عين البصائر

شعبة بلدية قجال بسطيف تنظم ملتقى حول: مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين واقع وآفاق

د. بن سالم الصالح/

احتضنت بلدية قجال (جنوب ولاية سطيف) يوم السبت 24 جانفي 2023م ملتقى ولائيا من تنظيم شعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين برئاسة الأستاذ حليت محمد، وقد أختير لهذا الملتقى عنوان (مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين واقع وآفاق)، شارك في تأطيره ثلة من الأساتذة والباحثين المتخصصين من داخل وخارج ولاية سطيف، وكان ضيف شرف الملتقى الدكتور يحيى عدلي من دولة موريتانيا الشقيقة تخصص حضارة وحوار.
الملتقى ناقش ثلاثة محاور أساسية، تاريخ مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، واقع مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، آفاق مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وقد ترأس الجلسة الأولى الدكتور العربي إسماعيل، والتي تضمنت ثلاثة محاضرات تناولت تاريخ مدارس الجمعية.
وقد افتتح المحاضرة الأولى الأستاذ أحمد ظريف الرئيس الأسبق للمكتب الولائي بجمعية العلماء المسلمين سطيف، وقد جعل لمحاضرته عنوانا موسوما بـ (نظرة عامة حول تاريخ مدارس جمعية العلماء)، تناول فيها نشأة جمعية العلماء بتاريخ 05 ماي 1931م والوسائل التي اعتمدتها الجمعية في تحقيق أهدافها الرامية لمحاربة الجهل والأمية والخرافات وسط المجتمع الجزائري، وكان على رأس هذه السبل المدارس الحرة والكتاتيب التي افتتحتها جمعية العلماء في مختلف المدن والقرى الجزائرية، وقد اعتمد الأستاذ أحمد ظريف على جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء في تتبع عدد المدارس التي تم تشييدها على المستوى الوطني، وكذا عدد المعلمين والتلاميذ الذين تخرجوا من هذه المدارس، كما أشار للمناهج والمقررات التي اعتمدتها هذه المدارس.
أما المحاضرة الثانية فقدمها الدكتور بن سالم الصالح من جامعة برج بوعريريج حول (مدارس جمعية العلماء ببرج بوعريريج، مشتلة لصنع الرجال)، حيث تعمق في تاريخ جمعية العلماء ببرج بوعريريج وأهم المدارس التي شيدتها الجمعية في هذه المنطقة أبرزها مدرسة الأمل ببرج بوعريريج مركز، مدرسة الفتح بأولاد سيدي إبراهيم بالضاحية الغربية، مدرسة التهذيب برأس الوادي بالجهة الشرقية، مدرسة أولاد لعياضي ببرج الغدير في الضاحية الجنوبية، مدرسة بوندة الكبيرة بالجعافرة في الجهة الشمالية للولاية، كما قدم أسماء المدراء والمعلمين الذين مروا على هذه المدارس، وكذا طلبتها الذين التحق أغلبهم بالثورة التحريرية وسقط الكثير منهم شهداء، والبقية ساهموا في مرحلة البناء والتشييد بالجزائر المستقلة في مختلف المجالات.
وكذلك الشأن للدكتور كمال خليل من جامعة سطيف2 الذي تطرق لتاريخ جمعية العلماء المسلمين بمنطقة سطيف، وقد اختار لمحاضرته هذه عنوان (مدرسة الفتح بسطيف وتجربة التعليم العربي الحر)، وقد تطرق فيها إلى أهم المدارس الحرة التي شيدتها جمعية العلماء بمنطقة سطيف، لعل أبرزها مدرسة الفتح بوسط مدينة سطيف (حي المحطة)، والتي ساهم في نشأتها الشيخ محمد البشير الإبراهيمي الذي كان يقيم بمدينة سطيف في ذلك الوقت، وقد بين الدكتور كمال خليل كيف أصبح هذا الصرح العلمي بمثابة مدرسة للوطنية تخرج منها العشرات من التلاميذ والطلبة الذين كان لهم إسهام كبير في الحركة الوطنية والثورة التحريرية بمنطقة سطيف وضواحيها لاحقا.
أما الجلسة العلمية الثانية فقد خصصت أشغالها للمحور الثاني (واقع مدارس جمعية العلماء)، وقد ترأس هذه الجلسة الأستاذ معزوز حمزة، افتتحها الأستاذ موسى ميلي بمحاضرة عنوانها (واقع مدارس جمعية العلماء بسطيف)، وبحكم أن الأستاذ ميلي هو رئيس المكتب الولائي الحالي لشعبة جمعية العلماء بسطيف فقد تطرق بإسهاب لتاريخ فرع الجمعية بولاية سطيف بداية من سنة 2003م، حيث عرف المكتب تداول ثلاث شخصيات على رئاسة الفرع الولائي: (عبد العزيز بن شرنين، أحمد ظريف، موسى ميلي)، قبل أن ينتقل لذكر الأرقام والإحصائيات الخاصة بالمدارس والمراكز والمعاهد والنوادي التابعة للجمعية بولاية سطيف، وكذا عدد المعلمين والطلبة المتمدرسين في هذه المؤسسات التعليمية، والذي يقدر عددهم بأكثر من 13 ألف تلميذ وتلميذة.
