في ظلال المجلس الوطــني الخامس * حصيلـة عامّـة مما تحقّق على مستـــوى الشرق الجزائري
يكتبه: حسن خليفة/
بالنسبة لنشاط مراقب/منسق الشرق يمكن الإشارة إلى المسائل التالية، مما تحقق، ومما يُرجى تحققه (كأهداف مرسومة)، وقد قُدِّمت كلها للمكتب الوطــني وللأخ الدكتور الأمين العام. وإنما أنشرهذا التقرير، بيانا لبعض الحقائق فيما يتصل بما تحقق من أعمال، وإن بدت بسيطة، ولكنها تعِد بالكثير؛ عندما نحسـن التعاون فيما بيننا، وتعمل الشُعب الولائية على تعضيد ومناصرة بعضها بعضا.
مما ينبغي تسجيله في هذا الخصوص، فيما يصبّ في المجال الإيجابي:
1ـ استكمال تأسيس الشعب الولائية في الولايات التي لم تكن للجمعية فيها وجود، أو كانت فيها شُعب ولكنها (لا تعمل ـ لأسباب ودواع كثيرة)؛ وذلك حال: جيجل ـ تبسة ـ سوق أهرا س ـ الطارف ـ عنابة ـ …
2ـ تأسيس شعب جديدة في الولايات الجديدة والتي كانت تابعة لولايات أخرى: أولاد جلال، المغيّر، ورقلة، وقد تأسست والحمد لله فيها شُعب جديدة أشرف الإخوة على تأطير انطلاقها، تأسست في شكل شعبة مؤقتة محددة الأهداف، وينتظر تجديدها قريبا بحول الله.
وهذا يجعل مجموع شُعب ولايات الشرق الجزائري/ والجنوب الشرقي 22 شعبة ولائية متأسسة ومنظّمة.
نعم ..إنها تتفاوت من حيث الأداء والانجاز والأعمال، ولكنها جميعا تجتهد ـ قدر المستطاع ـ فيما يحقق أهداف الجمعية (ومسألة تفاوت الأداء جزء رئيس مما يجب أن يٌناقش ويُدرس باستمرار، وفي كل لقاءات أبناء الجمعية التنظيمية وغير التنظيمية).
3ـ والمأمول لتحقيق الانتشار الحقيقي على مستوى الوطن العمل على إنشاء شعب ولائية في الولايات المنتدبة، وقد قدم مراقب الشرق تقريرا في هذا الشأن للمكتب الوطني، بيّن فيه أهمية مواكبة هذا التطور في التوسع الإداري والعمل على إنشاء شُعب ولائية (حسب المقاطعة) لتكون الجمعية في مستوى حركة الانتشار الإداري /التنظيمي الذي تشتغل وفقه الدولة، وذلك لضمان المواكبة والمرافقة لكل تطوّر ميداني.
وتمت دراسة الموضوع بشكل جدي بالنسبة لبعض الولايات المنتدية: كذراع الريش في عنابة، العلمة في سطيف.
قد تختلف الآراء حول هذا الموضوع (التوسع والانتشار) لكن من يدرس بمنهجية وتبصّر حركة الدعوة الإصلاحية زمن ابن بأديس وصحبه يلاحظ ذلك الاهتمام بالانتشار وما يعنيه بالنسبة للحركة الدعوية الإيمانية، وأقلّه: استقطاب المزيد من الطاقات والكفاءات والعلماء والدعاة والمصلحين في تلك المناطق، ونشر قيّم الإسلام ومبادئه والسموّ بأخلاق المجتمع الجزائري، وتهذيب أبنائه وبناته.
4ـ تم تنظيم أكثر من 15 لقاء تشاوريا تنسيقيا في:
ـ التربية والتعليم
ـ المالية والإدارة، والتنظيم
ـ الإعلام والاتصال …وسواها من اللجان.
