متابعات وتغطيات

الملتقى الوطني الافتراضي الأول ”تعليمية العلوم واللغات في الجزائر – الواقع والآفاق”

د. عاشور توامة/

 

نظمت المدرسة العليا للأساتذة الفريق المجاهد أحمد قايد صالح ببوسعادة يومي 19 و20 نوفمبر 2022م ملتقى وطنيا افتراضيا برئاسة الدكتور عاشور توامة، وبإشراف السيد مدير المدرسة الأستاذ الدكتور والي دهيمي، الرئيس الشرفي لهذا الملتقى الوطني الافتراضي الأول الموسوم : ”تعليمية العلوم واللغات في الجزائر -الواقع والآفاق” الذي لم يدخر جهدا في دعم هذا الملتقى معنويا وماديا… فضلا عن الدور المنوط الذي قامت به اللجنة العلمية برئاسة د. عبد الوحيد منادي، واللجنة التنظيمية برئاسة د. أحمد عباسي، والطاقم الإداري وخلية الإعلام الآلي والاتصال ممثلة في المهندسين كريم عزوز وسليم يرمش ولمين مقراني وحكيم توامة؛ الذين أسهموا في التحضير والتنسيق والتنظيم لهذا هذا الملتقى حيث تجاوزت عدد مداخلاته أكثر من مئة مداخلة أعدها باحثون ومختصون أكفاء من مختلف الجامعات والمدارس الوطنية والمراكز البحثية، أمثال المترجمة البروفيسور نفيسة موفق من جامعة الجزائر (2)، والمترجمة البروفيسور ياسمينة بن برينيس من جامعة وهران، والناقدة القديرة د. علجية مودع من جامعة تيبازة، والشاعر المتألق البروفيسور طارق ثابت، والروائي الدكتور محمد بن الربيع والبروفيسور زهور شتوح والدكتور نوري خذري من جامعة باتنة، والدكتور عز الدين عبد الدائم والدكتور يوسف بوراس من جامعة المسيلة، والدكتورة وهيبة بوربعين من جامعة عين تموشنت، والدكتور ضياء الدين بن فردية من جامعة ورقلة، والبروفيسور دلال وشن من جامعة الوادي، والدكتورة جميلة بكاي من جامعة المدية، ود. محمد مغناجي ود. سهام سديرة من المدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة، ود. سمير معزوزن ود. ناصر بعداش من جامعة ميلة، ود. وفاء مناصري من جامعة البيض، ود. فاطمة بقدي من جامعة الجزائر (3)، ود. سامية بن زروق من جامعة بومرداس، ود. كلتوم درقاوي من المعهد الوطني للبحث في التربية، والبروفيسور صالح فايد، والبروفيسور رابح بلواضح ود. إبراهيم زيان، ود. محمد الأمين بن داود، ود. لمين بن قويدر ود. حمزة شبيرة ود. عمر غرباوي، والبروفيسور علي بولنوار، ود. لخضر حليتيم، ود. عبد القادر سعدي، ود. خليف مهديد، ود. الطاهر شارف، ود. سمير ربوزي، ود. عبد العزيز نقبيل من المدرسة العليا للأساتذة ببوسعادة.
وقد شملت هذه المداخلات والأبحاث أهم التخصصات في مجالي العلوم واللغات؛ كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والإعلام الآلي والشبكة العنكبوتية والذكاء الاصطناعي والتعليم عن بعد وعلم النفس والديداكتيك وعلوم التربية والأدب الرقمي واللغة العربية وعلم العروض والعلوم الإسلامية والفرنسية والإنجليزية وغيرها من التخصصات العلمية الأخرى، حيث عكف على انتخاب هذه الملخصات والأبحاث زمرة من الأساتذة المختصين في اللجنة العلمية والهيأة الاستشارية للملتقى؛ من أمثال البروفيسور حبيب مونسي والبروفيسور رشيد كوراد والبروفيسور نور الدين السد والبروفيسور حميد علاوي والبروفيسور حمزة قريرة فلهم جزيل الشكر وكبير التقدير وعظيم الامتنان.
