مدراس جمعية العلماء النموذجية بولاية عنابة : مدرسة العتيق القرآنية أمّ النماذج
هكذا وصف الأستاذ محمد الهادي الحسني مدرسة العتيق التي حظيت بزيارته العام الفارط، كما زار المدرسة أيضا عدد من العلماء والمفكرين والمثقفين على رأسهم الشيخ الرئيس عبد الرزاق قسوم الذي وصفها بأنّها تنافس كبريات المدارس العالمية.
والعتيق هو أبوبكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، تسمّت المدرسة باسمه تيمنا بسبقه وسابقته، فهو الصاحب الأول والخليفة الأول، كما استلهمت المدرسة خطتها من تراث أئمة الجمعية، وعلى رأسهم الشيخ البشير الإبراهيمي الذي رسم الخطوط العريضة والتفصيلية للعملية التربوية من منظور علمي رصين حقيق به أن يُفرد ويخصّ بالدراسة.
تتميز مدرسة العتيق بطابعها الجامع بين الأصالة والعصرنة، فهي صالحةٌ فعلا بأن تكون أنموذجا قابلا للتعميم على الرغم من صغر مساحتها. فالمدرسة مجهزة بما يجب ويستحب من وسائل بيداغوجية، وتقنيات حديثة تُسهّل الإدارة والتسيير، وخيرٌ منه فريق العمل القائم عليها.
هذا الفريق مقسّم إلى إدارةٍ وهيئة تدريس تقوم على تقريب مقررات المدرسة مراعيةً الفصل بين الجنسين، إذ لكلّ جنس فرع خاص به (فرعٌ للأناث وآخر للذكور)، يشرف على كلّ فرع رئيس ومفتش، يقدمون بصفة دورية تقارير تعتبر المادة الأولى للتقرير المالي والأدبي الواجب تقديمه كلّ ثلاثة أشهر.
كما أنشأت المدرسة قسما خاصّا بالأنشطة العلمية والثقافية يقوم على تكميل برامج المدرسة بأنشطةٍ مرافقةٍ كالدورات والأنشطة الموسمية والخرجات البيداغوجية للأطفال ونحوها.
هذا الجهاز المادي والمعنوي استقطب عددا كبيرا من الطلبة من داخل الولاية وخارجها، وأنتج في وقت قصير ستة حفظة لكتاب الله بمختلف الروايات، من بينهم أصغر حافظ في مدينة عنابة وهو العتيق الصغير: عبد النور غسول.
للمدرسة أمل كبير في الله سبحانه بأنْ ييسّر لها بناء برج قرآني يستوعب برامجها المستقبلية، وقد شرعت في ما يلزم من إجراءات، سدد الله الخطى وبارك في الجهود.