ـ كما تمّ عقد العديد من الملتقيات الوطنية والدولية والندوات النوعية ذات الأثر الطيب(سطيف، عنابة، بوقاعة، عين ولمان، بسكرة، أولاد جلال، خنشلة، قالمة، الطارف، ميلة،…
وصبّت كل تلك اللقاءات التنظيمية والعلمية والفكرية في مصبّ بلورة مشروع الجمعية في حقول العمل والدعوة والإصلاح والتربية والتهذيب ونشر العلم، وتحفيز الإخوة في اللجان المعنية على التقدم بشكل متواصل منتظم، فيما يتعلق بالإنجاز في مجالات: الادارة، المالية ـ التربية، إطلاق المشاريع، إقامة الأنشطة الفعّالة القوية.
5 ـ نتج عن حركة الانتشار والتوسع التنظيمي توسُعٌ في مجال النوادي والمدارس؛ حيث تم إنشاء أكثر من 70 ناديا ومدرسة، سواء في الولايات الجديدة، أو الشعب التي كانت (غير مفعّلة)، وأيضا في الشعب العادية؛ حيث لوحظ الاهتمام بإنشاء النوادي/المدارس وإقبال الإخوة المواطنين/المواطنات على ذلك، مع الإشارة هنا إلى التأخرات التي حدثت في التسجيل وتوزيع السندات المدرسية. فضلا عن مشكلات ومضايقات من بعض المديريات (التجارة، التضامن، ومصالح أخرى في الولاية.نعني هنا بعض الولايات لا كل الولايات).
6 ـ ضمن حركة التوسع التربوي التعليمي، ظهر اهتمام كبير من الإخوة في الشعب (خلال اللقاءات) في موضوع «العلوم الشرعية» ونشر العلم الشرعي، وقد انعكس ذلك بظهور بعض المعاهد، وأيضا بظهور الاهتمام بالتعليم القرآني وتكوين القائمين والقائمات عليه.
7ـ تم العمل على تجاوز بعض المسائل ذات الصلة بالنوادي التربوية؛ من حيث التسجيل والحصول على الاعتماد؛ حيث اقترح مراقب الشرق أن يكون وسيطا بين الشعب الولائية ولجنة التربية، وتم تفعيل آلية محددة أمكن بموجبها حصول بعض الشعب الولائية على الاعتمادات الخاصة بالنوادي، مع الحرص على استكمال الملفات لاحقا، وتسجيلها في الأرضية (وقد تم ذلك بالفعل :بسكرة (36 ناديا)، أم البواقي، باتنة، قالمة، ميلة، قسنطينة .
وتقتضي المتابعة الأمينة لهذا الأمر أن ننصّ على وجوب العمل على إيجاد صيّغ تحقق أهداف الجمعية في تعزيز مؤسساتها، وتيسير التواصل بين هيئاتها وشعبها ولجانها،فلكل مشكلة حل، ولكل قضية ما يناسبها من أساليب المعالجة البنّاءة.
8ـ تعززت حركة التعليم القرآني بشكل بارز وواضح، حيث صار ملمحا من ملامح «عمل الجمعية» (الإصلاحي والدعوي)، مما اقتضى طرحه في مختلف اللقاءات التشاورية التنسيقية واعتماد مخرجات (في شكل أهداف وثمرات وتوصيات) يُرجى حرص المكتب الوطني خاصة، ومجموع الشعب ممثلة في قياداتها الولائية على تعزيز مكانة التعليم القرآني وتجويده وتحسينه وتطويره، وإيجاد الحلول لكل المشكلات التي تتصل به. وقد طُرح هذا الموضوع بشكل عميق في لقاء أم البواقي، ولقاء العلمة (سطيف) ولقاءات أخرى وسطا وغربا .
9 ـ
10ـ أما بالنسبة لما لم يتم إنجازه من الأهداف المعلنة، والتي لم يتيسّر تحقيقها:
أـ عقد ملتقيات جهوية تحت مسمى «لقاء الدعاة» لجمع العاملين للدين وأعضاء الجمعية من الدعاة والأساتذة ودراسة مسألة الإصلاح والدعوة بشكل منهجي ـ علمي ـ. على أن يسبق اللقاء الجهوي لقاء ولائي (في كل ولاية). ويحسُن أن يرسّم هذا العمل؛ لأنه رافد مهم من روافد دعم العمل الديني الإصلاحي، يعرّف الدعاة ببعضهم ويسمح بتبادل الرؤى والأفكار وإنضاج المشاريع الدعوية الاصلاحية .
