عاملا مهما لاستقرار منطقة الساحل.
الملاحظة الرابعة: لا يفوتني أن أذكر الأخلاق الحسنة لمرشداتنا وانضباطهن وحياءهن فجزاهن الله خيرا.
لما رأى الشيخ بن باديس رحمه الله الفتيات الأولى اللائي بدأن التمدرس في مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قال: “ويل لفرنسا من هؤلاء”.
لو عاد اليوم الشيخ بن باديس رحمه الله ورأى القاعة مليئة بالمرشدات لقال لهن:
“أحمد الله إليكن أن رفعكن الله وأكرمكن، ويل لفرنسا منكن، أي بنيّاتي حاربن كل ماله علاقة بفرنسا بدءا من لغتها إلى منتجاتها كلها.
لما رأى الشيخ بن باديس رحمه الله الاحتفالات الضخمة التي أقامتها فرنسا بمناسبة مرور مئة سنة على احتلالها بلدنا العزيز، قال رحمه الله:
“إن كانت فرنسا احتفلت بمرور مئة سنة على احتلال بلدنا فإنها لن تُعاود”.
يجب أن أشير أن الفضل في إنشاء سلك المرشدة الدينية يعود بعد الله جل وعلا إلى الأستاذ سعيد شيبان الذي توفي مؤخرا رحمه الله، أختم وأقول لو قيل لي من أكرم وأنفع النساء لقلت بدون تردد المرشدات الدينيات.
إسماعيل أوشيش
عضو المجلس الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين