الكاتب الصحفي سعدي بزيان يُتوج بـ “وسام البصائر” لسنة 2022 في ضيافة ولاية المدية: جريدة البصائر تحتفل بالذكرى 87 لتأسيسها
متابعة: فاطمة طاهي/
نظمت اللجنة الوطنية للإعلام والثقافة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بالتنسيق مع شعبة ولاية المدية، يوما إعلاميا، بمناسبة الذكرى الـ87 لتأسيس جريدة البصائر، وذلك يوم السبت 30 جمادى الأولى 1444هـ الموافق لـ24 ديسمبر 2022م، بحضور رئيس الشعبة، الأستاذ أمين قلقال وأعضاء المكتب الولائي، إلى جانب الدكتور مولود عويمر، رئيس لجنة الإعلام والثقافة، والأستاذ عبد القادر قلاتي، سكرتير تحرير جريدة البصائر، والكاتب الصحفي الأستاذ سعدي بزيان كضيف شرف، بعد الافتتاح بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم والاستماع للنشيد الوطني ولنشيد جمعية العلماء” شعب الجزائر مسلم..”. نشط الحفل الأستاذ خالد قارة برنو الذي عرّف بالأساتذة مبتدءاً بالدكتور مولود عويمر الذي قدّم كلمة مختصرة عن المسار التاريخي لجريدة البصائر منذ تأسيسها على يد الشيخ عبد الحميد بن باديس نهاية عام 1935م (27 ديسمبر) حيث استمرت في الصدور إلى غاية أوت 1939، ثمّ لتعاود الصدور من جديد مع السلسلة الثانية التي صدر عددها الأول في 25 جويلية 1947م بقيادة الشيخ البشير الإبراهيمي لتتوقف يوم 6 أفريل 1956م أثناء ثورة التحرير، ومع الانفتاح السياسيّ عام 1989م رجعت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين للنشاط والعمل في الساحة الدعوية بإصدار جريدة البصائر في سلسلتها الثالثة حيث توقفت بعد سنة من ذلك التاريخ في ظلّ التطورات السياسية والأمنية التي عرفتها الجزائر آنذاك، واليوم نعيش مع السلسلة الرابعة التي صدر عددها الأول يوم 22 ماي 2000م، وهي مستمرة رغم العراقيل التي توجهها في ظلّ غياب الدعم ووختم الدكتور عويمر: “هانحن نحتفل بالذكرى السابعة والثمانين للجريدة الأسبوعية الوحيدة التي تصدر اليوم في الجزائر”، ثمّ أعطيت الكلمة للأستاذ سعدي بزيان الذي يعتبر من أقدم طلاب معهد بن باديس، وأحد الكتاب البارزين في جريدة البصائر، تحدث في كلمته عن المراحل الأولى التي بدأت فيها علاقته بجريدة البصائر في قريته التي نشأ فيها بالأوراس، وحتى التحاقة بمعهد ابن باديس عام 1951 طالباً ثمّ استاذاً بعد ذلك، ثمّ علاقته بالإعلام والصحافة الوطنية منذ التحق بجريدة الشعب عام 1964م، وإلى أن طلب منه المرحوم الشيخ عبد الرحمن شيبان الكتابة للبصائر عندما كان مقيما بباريس، حيث ظلّ يراسل جريدة البصائر لسنوات، وفي كلمته أكد الأستاذ عبد القادر قلاتي، سكرتير جريدة البصائر، على ضرورة تكريس الواقع الثقافي الذي أراده السلف الصالح والذي تأسست لأجله الحركة الإصلاحية، حيث أنّ الواقع المعاصر وتحدياته يختلف تماما عن العصر الذي تأسست فيه جريدة البصائر، مما يقتضي مسايرة ومواكبة واقع الأمة وقضاياها، قائلا: كيف لجريدة عمرها 87 سنة أن تزاحم ليكون لها مكان في ظلّ هذا الزخم الإعلامي والتطور الهائل لوسائل الإعلام والاتصال خصوصا أمام تراجع قراء الجرائد الورقية، الأمر الذي يستدعي حسب المتحدث، تضافر الجهود من أجل المحافظة على الرمزية التاريخية لجريدة البصائر واستحضارها، لضمان استمرار رسالتها الإصلاحية والإرشادية، واقتفاء أثر مؤسسيها لصناعة المستقبل للأجيال اللاحقة.