ب ـ رسم برنامج دقيق للشُعب بالانفتاح على المحيط (الإدارات المحلية، بزيارات للمديرين والمسؤولين والإعراب عن أهداف الجمعية وتجسيد مبدأ التعاون الذي هوجزء أصيل في عمل الجمعية وبرنامجها؛ القاضي بالانفتاح على الجمعيات العاملة، والمجتمع بكل أطيافه وشرائحه (المدارس، التكوين المهني، الشباب، الخ
وذلك يفتّح مجالات العمل ويهيئ للقيام بعمل حقيقي في عمق المجتمع، طبعا بعد دراسة الواقع المحلي.
ج ـ التنسيق الجاد والدقيق بين الشعب في مجال إقامة الفعاليات والأنشطة؛ حتى تتعاون جميعها في إنجاح إي فعالية ثقافية أو دينية كبيرة، وتحقق ما يجب من التميّز والقوة .
د ـ تفعيل «لقاء تبادل التجارب» بين الشعب (شرق) والذي تم إقراره من قبل، ولكن لم يفعّل حتى الآن لأسباب مختلفة.
ومن شأن هذه الصيغة أن تسمح بالاستئناس والاستفادة من التجارب المتنوعة لكل شعبة؛ حيث لكل واحدة ملامح تميزها في عملها، وهذا يسمح بنقل الخبرات؛ تعميما للفائدة وتعميقا للنجاح .
د ـ السعي لعقد «جامعة صيفية أو شتوية» على المستوى الجهوي على أن تضم إلى جانب أعضاء الجمعية كفاءات وطاقات علمية، ممن لديهم استعداد للتعاون مع الجمعية، وما أكثرهم
وهذه أيضا وسيلة لتقريب وجهات النظر، وتعضيد التآزر والتعاون مع العاملين في مجال الدعوة والإصلاح.
ويمكن أن يتناول اللقاء موضوعا واحدا هو «النهوض بالعمل الدعوي الإصلاحي في المنطقة» وقد تم ّ هذا في تجربتين في قسنطينة، لكن كان الوقت ضيقا (رمضان) ولكن التجربة أكدت أهمية هذا الأمروفعاليته .
هـ – إعادة إحياء اللقاءات التنسيقية التنظيمية الجهوية، والتي كانت من قبلُ، والتي تمثل- في حدّ ذاتها – برنامجَ عمل متكامل:
ـ واللقاء التنسيقي الـجهوي يتضمن عادة:
1ـ إلقاء دروس في المساجد (بين 10و13 داعية وعضوا في الجمعية يتوزعون على المساجد).
2ـ يضاف إليها عقد ندوةنوعية، في أحد المساجد الكبيرة، يؤطرها عادة رئيس الجمعية وعضو أو عضوان معه تدوم ساعتين (من المغرب الى مابعد العشاء).
3ـ لقاء مع الأعيان والفاعلين في الولاية ـ أو المنطقة، ومنهم التجار وأصحاب الحرف والأساتذة والأئمة وغيرهم، وفي ذلك ما فيه من خيروفضل .
4ـ لقاء خاص مع الشعب البلدية في الولاية المستضيفة، يحضره رؤساء الشعب ومرافقوهم في الولايات المجاورة التي حضرت اللقاء التنسيقي الجهوي .
5ـ تدشين مدارس أو معاهد أو تفقّد بعضها، على سبيل الزيارة التشجيعية ومعرفة مؤسسات الجمعية في الولاية أو المنطقة .
6ـ العمل على تنظيم نشاط ديني أو ثقافي في مركز أودار ثقافة في اليوم الأخير يكون خاتمة الزيارة.
والله الموفق لما فيه الخير .