الشيخ محمد مكركب أبران
Oulama.fatwa@gmail.com/
الســــــــــــؤال
قال السائل: سقط وَلَدُهُ في شبكة تعاطي المخدرات، وعندما صُدِمَ بسماع الخبر، أصيب بحزن شديد، وألح على ولده ليعلم العصابة التي باعت له المخدرات؟ وقام بتقديم شكوى لمصالح الأمن على أن ولده غروه ولعبوا بعقله، ولكنه لم يعلم من هم؟ قال وسؤاله: ما حكم من يتعاطى المخدرات؟ والذي يصنعها ويبيعها؟
الجـــــــــــواب
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أولا: وباء المخدرات من مصائب هذا الزمان: تناول المخدرات حرام، لأنها من الخبائث، والخبائث محرمة. قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (سورة الأعراف:157)
ومصطلح الخبائث لفظ عام في كل المحرمات بالشرع وفي كل الْمُتَقَذَّرَاتِ، فيحرم العقارب والخنافس والوزغ وما جرى هذا المجرى. ومن الخبائث أيضا: حشيش المخدرات، والتبغ، والشمة، والخمر. ومن الخبائث حكما: الربا، والرشوة، والمكوس. قال الله تعالى:﴿قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (المائدة:100)الخبيث، من الناس: ذو الخبث في نفسه، كالفاجر، والزنديق، والمنافق. والخبيث من المأكولات الحرام والفاسد. وفي اللسان: {الخَبِيثُ: ضِدُّ الطَّيِّبِ مِنَ الرِّزْق، والولدِ، والناسِ} وفي المصباح المنير، في غريب الشرح الكبير: {خَبُثَ الشَّيْءُ خُبْثًا مِنْ بَابِ قَرُبَ خِلَافُ طَابَ وَالِاسْمُ الْخَبَاثَةُ فَهُوَ خَبِيثٌ وَالْأُنْثَى خَبِيثَةٌ وَيُطْلَقُ الْخَبِيثُ عَلَى الْحَرَامِ كَالزِّنَا وَعَلَى الرَّدِيءِ الْمُسْتَكْرَهِ طَعْمُهُ أَوْ رِيحُهُ كَالثُّومِ وَالْبَصَلِ وَمِنْهُ الْخَبَائِثُ وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ الْعَرَبُ تَسْتَخْبِثُهَا مِثْلُ: الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ قَالَ تَعَالَى: {وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: 267] (المصباح المنير:1/162)والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثانيا: تعاطي المخدرات حرام:قال السائل: ما حكم من يتعاطى المخدرات؟والجواب أن تعاطي المخدرات حرام، لِمَا تسببه من أضرار نفسية وعقلية وجسدية ومالية. والذي يصنعها ويبيعها مرتكب لفعل الجريمة. ولذلك يحاكم بائع وناقل وصانع المخدرات، والمتواطئ معهم، يحاكمون محاكمة المجرمين، وذلك من الشرع.
ثالثا: ما هي المخدرات؟: المخدرات: مادّة نباتية تعالج كيماويا، وتحضر في أقراص، تصنع حيث مات الضمير، تسبِّب فقدان الوعي بدرجات متفاوتة، وقد يصل الأمر بالمدمنين إلى دركة الانهيار العصبي التام، وهي: كالحشيش والأفيون، وتحدث فتورًا وارتخاء في الجسم، وضعفًا في الإحساس، وخمولاً في الذِّهن. وتجارة المخدرات أخطر من تجارة الأسلحة الكيمياوية. والْمُدْمِنُ على تعاطي المخدِّرات أو المسكرات التي اعتاد إدمانها، مع طول الزمن تظهر عليه بعض التشنُّجات الجنونية، وآلامُ الجهاز الهضميّ، ثم ضعف الجهاز العصبي، وضعف قوة المناعة.والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
