ملف

رجال جمعية العلماء والثورة التحريرية مجالات الإسهام وطبيعة التأثير

د. محمد بن ساعو */

لقد شكّلت ثنائية الإصلاح والثورة فلسفة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (1931-1956)، فكانت المحطة الأولى أن أسست الجمعية لثورة ثقافية وبوسائل وأدوات حداثية انطلاقا من تصوراتها للقضية الوطنية والواقع الاجتماعي والديني والثقافي الذي يعيشه المجتمع الجزائري، بعد مرور مئوية من السياسة الفرنسية الساعية إلى تدجينه وتشويهه ومسخه. تلخص لنا مقولة محمد البشير الإبراهيمي -ثاني رئيس للجمعية بعد وفاة عبد الحميد بن باديس- رؤية الجمعية في إطار مشروعها الإصلاحي:”مبدأ جمعية العلماء يرمي إلى غاية جليلة، فالمبدأ هو العلم، والغاية هي تحرير الشعب الجزائري، والتحرير في نظرها قسمان: تحرير العقول والأرواح، وتحرير الأبدان والأوطان، والأول أصل للثاني، فإذا لم تتحرر العقول والأرواح –من الأوهام في الدين وفي الدنيا- كان تحرير الأبدان من العبودية والأوطان من الاحتلال متعذرا أو متعسرا، حتى إذا تم شيء منه اليوم ضاع غدا لأنه بناء على غير أساس، والمتوهم ليس له أمل فلا يرجى منه عمل”.

على الرغم من أن الجمعية إصلاحية تربوية تهذيبية، إلا أن ميولها السياسية كانت واضحة، لأنها تعاطت مع الوضع السياسي القائم وحاولت أن تكون رقما مؤثرا في الحياة السياسية لا كطرف سياسي بقدر ما راهنت على جمع أطياف الحركة الوطنية والتقريب بينها ومشاركتها في محطات العمل المشترك.
وبعيدا عن مواقف جمعية العلماء من الثورة التحريرية سواء المواقف الرسمية أو الفردية، والتي تحتاج فرصا أخرى لبيانها، سأحاول من خلال هذه المداخلة الوقوف عند إسهامات بعض رجال الجمعية في الثورة، مع التنبيه إلى أن مصطلح رجال الجمعية قد ينطبق أحيانا على تلامذتها والمنتسبين إليها، فضلا عن قادتها وشيوخها. كما أنه يجدر بنا الحديث عن إسهام الجمعية في تهيئة أرضية الثورة، فتأثير الجمعية في الطلبة الذين درسوا بمدارسها كان جليا، لذلك يقول محمد البشير الإبراهيمي: “ولو سلكنا سبيلا غير الذي سلكناه في إيقاظ الأمة وتوجيهها في السبيل المستوي لما قامت هذه الثورة الجارفة في الجزائر…”.
وقبل ذلك، حري بنا الإشارة إلى أن بعض التقارير الصادرة عن الإدارة الفرنسية قبل الثورة التحريرية قد أشارت ونبهت إلى الخطورة التي تشكلها جمعية العلماء على المشروع الاستعماري، كما تتبعت بكثير من الدقة تحركات قيادتها داخل وخارج الوطن. ويتأتى هذا التوجس من الرؤية التي يحملها مشروع الجمعية القائم على مفاهيم تحررية –مهما كانت صفتها- وهو ما اعتبرته السلطات تهديدا مباشرا لوجودها، أو على الأقل عقبة في وجهها.
يمكن تتبع مجالات إسهام رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والمحسوبين عليها تكوينا وعضوية في الثورة التحريرية 1954-1962 من الآتي:

