شعاع

ملتقى التجارب الناجحة …/حسن خليفة

تعتزم شعبة قسنطينة تنظيم ملتقى نوعي خاص، خلال الأسابيع القادمة،  أطلقت عليه اسم “ملتقى التجارب الناجحة” وهو ملتقى ليس كغيره من الملتقيات التي اعتادت الجمعية تنظيمها في مجالات متنوعة: الأسرة، الثقافة والفكر، التعليم القرآني، الإعلام، الفن والأدب، الخ ، وستشهد الأشهر القادمة عددا منها في شعب: خنشلة، وادي رهيو، ا لوادي، سكيكدة، قالمة، كما سيُعلن عنه بحول الله في قابل الأيام.ويؤكد ذلك ـ مرة أخرى ـ أن الجمعية رائدة العمل الثقافي الإصلاحي دون منازع.وهو ما يحتاج بالفعل إلى مزيد الدعم والاهتمام، من كل الأطراف التي يسعدها ويهمّها أمر الإصلاح وا لثقافة والتنمية المستدامة والحكامة الراشدة. فمن العالم الثقافي تتأسس النهضة ويتحقق الإقلاع الحقيقي.

****

إن هذا الملتقى (ملتقى التجارب الناجحة ) ملتقى له خصوصية من حيث كونه ملتقى سيهتم في الأساس بعرض التجارب الناحجة للشعب الولائية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، على الأقل ، في شرق الوطن، بما يسمح بالتعرّف على تلك التجارب الخاصة التي قدمتها الشعب، على مدار الأعوام الماضية  .وكما هو معلوم فهناك نوع من التميز والخصوصية في عدد من شعب الجمعية، يتمثل في إيلاء اهتمام “أكبر” ورعاية أمثل لحقل من حقول العمل والنشاط، في هذه الشعبة أو تلك، أكثر من غيره. فثمة كثير من الولايات لها سمعة خاصة تتعلق بنوع النشاط الذي نجحت في تحقيق منسوب أوسع وأوفى من الأنشطة في حقول أخرى، فهناك على سبيل المثال لا الحصر ـ من تميزت (الشعب) بـ:

  • ـ التربية كـ (النوادي ـ والروضات ـ والفضاءات التربوية المختلفة ؛وأبدعت في ذلك ولها ما يمكن أن تفيد به غيرها من الشعب الولائية الأخرى، في أنحاء الوطن الواسع ؛
  • وهناك التعليم القرآني والمدارس القرآنية، مع خصوصية في التعليم والتحفيظ والمرافقة ؛وهو ما تميزت به شعب دون غيرها، مع اهتمام كبير من كل الشعب بذلك، لكنّ غيرها حقق سقفا أعلى وأهدافا أمثل؛
  • النشاط المسجدي والأسابيع العلمية في المساجد واللقاءات الدعوية؛
  • النشاط الأدبي والفكري وإدارة الملتقيات والمنتديات الثقافية والفكرية علميا وإداريا وتنظيميا؛
  • النشاط النسوي بكل ما يحمله من دلالات ونبوغ وتفوّق وقدرة على إدماج الفئات المختلفة وتكوينها ؛وهو ما تميزت به بعض الشعب التي تتوفر على أعداد من “الشعب /الفروع” نسوية خالصة ، لها أدوار مهمة في الإصلاح والدعوة والعمل الديني والاجتماعي ؛
  • النشاط الإداري والتنظيمي، إذا صح التعبير، كما هو الشأن في بعض الشعب التي تمتلك خصوصية في هذا المجال وتعمل بنسق و”منهج”  يسهّل أعمالها وييُسّر سبل تواصلها مع المحيط الإداري والتربوي والمحيط المحلّي بكل مفرداته ومعانيه ومكوناته (الولاية ـ الدائرة ـ البلدية ـ مختلف المصالح والإدارات الأخرى ..)
  • النشاط الشبابي (أو الشباني) في مختلف مظاهره ومحاوره كالاقتراب من الفئات الشبابية “الغافلة” (حتى لا أقول المنحرفة ) والعمل على كسبها وتعديل سلوكها وإصلاح أحوالها قدر المستطاع ، بالتعاون مع مختلف الدوائر والمصالح المهتمة في الدولة وفي المجتمع المدني .
  • الدعوة والتعليم والإرشاد في مختلف الفضاءات الحيّة: الجامعات، الإقامات الجامعية، النوادي الجامعية، المؤسسات التربوية المختلفة، سواء في المناسبات الدينية والوطنية، أو في سائر الأيام ؛خاصة فيما يتعلق بإعداد التلاميذ للامتحانات الكبرى (الرابعة متوسط ـ البكالوريا …)
  • تعليم الأطفال وتكوينهم وفق برامج ومناهج مبتكرة وبأدوات ورؤية عصرية تجمع بين الأصيل في المضامين والمحتويات والمنهاج وبين الأدوات والمناهج التعليمية المعاصرة. وقد حققت ـ كمنوذج ـ أمورا رائعة جديرة بالاهتمام والمتابعة والاستفادة منها.

وغير هذا وذاك هناك جهود تُبذل وتجارب تتحقق وتنمو وتتطور، وكل ذلك من الميراث المضيء لهذه الجمعية في حاضرها المشرق، الذي يتحقق فيه شيئا فشيئا الكثير من الخير والنفع، عبر شعبها ورجالها ونسائها ونشاطها الدائب الموصول.

وإن من الواجب الديني والأخلاقي والأدبي والتنظيمي أن تُعرف تلك التجارب، ويُتاح لكل العاملين في الجمعية الاطلاع عليها ومعرفة تفاصيلها وتقنياتها ومبادئها وأصولها وأسباب القوة والنجاح فيها؛ فتلك التجارب هي “نماذج نجاح” تصلح أن تُنقل ويصح، بل يجب، أن تُحتذى وتقتفى لتحقق نفس الآثار وربما أكثر وأكبر، فيعمّ الخير ويتغلغل الفضل في الوسط الاجتماعي والديني، ونقتصد في الجهد والمال والوقت بتلك الطريقة في استنبات الأصول الطيبة عن طريق “النمذجة ” كما يُقال.

أتصوّر أن هذا الملتقى سيكون نُقلة أخرى في مجال الاستئناس والاستمزاج في عمل الجمعية، تتآلف فيه التجارب وتتثاقف فيه العقول وتُراجع فيه المناهج ، وتحدد فيه الأولويات، بعد استعراض التجاريب الناجحة ومعرفة الفوائد العلمية والعملية. وسيكون من الرائع أن تُقدم تلك التجارب بشكل مناسب عن طريق العرض العلمي المركز بوسائل العصر المناسبة، مع إعداد مطويات أو كتيبات أو أوحتى أوراق لبيان كل ما له علاقة بـ”التجربة” محل العرض، ثم يتم النقاش الموضوعي العلمي لتلك التجاريب وتُستخلص منها الخلاصات اللازمة النافعة بإذن الله تعالى .

طور آخرمن أطوار التقدم الهاديء تحققه الجمعية بمثل هذه اللقاءات النوعية سيُثمر بعون الله خيرا وبركة وتجربة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com