هذا وقد تُوج الكاتب الصحفي، مراسل جريدة البصائر بفرنسا، بـ وسام البصائر لسنة 2022 في طبعتها الأولى، نظير اسهاماته وكتاباته الدورية بجريدة البصائر، حيث تمّ تكريمه بدرع العرفان وببرنوس جزائري أصيل، كما تمّ بالمناسبة تكريم عائلة الشيخ رشيد بوقلقال -رحمه الله – أحد موزعي جريدة البصائر، حيث كان ضريراً، لكن ببصيرة قلبه، آمن برسالة جمعية العلماء المسلمين، فساهم بالدعوة إلى الإصلاح من خلال توزيع جريدة البصائر بمدينة المدية وضواحيها، ليتم اعتقاله من قبل الاستعمار الفرنسي، وقد استلم التكريم ابنه زين العابدين بوقلقال، كما حظي الأستاذ أمين بوقلقال رئيس شعبة المدية بتكريم بالمناسبة، كما تم عرض شريط وثائقي حول مسيرة جريدة البصائر الإصلاحية.
شهادات مسجلة لبعض كتّاب البصائر
تحضيرا للاحتفال بهذه المناسبة قامت هيئة التحرير في جريدة البصائر بتسجيل بعض الشهادات لكتاب لهم تجارب وعلاقة وطيدة مع البصائر منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا، واقتصرت على شهادات لشخصيات لها ارتباط تاريخي بالجريدة وهم: الأستاذ سعدي بزيان، والشيح محمد الصالح الصديق، والشيخ محمد مكركب والدكتور عمار طالبي.
الأستاذ سعدي بزيان:
البصائر سيدة الجرائد في الجزائر والعالم العربي
ذكر الكاتب الصحفـــي، الأستاذ سعدي بزيان، والمتوج في الطبعة الأولى لوسام البصائــــر، مسيرتــــــه الصحفية مع جريدة البصائر، انطلاقا من اهتمامه بها منذ أن كان طالبا في الزوايا والمدارس القرآنية بمسقط رأسه، ثم طالبا بمعهد ابن باديس فجامع الزيتونة، حيث كان يحرص على تصفحها لقراءة مقالات كتابها، ويضيف المتحدث، بعد انتهائه من تأليف كتاب “مقاصد القرآن” وبطلب من الأستاذ أحمد توفيق المدني، تم نشر فصول من الكتاب في جريدة البصائر قبل صدوره، ليلتحق بطاقمها في عهدة الشيخ عبد الرحمن شيبان، رئيس جمعية العلماء المسلمين، ليكون من أبرز أقلامها من خلال مقالاته وكتاباته فكان أول كاتب صحفي جزائري يهتم بقضايا الإسلام والمسلمين في المهجر، واعتبر الأستاذ سعدي بزيان جريدة البصائر في كلمته التي ألقاها بالمناسبة: “البصائر سيدة الجرائد في الجزائر والعالم العربي”.
الدكتور عمار طالبي:
ضرورة تجديد “البصائر” حتى تساير واقع الناس
دعا الدكتور عمار طالبي، الرئيــــس الشرفي لجمعية العلمــــاء المسلمين، إلى تجديد جريدة البصائـــــر لتساير واقع الناس وظروفهم، وتساهم في الدعوة إلى الحق حتى تواصل دورها الرسالي والإصلاحي وذلك من خلال نشر الثقافة الإسلامية عبر أقلامها وكتابها. كما تحدث الدكتور عمار طالبي في كلمته المسجلة بالمناسبة، عن تنافس طلبة وأساتذة جامع الزيتونة على جريدة البصائر لقراءتها لما كانت تضم من مقالات للإمام محمد البشير الإبراهيمي وكتابات الشيخ السعيد الزاهري والشيخ مبارك الميلي، والشيخ أحمد سحنون، وشعر محمد العيد آل خليفة، كما كان لها اهتمام أيضا بسبب دعمها للقضية الفلسطينية ومعاصرتها لمختلف قضايا الأمة.