1- المساهمة الميدانية:
لعبت الجمعية دورا مهما في إعداد رجالات الثورة الذين كانوا من خريجي مدارسها، خاصة وأن الكثير من رجال الإصلاح كانوا وقودا للثورة طوال سنواتها، ومن جملة زعماء وشهداء الثورة الذين كانوا في مدارس الجمعية: مصطفى بن بولعيد (من مديري مدارسها) ، محمد العربي بن مهيدي أحد تلامذتها بمدرسة التربية والتعليم ببسكرة، آيت حمودة عميروش كان شديد الصلة بالجمعية وبشعبها في فرنسا حيث كان داعما لحركة الإصلاح ومساهما في نشاطاتها.
ومن رجالات الثورة أيضا الذين تلقوا تعليمهم في مدارس الجمعية لعموري محمد الذي تخرج من معهد ابن باديس بقسنطينة وارتقى لمنصب قائد الولاية الأولى بين 1957-1958، ومنهم أيضا أبو بكر بن عبد الله مسعودي، وعبد اللطيف رحال الذي بدأ نضاله مع أحباب البيان والحرية ثم تحول إلى جمعية العلماء، والتحق بالثورة وهو لا يزال طالبا، حيث أسندت له مسؤوليات سياسية وعسكرية، ثم عينته قيادة الثورة عضوا في الهيئة التنفيذية المكلفة بإدارة الشؤون الإدارية وتسليم السلطات عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار.
فضلا عن قوافل الشهداء الذين ترعرعوا في مدارس الجمعية، وتقلدوا المسؤوليات الإدارية والتربوية في مؤسساتها على غرار الأديب الشهيد أحمد رضا حوحو الذي كان مديرا لمدرسة التربية والتعليم الإسلامية بقسنطينة، والربيع بوشامة نشأ على صحف ومنشورات الجمعية وتقلّد مناصب تربوية فيها.
واستشهد من رجال الجمعية أيضا: عبد الكريم العقون، شاعر ومدير مدرسة تليملي بالعاصمة، والصديق بوشاشي (من قلعة بني عباس) الذي كان مراقبا لدار الطلبة بمعهد بن باديس بقسنطينة، ومحمد الأمين سلطاني، والشيخ صالح بوذراع، ومحمد الزاهي المليلي.
اعتقل وسجن الكثير من أعضاء الجمعية بسبب مواقفهم من الثورة ومساهمتهم فيها ـ مثل الأستاذ عبد القادر الياجوري الذي كان في معتقل بوسوي إلى جانب محمد الصالح بن عتيق، والشيخ السعيد الصالحي والجيلالي الفارسي وحمزة بوكوشة.
تعرض الكثير من رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى الاغتيال من طرف القوات الاستعمارية، كأحمد بوشمال الذي كان أول من طبع بطاقات التعريف لجيش التحرير في مطبعة الشهاب بقسنطينة التابعة لجمعية العلماء، ومحمد العدوي الذين اختطف واغتيل عام 1956، والأمين العمودي الذي ساهم في تحرير التقرير الذي عرضته الجبهة في الأمم المتحدة، والربيع بوشامة الذي بدأت اتصالاته مع عميروش منذ 1955 لسابق معرفته به أيام كانا منتميين إلى خلية جمعية العلماء في باريس.
زودت الجمعية الثورة بقادة عسكريين أشهرهم: قتال الوردي بالولاية الأولى، والعقيد محمد الصالح يحياوي الذي أصبح عضوا في قيادة أركان الولاية الأولى، والرائد إبراهيم مزهودي الذي عمل مساعدا لزيغود يوسف، وساهم في تجنيد الكثير من شيوخ وطلبة الجمعية، حضر مؤتمر الصومام. ومن كبار القادة العسكريين المحسوبين على الجمعية عمار ملاح والعقيد الهاشمي هجرس، مسؤول المحافظة السياسية لقيادة الأركان سنة 1960، وصالح بن حميود، وبن رابح علي، الذي عين في بداية 1960 عضوا بمجلس المنطقة السادسة.

2- الجانب القضائي:
بناء على تكوينهم الديني في الغالب، فقد تولى بعض أعضاء وأساتذة جمعية العلماء مناصب قضائية في التنظيمات التي أرستها جبهة التحرير، والتي أصبحت بديلا عن المؤسسات القضائية الفرنسية التي منعت جبهة التحرير الجزائريين من اللجوء إليها لفض نزاعاتهم ومشاكلهم، ومن رجال الجمعية الذين أصبحوا قضاة نذكر المجاهد حسين أحمد، ومحمد الصالح رمضان الذي كان عضوا بالمحكمة المدنية لجبهة التحرير بالجزائر العاصمة، وأحمد قادري المناضل والأستاذ في جمعية العلماء الذي اختاره عميروش لتولي مصلحة الأوقاف والفتوى وعيّنه عضوا في مجلس قيادة الولاية الثالثة، وكان يلازمه دائما، والشهيد محمد بن ربيع الذي عينته جبهة التحرير قاضيا شرعيا في الناحية الثالثة من المنطقة الأولى للولاية الرابعة، إضافة إلى المجاهد قادة محمد الصغير الذي تولى مهام قضائية في جبهة التحرير.
وكانت القضايا التي يتكفل بها قضاة جبهة التحرير تتعلق بتحرير العقود والتعليم والفتوى والإمامة والأحوال الشخصية والمواريث والنزاعات الأسرية والعقارية، ويستند القضاة إلى سلم عقوبات مقسم إلى درجات حسب طبيعة المخالفة.

