أبناؤنا والألعاب الالكترونية مخدرات رقمية وضياع الجيل الثمين
بن زموري محمد/
هكذا هي الألعاب الالكترونية ألوان جذابة وبطولات واهية خادعة فوق ذلك ضياع لأغلى الأوقات والأجيال.
إنهم أبناؤنا أنفس ما في الوجود وأغلى أثر لنا بعدنا لذلك كان اهتمام الشريعة الإسلامية بإنشاء جيل صالح مصلح محدد الهدف والغاية سليم النفس مواظب على حياته مؤثر في الخير مع الحث على ربطه بكل معاني العادات السامية والأخلاق الراقية حتى ينتج لنا جيل واع ويعيش في حياة الواقع .
كما أن اهتمام الشريعة انصب على حماية الطفولة من كل الأخطار التي يمكن أن تؤذيه وتجعله يحيد عن هدفه الأسمى وغايته العظمى.
وقد وفرت لذلك مساحة يعيش فيها واقعه ويتمتع بطفولته بكل معانيها من لعب ولهو وتصابٍ في إطار المعقول والمسموح به لتهيئته لما هو أعظم. «علموا أولادكم السباحة والرماية”، أخرجه ابن منده في المعرفة.
وعنه قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه “علموا أولادكم السباحة والفروسية” وهي كلها نصائح توجيهات لإعداد الجيل لما هو أنفع وأصوب.
وبالرجوع إلى واقعنا الذي ميزه تقدم إلكتروني وتقني متسارع حتى صار كل شيئ تقليديا وغرق الأبناء في المغريات الالكترونية والألعاب المختلفة التي تمثل عالما موازيا جملة وتفصيلا وملهيا من ملهيات العصر قد تسبب ذلك في الإدمان لانغماسهم في هذه الألعاب الالكترونية التي لقيت رواجا هائلا وتنوعت أشكالها وأنواعها واستجابة لمختلف الأذواق وقد شغلت حيزا واسعا من أوقاتهم الثمينة واستولت على كل اهتماماتهم بل وبذلوا في سبيلها حتى المال وهو ما تبينه الإحصاىيات التي تقدر قيمة سوق الألعاب الالكترونية تقديرات عام 2022 بحوالي أربعة مليارات ونصف المليار دولار، حيث لم تعد هذه الألعاب الالكترونية مجرد تسلية أو وسيلة للتلهية بل أضحت هذه الأجهزة الصغيرة قنابل موقوتة وأسلحة موجهة ضد أبنائنا ليس ذلك فقط بل وأصبحت تمثل توجه العديد من الأفكار الدخيلة والغريبة التي تهاجم المقدسات والأفكار وتروج للأفكار العبثية وتقبل المثلية ورؤية إهانة المصحف الشريف وتدنيسه والتهوين من شأن الإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم. بالإضافة لتأثيرها الخطير على الجانب الصحي والنفسي والعقلي وتأثيرها على الجانب الدراسي على أبنائنا كما أنها تساهم في انتشار الجرائم وتسهيل تعليم أبنائنا استخدام الأسلحة المختلفة
كل هذا تقف وراءه منظمات عالمية مشبوهة غايتها نشر العبثية وتدمير الأسرة والمجتمع والأمة للسيطرة عليه وذلك علينا تدارك الجهود وتظافرها للمضي بأبنائنا نحو بر الأمان في يسر وخير بالاجتماع والاتحاد وإيجاد البدائل المختلفة التي سنطرحها بشكل منهجي عملي.
وأول هذه الحلول:
1_ وجود رقابة أسرية على مختلف الألعاب الالكترونية التي يتم تحميلها من قبل الأبناء.
2 _ التواصل الدائم بين الوالدين وأبنائهم وتوفير جو أسري مناسب يسوده الحوار مع الأبناء وإرشادهم والتقرب منهم.
3_ منع مختلف الألعاب التي تسبب خطرا أو رموزا منافية أو معادية أو تعدي على مختلف يتواجد فيها محظورات ومنعها من التحميل عبر الحماية تقنية وتوفير الرقابة الأبوية.
4_إيجاد الألعاب البديلة من طرف الخبراء والمتخصصين والمهندسين التي تستعمل في تكوين شخصية الطفل وربطه بمحيطه الإسلامي وهو يمثل مستقبلا رحبا الدعوة إلى الله ليس فقط لأبنائنا بل حتى عبر الدعوة إلى دين الإسلام عبر مختلف الألعاب التي يلجأ إليها حتى غير المسلم لكونها توائم الفكرة السليمة والواقع الصحيح.
5_ الخروج من الواقع الالكتروني الافتراضي إلى الواقع المعاش من طرف الأسرة عبر حلول بديلة بتعليمه القرآن وحلقات الذكر وربطه المدارس القرآنية وتعليم اللغات ومختلف الرياضات التي تساهم في تكوين شخصية الطفل ذهنيا وبدنيا وذلك ببرنامج عملي متكامل يبني شخصيته ويؤطرها.
وأخيرا فإن أبناءنا هم ثمرة فؤادنا وما نغرسه اليوم سنجني ثماره غدا والاهتمام بأبنائنا فرصة لنا تنتظرنا إذا ضيعناها لن تعود .
وقد يكون الهاتف الذي يعطيه الأب أو الأم لأبنائهم بمثابة التخلص منهم في لحظات قليلة لكنه بمثابة احتسائه السم بجرعات خفيفة متواصلة حتى إذا زاد الأمر واستمر صار بمثابة إدمان والإدمان يتحول إلى شره ثم إلى كائن آخر لأنها ستكون بمثابة مخدرات رقمية يصعب التخلص منها لذلك كان من الواجب التنبيه إلى هذا الخطر قصد إيجاد مختلف الحلول والبدائل ولئن غفلنا اليوم وتناسينا أو أهملنا فسنجني غدا ثمرته جيلا مخدرا غائبا وأمة ضعيفة تعاني الذل والهوان وانتظروا إني معكم من المنتظرين.