ما بعد التوقيع على اتفاقيات «إيفيان Evian» الجزء الخامس
أ د. عمار طالبي/
وعن طريق الوسيط قارون عمار وقع الاتصال أيضا بكريم بلقاسم في سنة 1965 على أساس اقتراح بركوك ودوجول الذي يرى «أن الجزائر تحتاج لجميع أبنائها».
قبل فكرة المصالحة بين مفاوض قديم في إيفيان مع بومدين، ووصلت هذه الفكرة إلى بومدين في أن يرسل إلى فرنسا ضابطا كي يلتقي مع أحد العاملين مع دوجول ولكن بقي ذلك دون نتيجة.
اتصل بركوك بجنرال «Parlange» وزاره في أعالي Pyrénees وكان رئيس بلدية في ذلك الوقت، وطلب منه الجنرال بعد تعيينه كاتب الدولة أن يقنع الحكومة من أجل إيجاد حل للصراع الجزائري بالتفاوض، وكان أيضا على اتصال مع الكولونال Schoen الذي أنشأ في سنة 1963 مع الكسندر Parodi جمعية لإدماج المسلمين الفرنسيين وذكر بركوك خاصة أن المسؤول القديم لما يسمى: (SLNA) Service des liaisons Nord-Africaines قدّر أن 50000 حركيا فقدوا في الجزائر، طوال صيف 1962، وأثناء صيف 1971 كان له لقاءات طويلة مع مالك بن نبي الذي كتب في مذكراته لهذه اللقاءات لبركوك مع دوجول، بعد موجات من الجرائم العنصرية التي ارتكبت ضدّ الجزائريين في مارسيليا في سبتمبر 1973 أي بعد وفاة مالك بن نبي، وقّع بركوك مع شخصيات مسلمة نصّ احتجاج ودخل في اتصال مع ما يسمى: l’Amicale des Algériens في أوربا، ومنها تمكين الشباب الحاصل على شهادات من الفرنسيين المسلمين للعمل في الجزائر ولكن أعلنت جريدة المجاهد ما جعل نهاية الأحاديث التي وافق عليها بومدين في البداية.
واتصل بركوك بالعربية السعودية وليبيا لخدمة الإسلام في فرنسا، وفي سنة 1974 ذهب بركوك إلى المملكة السعودية للحصول على الفتاوى المتعلقة بالحالة المدنية أو الأحوال الشخصية للفرنساويين المسلمين، فإنه يوجد أكثر من عشرة من زوجات الحركة انتحرن تحت تأثير ما ذكرته منظمة Amicale des Algérien في أوربا من اتهام هؤلاء الحركة بالردّة (apostasie) وهذا السعي أدى بعد عامين ونصف إلى فتح مكتب للرابطة الإسلامية العالمية في باريس للمساعدة في فتح قاعات للصلوات ونظرا لعلاقات بركوك بوالي الشرطة سهّل عمل أول مدير لهذا المكتب وهو خلدون كناني الذي كان في حاجة إلى التدخلات، نظرا إلى أن القانون التشريعي الخاص بتسيير الجمعيات وهو قانون 1901 لم يكن مخففا بعد.
وفي الفترة نفسها ذهب إلى ليبيا برفقة السيدة EVA de Vitray Meyerovitch تلميذة قديمة للمستشرق ماسينيونMassignon، وقد اعتنقت الإسلام، ومختصة في التصوف وبعد أن استمع إليها الشيخ صبحي محمود وأدرك أحوال المسلمين في فرنسا، وكان الشيخ صبحي رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في ليبيا أقنع حكومته أن توافق على مساعدة بمبلغ: 750000 فرنك إلى مسجد الدعوة الواقع شارع طنجة (باريسXIX)، وبعد هذه الرحلة وافقت الحكومة الليبية على إعانة لإمام مسجد: Asnières الذي كان رئيس دائرة في الجزائر وهو أحمد خطاب.
وإثر حركة احتجاج الحرْكة 1975 أقنع سعي بركوك وزير الداخلية ميشال Poniatowski بأن يرأس مهدي بالحداد الوالي القديم لجنة لهذا الغرض فسهلت هذه التدخلات بأن عيّن M. Aurillac مستشارا تقنيا لـ: Poniatowski وقام أشخاص آخرون بهذه المهمة مثل: Aubertو Sonveille مع اللجنة الوطنية للفرنسيين المسلمين وكذلك جاك Dominati الذي يُعنى بمسألة العبادات الإسلامية وشؤونها في فرنسا، وحث شخصيات أخرى، مثل عمار نارون عمار والوالي شريف مشري، والمفتش العام للمالية رجم بن زايد والنواب القدماء الجزائريين، في عهد 1959 الذي أشار إلى عدم انتظام جمعية الأحباس، اتصل مباشرة بقصر إليزي بفضل علاقته مع مساعد جيسكار ديستان Giscard d’Estaing السيد Alain Lamassoure الذي عرف أباه في الحكومة العامة بالجزائر.
وقام العضو النشط «للجنةDominato» المكلف بالفرنسيين المسلمين، ومع الولاة: أورابح، ومقداد، وعلماء الإسلاميات: علي مراد والتركي بتسجيل في برنامج هذه اللجنة التي تهتم بجمعية أحباس جامع باريس، وحصلت اللجنة من عدة وزارات على مساعدات لفائدة «المعهد» أي المعهد التابع لمسجد باريس وأرادت حكومة R.Barre في ذلك العهد أن تغير عميد المعهد الذي هو حمزة بوبكر بعميد قادر على تسيير معهد مسجد باريس، فاقترح بركوك الأستاذان نجم الدين يامات، ابن الرئيس السابق بالقوقاز الشمالي، وهو نائب المدير في اليونسكو وأستاذ الإسلاميات بباريس VII ولكن لم يتحقق ذلك.