3- الجانب الدعائي:
الفصاحة وقوة التأثير التي تميز بها بعض أعضاء الجمعية، ساهمت في نشر الوعي الثوري وروح الانضباط والصبر على التضحية في أوساط الجماهير الشعبية وكتائب جيش التحرير على السواء، ومثال ذلك عبد الحفيظ أمقران الذي كان يلقب بخطيب الولاية الثالثة، لأن تعبئة الجماهير هي أفضل وسيلة لتقليل الضحايا واختصار الوقت وبلوغ الهدف.
وفي فرنسا ساهم رجال الجمعية في توعية المهاجرين، من خلال التعريف بالثورة وأهدافها، لزيادة الدعم لها في عقر دار الاستعمار، ومن الأسماء التي اضطلعت بهذه المهمة عمر دردور الذي تنقل لهذا الهدف بين المدن الفرنسية (جويلية 1955-جانفي 1956). والأهم من ذلك أن تأييد الإبراهيمي للكفاح المسلح، يعتبر بمثابة الفتوى الدينية للجزائريين.

4- تأطير المنظمات الجماهيرية:
ساهم بعض رجال الجمعية في تأطير المنظمات الجماهيرية المساندة لجبهة التحرير الوطني، والتي تجندت ضمن مخططات الجبهة الرامية إلى تحقيق الالتفاف الشعبي حولها، ومن ذلك التركي عباس الذي كان يشرف على جمعية التجار بمدينة الجزائر، وأشرف على تأسيس وقيادة الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين سنة 1956، لكن بسبب التضييق عليه نقل نشاطه إلى تونس.

5- الدعم الإعلامي:
قام المنتسبون لجمعية العلماء بأدوار إعلامية بارزة في صحافة الجبهة والصحافة المساندة للقضية الجزائرية، ومن ذلك تيجاني الهاشمي الذي اشتغل بالإذاعة السرية بالناضور، حيث كان أحد محرريها باللغة الفرنسية، وعبد الرحمن شيبان الذي عمل محررا بجريدة المقاومة في طبعتها التونسية ثم المجاهد وساهم في تحرير نداءين للشعب الجزائري يدعوه للالتحاق بالثورة وذلك في 12 فيفري 1955 و11 مارس 1955، إضافة إلى علي مرحوم الذي كان يعدّ برنامج صوت الجزائر في إذاعتي تطوان وطنجة إلى غاية الاستقلال، ومحمد الميلي الذي كان عضوا في لجنة تحرير جريدة المقاومة ثم المجاهد، كما كان محمد الصالح الصديق محررا في جريدة المقاومة.
وتكفل عبد الحفيظ أمقران بالإذاعة السرية للولاية الثالثة –بغابة أكفادو-، حيث يقدّم عبر أمواجها حصصا إذاعية باللغات الثلاث: الأمازيغية، العربية والفرنسية، وكان تأسيس هذه الإذاعة خلال الذكرى الثانية لمؤتمر الصومام، في سنة 1958.
ناهيك عن بعض المساهمات في البصائر، التي كانت منبرا إعلاميا فضح بعض الأساليب الاستعمارية في قمع الثورة التحريرية، وكانت تنقل أخبار الثورة وعملياتها العسكرية وانتصاراتها.

6- الوساطة وتسوية الخلافات:
عمل بعض رجال الجمعية على وأد الخلافات التي نشبت بين قادة الثورة، على غرار ما حدث بين عبان رمضان وكريم بلقاسم، فقد حاول البشير الإبراهيمي إقناع عبان رمضان بعدم جدوى مواجهة كريم بلقاسم وضرورة التهدئة معه، لكن فيما يبدو أن عبان رمضان لم يأخذ بنصيحة الإبراهيمي، كما أن إبراهيم مزهودي عيّن ضمن المجموعة التي حاولت تسوية الخلاف الذي نشب بين قيادات الثورة في المنطقة الأولى أوراس النمامشة.

