هذه هي جمعية العلماء المسلــمين الجزائريين التي نريدها
حسن خليفة/
وأنا أتابع أشغال وجلسات المجلس الوطني الخامس الذي جرت فعالياته في سيدي فرج في الأيام الثلاثة الماضية بين 5و7 جانفي ـ 2023 ـ وأرى تلك المشاهد الطيبة المؤثرة الرائعة من ألوان المحبّة وأشكال المودة والمرحمة بين الإخوة أعضاء المجلس: … عناق واحتضان ، وتقبيل رؤوس، وتبادل تحايا حارة…وأنا أتابع هذه المشاهد الجميلة الرائقة لست أدري لماذا تذكرت قولة ألقاها في مسمعي قبل سنوات قليلة الشيخ الفاضل ابن حنفية العابدين، بعد أن أكملتُ قراءة بيان السياسة العامة للجمعية في منتظم /مؤتمر جامع لأبناء وبنات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في زرالدة .
قال لي الشيخ الفقيه ابن حنفية «هذه هي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين « التي أبحثُ عنها وأريدها .وكان ذلك في شكل تعليق منه على بيان السياسة العامة التي عكف على صياغته وبناء فقراته وموادّه نحو 15 من أعضاء الجمعية البارزين وفيهم المفكر، والعالم، والداعية، والأستاذ، والأكاديمي والإمام، والقانوني، والإعلامي، وسنشير إلى أسمائهم بالتفصيل في مقال خاص بهذه الهيئة المتميزة الجادة من هيئات الجمعية، في وقت لاحق.
نعم لست أدري كيف تذكرتُ ذلك، ولكن لسان حالي أيضا كان يردد نفس الكلمات «هذه هي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي أبحث عنها وأريدها «..جمعية متنوّعة المشارب والأفكار والتيارات، ولكنها جمعية جامعة، متكاملة ، منسجمة ، متحابّة..تقدّر أبناءها وبناتها ، وتثمـن التنوع فيما بيــنهم، وتستفيد منه.
جمعية سبق للماهدين من العلماء المؤسســين أن ربّوا أعضاءها على الإيمان و المحبة والتضامن والترابط والتعاون والتكامل والانسجام ـ قدر المستطاع ـ كما ربوهم على التضحية، والتسامح، والتجاوز، وعدم تعظيم الأخطاء، وربوهم أيضا على فنّ حلّ الخلافات بالمصارحة والصدق والمجاهرة بقول الحق، ولو كان مرّا…دون أن يؤثرذلك على مسار العمل والدعوة إلى الله تعالى ودينه القويم .وبذلك حققت الجمعية ما حققت من أهداف، ويجب أن يعيّ ذلك بعمق.
لقـد شهدت ُ ـ والله على ما أقول شهيد ـ نقاشا حادّا قويا، بل جدالا كبيرا، علت فيه الأصوات ، وتوترت فيه النفوس،وتفلّتت فيه المشاعر الفوّارة بعض التفلّت، مع تشنجات ومظاهر غضب ونرفزة ، ولوم كبير وعتاب صاخب
…لكن دون تجريح ولا تقبيح ولا عدوان أو ظلم …وكان هذا في اليوم الأول وليلــته.
لكنني أيضا شهدت في اليوم الختامي الأخير /السبت / مشاهد رائعة من الحب والودّ، والاعتذار، والعناق، والقُبلات ، وطلب السماح ، والعفو .
وكان ذلك بشكل قلّ أن يحدث في منتظمات أخرى ، ولكنه يدلّ ـ والحمد الله ـ على الصفاء والنقاء، واتساع الصدور، والرغبة الكبرى في الحفاظ على أم الجمعيات، وبقائها على ما يجب أن تكون عليه دائما، وهو التماسك والتناصر، والتناصح، والأخوة في الله، والجنوح إلى التي هي أحســن.
لقد قدمتم ـ يا أعضاء جمعية العلماء كبارا وشبابا ورجالا ونساء المثَل الطيب الجميل لما ينبغي أن يكون عليه أهل العلم والدين والفضيلة ، فأنتم بشر نعم …ولكنكم مسلمون ومسلمات ..تنتمون إلى خير جمعية أخرجت للناس، كما سمّاها الأستاذ الشيخ محمد الهادي الحســني …ومن هذا المنطلق الكريم صنعتم تلك المشاهد الرائعة الرائقة..وضربتم المثلَ في الأخوة والمحبة والرجوع إلى الحق، ومعرفة أهل الفضل بفضلهم .
وهذه هي جمعية العلماء التي نريدها ونبحث عنها ونحبـها .