الشيخ مكركب:
جريدة البصائر ركن عظيم في الدعوة الإسلامية
اعتبـــــر الشيــــخ مكركب، عضو جمعية العلمـــاء المسلمين، جريدة البصائر أنها ركن كبير وعظيم في مجال الدعوة الإسلامية، فكما تهدف جمعية العلماء المسلمين من خلال تأسيسها للمدارس والنوادي إلى اعداد جيل متشبع بقيمه الدينية والوطنية، كذلك من خلال الإعلام الملتزم والهادف تسعى إلى دراسة ومعالجة مختلف القضايا العلمية والفكرية والاجتماعية وتقديم اجابات واضحة وشافية لاستفسارات وأسئلة المستفتين، مضيفا أن جريدة البصائر تساهم في تنوير المجتمع الإسلامي عامة فهي منبر البحوث العلمية التي تواكب الواقع الحضاري، حيث تعد الجريدة من أهم الوسائل والأدوات التي تضمن مواصلة التجديد والبناء والمحافظة على الثوابت التي تضمنها شعار جمعية العلماء المسلمين: “الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا”، ويضيف قائلا: “نعتبر البصائر منبر ينير الطريق للشباب ويفتح المعالم الحضارية التي تحقق الأهداف المجتمعية للأمة والوطن”.
الشيخ محمد الصالح الصديق:
علاقتي بالبصائر قديمة جداً
قال الشيخ محمد الصالح الصديق أن علاقته بجريدة البصائر بدأت منذ صغره عندما كان والده يشتري الجريدة وقبل أن يقرأها كان الشيخ يتصفح صفحاتها ليرى صور الشيوخ والكتاب وكان لا يفهم من مقالاتها شيئاً، وظلّ بعد ذلك يقرأها بانتظام حتى خصصت هيئة تحريرها مقالاً لكتابه الذي أصدره بتونس أدباء التحصيل، ثمّ قامت الجريدة بنشر كتابه مقاصد القرآن الكريم على حلقات قبل أن يطبع في كتاب مستقل، وفي السلسلة الرابعة ظل الشيخ يكتب عموداً ثابتاً بعنوان: “ماقلّ ودلّ” جمع بعد ذلك في كتاب من ثلاثة أجزاء.
المرحوم الشيخ رشيد بوقلقال
– أحد مشايخ ولاية المدية، من مواليد: 09 / 05 / 1920 بالمدية.
– كف بصره صغيرا فعوضه الخالق عز وجل بنور البصيرة.
– نشأ صابرا محتسبا قلبه معلق ببيوت الله تعالى.
– كان صديق الروح لشيخ المذهب الحنفي بالمدية العلامة فضيل اسكندر رحمهما الله.
– كان مكلفا ببيع جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
– أحد مشايخ مدرسة سيدي سليمان لتعليم القرآن…الحي العتيق بالمدية.
– انفرد بصوته الجهوري في أدائه الآذان للصلوات الخمس.
– عين مؤذنا بالمسجد الحنفي ثم بمسجد النور ثم بالمسجد المالكي.
– كرس حياته في تحفيظ القرآن الكريم للبنات بالمسجد الحنفي.
– كانت وفاته صبيحة يوم الجمعة 03 شعبان 1425 هـ الموافق 17 سبتمبر 2004م.
– صلى على جنازته بساحة مسجد النور بعد صلاة الجمعة في موكب جنائزي مهيب. رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.