7- الاتصالات:
ساهم أعضاء جمعية العلماء في ضمان الاتصال داخل هياكل جبهة وجيش التحرير، فالأستاذ مصطفى بوغابة -الأستاذا بمعهد ابن باديس بقسنطينة-، انضم إلى جبهة التحرير الوطني في قسنطينة وتولى مهمة ربط الاتصال بين قيادة الثورة ورجال الجمعية بمعهد ابن باديس خلفا لإبراهيم مزهودي، كما قام بتحضير طلبة المعهد للالتحاق بالثورة، ولعب دورا هاما في المجال التنظيمي بالولاية الثانية.
وكانت مؤسسات الجمعية من مدارس ومكاتب وإدارات تقوم بدورها لصالح الثورة، وفي هذا يقول الشيخ أحمد حماني:”من عام 1955 تحملت مسؤولية جمعية العلماء في الاتصال بالولايات، وقد شهد العقيد ابن طوبال أن الانقطاع قد تم تقريبا (عاما كاملا) حتى أعاده إبراهيم مزهودي والشهيد رشيد عمارة، وكان الانطلاق لهذا الاتصال هو معهد بن باديس في قسنطينة يمثّله بوغابة وفي عنابة سي الذيب، وفي شاطودان سليمان بشنون، في سطيف باقي بوعلام، وفي برج بوعريريج العربي سعدون، وفي الجزائر أحمد حماني الذي ساهم أيضا في ربط الاتصال بين قيادة الشمال القسنطيني وعبان رمضان منذ بداية 1956، وهؤلاء كلهم كانوا يباشرون العمل بين 1955-1956، كما أن أمين مال الجمعية الشيخ عبد اللطيف سلطاني كان في الجزائر”.

8- الدعم الدبلوماسي:
الدعم الدبلوماسي الذي ساهمت به إطارات جمعية العلماء بعد انضمامها للثورة كان فعالا خاصة في الدول العربية والاسلامية التي كانت ترتبط بها الجمعية بعلاقات وطيدة منذ تأسيسها من خلال البعثات الطلابية والعلاقات بين الحركات الإصلاحية المنتشرة في ربوعها، لذلك كانت استراتيجية الجبهة ترمي لاستغلال هذا الحضور في دعم الدول العربية والإسلامية للثورة من خلال الاعتماد على رجال الجمعية كمبعوثين وديبلوماسيين للقيام بهذه المهمة، حيث أثبتوا نجاحهم من خلال الدعم المادي والدبلوماسي العربي والإسلامي للثورة التحريرية.
وفضلا عن الأسماء المعروفة في جمعية العلماء التي ساهمت في هذا المسعى، هناك شخصيات جمعوية كثيرة نشطت في مجال حشد الدعم العربي والإسلامي للثورة التحريرية أيضا أمثال سعدي الطاهر حراث الذي أوفدته الجبهة إلى تونس بعد أن تولى تجنيد الطلبة وربط الاتصال بين الولايات إلى غاية جويلية 1957، وأحمد بودا ممثل جبهة التحرير الوطني في طرابلس، والعباس بن الشيخ الحسين الذي كان ممثلا لها في المملكة السعودية منذ 1958، والشيخ خير الدين في الرباط، وعمر دردور الذي انضم إلى الوفد الخارجي للجبهة في القاهرة تم تونس.
أما محمد الغسيري فقد عيِّن على رأس مكتب جبهة التحرير بدمشق عند تأسيسه سنة 1956، وعبد الرحمن شيبان الذي كان ضمن الوفد الممثل لجبهة التحرير في طرابلس وتونس.

9- الجانب التعليمي والتربوي:
شكل المنتسبون لجمعية العلماء عصب المدارس التي كانت تابعة لجبهة التحرير الوطني حيث تقلدوا فيها مناصب تربوية، ليس في داخل الوطن فقط بل حتى خارجه من خلال قيامهم بتأطير المدارس الخاصة باللاجئين خاصة في تونس والمغرب، فرغم أن الجزائر تعيش ظروفا صعبة إلا أن الجبهة لم تهمل التعليم، حيث استغلت المؤسسات التعليمية التقليدية كالمدارس القرآنية والكتاتيب والمساجد والزوايا، وعيّنت لها المعلمين، كما تم تأطير المساجين والمعتقلين من خلال تقديم الدروس وفق برنامج تعليمي متنوع يشمل العلوم اللغوية والدينية والرياضيات والجغرافيا..، وتشجيع المطالعة، وقد تولى هذه المهمة عدد من أعضاء وخريجي الجمعية الذين قضوا بعض الفترات في السجون مثل أحمد حماني الذي تنقل بين عدة سجون في شرق البلاد.
لا شك أن لحظة نوفمبر لم تأت من فراغ، بل كانت نتاج تراكم نضالي على مدى عقود طويلة، بداية بالمقاومة الشعبية المسلحة مرورا بنشاط الحركة الوطنية بمختلف تياراتها واتجاهاتها، وكل هذه التجارب النضالية صنعت الطريق نحو الحرية، ولا يمكن القفز على البدايات في الحكم على النتائج. خاصة أن لكل تيار وتوجه مساهمته الخاصة في هذا المسار… هكذا كانت مسيرة التحرر في الجزائر.
ملاحظة: للموضوع مراجع.

* جامعة سطيف2.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com