بينما المحاضرة الثانية نشطها الأستاذ كسكاس مبروك حول واقع التربية بمدارس جمعية العلماء بولاية سطيف، بحكم أنه عضو في لجنة التربية والتعليم بالشعبة الولائية فقد قدم الأستاذ كسكاس تفاصيل عن الأعمال التي تقوم بها لجنة التربية على مستوى الولاية من خلال تفقد مختلف المدارس والمراكز والمعاهد التابعة للشعبة، وكذا الحرص على ضمان تكوين رصين لتلاميذها، وذلك من خلال تنظيم ندوات أسبوعية وشهرية للمربيات، وبرجمة زيارات ميدانية لهذه المدارس، ولم يخف الأستاذ المحاضر بعض المشاكل التي تعاني منها مدارس الجمعية على مستوى ولاية سطيف على غرار: المقرات الخاصة بالمدارس والتي أغلبها مستأجرة، وكذا الأجرة الخاصة بالمربيات والتأمين الاجتماعي، وهو ما يؤدي إلى عدم استقرار لدى هذه المدارس، من خلال تغيير سنوي للمربيات، كما تطرق لمشكل السندات والكتب المدرسية والتي سجلت بها عديد الهفوات والأخطاء المعرفية واللغوية.
أما المحاضرة الأخيرة في المحور الثاني فقد نشطها الأستاذ حبيب جنان بعنوان موسوم بـ (مقاربات وتساؤلات نقدية لبرامج التعليم الخاصة بمدارس الجمعية)، وقد قدم الأستاذ المحاضر تجربته الطويلة التي قضاها في ميدان التعليم بشكل عام وفي لجنة التربية والتعليم بجمعية العلماء بشكل خاص، حيث جاب خلالها مختلف الولايات الجزائرية، وسجل عديد الانطباعات والملاحظات الخاصة ببرامج التعليم وطرق التدريس بهذه المدارس، وقد شرح في هذه المحاضرة القيمة المحاور الكبرى للمشروع الهادف الذي يجب أن تتبناه جمعية العلماء لمدارسها، ولما لا تطرحه لوزارة التربية الوطنية حتى تتبناه في المدارس العمومية.
وقد اختتم الملتقى بجلسة ثالثة ترأسها الأستاذ منير مهادي، وقد كان مبرمجا أن يقدم خلالها الدكتور علي حليتيم محاضرة بعنوان: (آفاق التعليم بمدارس جمعية العلماء بولاية سطيف)، وقدم المحاضرة بدلا عنه الأستاذ موسى ميلي لتعذر حضور الدكتور حليتيم، حيث عرض فيها عديد التصورات والآفاق المستقبلية التي رسمها المكتب الولائي لشعبة الجمعية بسطيف، والتي تقوم على:
– تغطية تراب الولاية بشعب الجمعية (حاليا يوجد 45 شعبة من أصل 60 بلدية).
– تغطية تراب الولاية بالمدارس والمراكز والمعاهد والنوادي التابعة للجمعية.
– عصرنة مدارس الجمعية من حيث التسيير ورقمنتها.
– مأسسة المدارس والمعاهد (جعلها مؤسسات قارة من حيث الأساتذة والإداريين).
– تطوير إعلام الجمعية (فتح أستوديوهات إعلامية تغطي نشاطات الجمعية).
– التوجه نحو نمذجة شعب الجمعية (نموذج واحد على مستوى كل دائرة على الأقل).
– رسلنة رجال الجمعية (تكوين شباب رسالي داخل جمعية العلماء).
– إنشاء مخابر بحث متنوعة المجالات والتخصصات.
– إنشاء مراصد متخصصة في تشخيص ورصد مختلف الظواهر.
– إنشاء المزيد من المراكز الثقافية والعلمية (مركز الشهاب أنموذجا).
– إقامة شراكات مع مختلف المنظمات والهيئات المحلية والوطنية والدولية.
– إنشاء معاهد متخصصة (العلوم الشرعية، الإنسانية، العقلية).
– إنشاء نواد متنوعة (رياضية، صحية، بيئية، اجتماعية، ثقافية …) هدفها بناء جسور تواصل بين الأجيال (يوجد حاليا حوالي 13 ناديا على مستوى ولاية سطيف تتبع لجمعية العلماء).
وفي ختام الملتقى عرض شريط مصور لمختلف النشاطات التي قام بها فرع جمعية العلماء ببلدية قجال خلال السنوات السابقة، قبل أن يتم قراءة توصيات الملتقى من طرف الدكتور كمال خليل، والتي تمثلت في:
1/- الدعوة لترسيم هذا الملتقى الولائي وترقيته لملتقى وطني على أن يناقش سنويا مواضيع مختلفة ترتبط بالحركة الإصلاحية.
2/- الدعوة إلى إنشاء متحف يخص تراث وتاريخ جمعية العلماء المسلمين بمنطقة سطيف.
3/- الدعوة إلى توحيد الجهود لتأليف كتاب يخص تلاميذ مدارس الجمعية بسطيف وعلاقتهم بالثورة التحريرية.
4/- تثمين جهود المكتب الولائي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بسطيف في مجال التربية والتعليم، والدعوة لافتتاح مدارس ومراكز ومعاهد ونواد جديدة في كافة ربوع الولاية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com