كلمة حق

ما بعد التوقيع على اتفاقيات «إيفيان Evian» (الحلقة التاسعة)

أ د. عمار طالبي/

وقرر مفتش التعليم أنه ذكي، مثقف، عامل، يحبه تلاميذه، وكان نشاطه الثقافي العلمي متقدا فقد أعد منذ 1927 رسالة في الفلسفة في فلسفة أوسفالد شبنجلر Oswal Spengler، وقد ترجم كتابهle déclin de l’occident من الألمانية إلى الفرنسية في مجلدين وخمسة أجزاء طبع في باريس: (1931-1933) وقد حلل علم الأحياء الألماني بتوسع بعد الحرب، وقد تزوجت ابنته الرابعة مع عميد كلية الآداب بالجزائر الأستاذ: (1855-1924)، وكان الشيخ محمد بن أبي شنب أول مسلم عيّن أستاذا في جامعة الجزائر في سنة 1927 في كرسي العربية الحديثة، وقد وافق الأستاذ: Lucien Lévy- Bruhl على مساعدة مالية ليواصل تازروت بحثه في معهد البحث الاجتماعي بفرنكفوت ثم في: Munsler وهمبورق:Hambourg.
وقد تمكن من معرفة علم الاجتماع الألماني من خلال المجلة الدولية لعلم الاجتماع «la Revue internationale de sociologie» وفي هذه الفترة أنجز ترجمة «سقوط الغرب» وكتب عدة مقالات في المجلة الدولية لعلم الاجتماع، ومن أهم أعماله ترجمته لكتاب بروكلمان المستشرق الألماني وهو «تاريخ الشعوب والدول الإسلامية» منذ أصولها إلى يومنا هذا (باريس،Payot 1949) وهو مؤلف تاريخ الأدب العربي أيضا.
وقد خصصت المجلة الدولية لعلم الاجتماع مكانة مهمة نسبيا للعالم العربي منذ سنوات الثلاثينيات ودراسة الإسلام والمغرب، وأنشئ فيما بين الفترة 1924-1920 كرسي في كلية القانون حيث أسس درسا لعلم الاجتماع الجزائري.
وفي سنة 1943 أصدر المجلد الأول من «المربّين الاجتماعيين لألمانيا الحديثة».
وألف بين 1959-1955 المجلدات الخمسة في كتاب عنوانه: إلى مؤتمر الحضاراتau congrès des civilisés وأعطى الكلمة إلى ممثلي عشر حضارات منها: الميتافيزقيا العقلية للشرق الأقصى (1955) (انظر المرجع السابق ص106 إلى 108) وألف «الجزائر في الغد، ونشر سنة 1960 باسم مستعار هو «المتوكل» و«التاريخ السياسي لشمال إفريقيا» (1961) و«بيان ضد العنصرية 1963».
وفيه رفض استعمار شمال إفريقيا ويرى تازروت أن أسلمة المغرب ليس ظاهرة جغرافية جيولوجية ولكنها ظاهرة عالمية للتوحيد الديني الذي محى كل عنصرية ممكنة، فسوى شيئا فشيئا بين العرب والقبائل في شمال إفريقيا وعارض استعمال فكرة العنصرية واستعمالها في العلوم الإنسانية الفرنسية والألمانية.
ولا نعرف في الأيام الأخيرة بدقة هل استقر بالمغرب ويقال إنه كان مستشارا لملك المغرب، وأعلنت جريدة المجاهد موته، وهو كاتب جزائري، في فندق طنجة المتواضع وكتب عنه رشيد بن عيسى مقالا ووجهت تعزية إلى عائلته من قبل مسجد الطلبة بجامعة الجزائر، وأوصى الشباب الجزائري أن لا يستحيي من أنه مسلم، فقد انقطع عن أسرته وسافرت ابنته Jacqueline إلى الجزائر أول مرة سنة 1964 ولقيت هي وزوجها في الجزائر شخصا كانت له علاقة بتازروت، وهو موظف في ديوان وزير الثقافة في هذه السنة 1964 فاستقبلهما في شقته الكائنة في شارع ديدوش مراد، فسلّما له مخطوط ترجمة القرآن إلى اللغة الفرنسية الذي أنجزه تازروت، وإلى أن توفيت ابنته
Jacqueline 1978 فلم يوجد له بعد ذلك أثر، ونحن نهيب بوزارة الثقافة أن تبحث عن هذا الشخص فهو معروف بوظيفته ومحل سكناه سنة 1964 لعلنا نعثر على هذا المخطوط، كما أن رشيد بن عيسى ذكر أن له نسخة من هذا المخطوط وهو الآن مريض في باريس فلو أنه يمكن الاتصال به أو بأحد أعضاء أسرته للوقوف على هذا المخطوط قبل أن يضيع ولعل أخوته يحرصون على هذا التراث فيسعون للحفاظ عليه ثم نشره.
كما أن صهره مع ابنته سافرا إلى طنجة سنة 1971 وفي هذا الفندق في طنجة توفي سنة 1973 ودفن في مقبرة المدينة.
وفي نظم نظمه يخاطب الشعب الجزائري عنوانه الفاتحة.
Algerien,
Qui n’est rien,Tu n’est pas un vaurien,
Je veux que tu sois demain
Le maitre et non le vilain
De ton corps, de ta main,
De ton esprit entier
De ton ame en entier,
Si tu sais defier
Les tortures des juges,
Les pièges des transfuges,
Les Ruses satanique de Gallus,
Les fraternisations de massus,
Ils ne peuvent rien contre toi,
Ne peuvent rien contre la loi,
Du peuple oranis, peuple Algérois
Et peuple du constantinois,
Amen
إنه دعاء حزين
وقد كتب رسالة إلى اتحاد الكتاب الجزائريين الذي تأسس في 28 أكتوبر سنة 1963 وكنت شاركت فيه مع مالك بن نبي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com