وقد جاء في كلمة رئيس الملتقى الدكتور عاشور توامة أستاذ النقد المعاصر في المدرسة العليا للأساتذة ببوسعادة: ” أيها الباحثون الأكارم لاشك أنكم على وعي تام بأن التعليم عموما وبالأخص التعليم الجامعي ذو مكانة رائدة لدى مختلف الدول والمجتمعات المتحضرة، وقد أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي البروفيسور كمال بداري في أكثر من مناسبة بأن الجامعة قاطرة حقيقية للنهوض بالاقتصاد الوطني، وذلك من خلال ربطها بمحيطها الاقتصادي والاجتماعي عبر جملة من الإجراءات من أهمها؛ مراجعة خارطة التكوينات التي تتماشى ومتطلبات سوق العمل وخلق الثروة وتشجيع الابتكار…
فالتحديات الراهنة المفروضة على التعليم تستدعي تكاثف الجهود ومنها الرفع من أداء المنظومة التربوية والتكوين والتعليم العالي؛ أي لا بد من إيجاد استراتيجية تُعنى بالتربية والتكوين وضرورة الإفادة من مستجدات التعليم العالي العالمي، وتحديث الطرق البيداغوجية والمقاربات التكوينية للمكونين، وتعديل برامج التدريس وتهيئة الظروف المواتية للعملية التعلمية التي أساسها المتعلم، الذي وجب أن يكون فاعلا محوريا ومنتجا اجتماعيا واقتصاديا في دفع عجلة التنمية المستديمة”.
ويضيف رئيس الملتقى: ” إن الاستثمار الأمثل والأنجع في الإنسان، حيث إن نتائجَه منعكسةٌ على المجتمع والمؤسسات وتتحقق من خلال نوعية المعارف والمكتسبات التي يتلقاها المتعلمون، لذلك تقاس جودة التعليم لأمة من الأمم بمدى استثمارها في التعليم وتحكّمها في عملية التنظيم التربوي، إذ يعدّ أهم مؤشر على تقدمها أو تخلفها عن الركب الحضاري والتنمية المستديمة، ولا ريب أن نجاعة منظومة التربية والتعليم في الجزائر مرتبطة بجودة التعليم والبحث العلمي، وإعداد الأساتذة المكونين الذّين يجب أن تتوافر فيهم المهارات العلمية وجودة الأداءات البيداغوجية، حتى يؤدون رسالتهم النبيلة على أكمل وجه ووفق كفاية منهجية مدروسة وشروط علمية رصينة، تنعكس سلوكا وعلما وفكرا على تلاميذ وطلبة متميزين عبر مختلف الأطوار التعليمية، علاوة على إكسابهم معارف فعليّة يستطيعون من خلالها تكييف سلوكاتهم، وتنظيم تفكيرهم ذاتيا وجماعيا، عن طريق التواصل والتعاون مع أقرانهم المتعلمين.
وفي الأخير يقول رئيس الملتقى: د. عاشور توامة: ”إن هذا الملتقى الوطني يهدف إلى البحث عن معايير اختيار المقاربات النظرية التعليمية الجديدة التي تضمن الجودة والكفاءة، وتحديد الإجراءات التطبيقية لتفعيل العملية التعليمية طبقا لرؤية سوسيو-ثقافية معرفية، تسهم في بناء شخصية علمية متوازنة ومتفردة، واكتساب آليات جديدة تساعد المدرس الجزائري على ممارسة مهامه التعليمية النبيلة على أكمل وجه، كما يهدف الملتقى إلى الإفادة من عطاءات ومستجدات القضايا التعليمية والتربوية المعاصرة، وإبراز أهمية وأهداف المقاربات التعلمية الحديثة، واستجلاء الأبعاد النفسية والاجتماعية للتربية والتعليم في الجزائر، فضلا عن اكتشاف أنجع مهارات التدريس والمقاربات البيداغوجية وكيفية التحكم فيها، مع ضمان تكوين يتوافق مع السياسة الاقتصادية للبلاد وتشجيع الابتكار وخلق الثروة”.
وقد خلص الملتقى إلى عدة توصيات ومقترحات من قبل الباحثين الذين قدموا أوراقا بحثية متميزة خلال اليومين يمكن رصدها في النقاط الآتية:
1- تعزيز عملية التعلم التي تحدث نتيجة التفاعل بين بيئة التعلم بما تتضمنه من مناهج وطرق تدريس وأنشطة ووسائل وبين استعدادات المتعلم وقدراته العقلية وسماته الشخصية الأخرى.
2- اعتماد نظرية الملكات التي تعتمد على التخطيط المستقبلي والاندماج المتكامل، والتدبير المعقلن، واستكشاف الملكات الأساسية والنوعية لدى المتعلم.
3- ضرورة الاهتمام أكثر بالوسائل التعليمية وانتقاء أفضلها وجودها لخدمة المتعلم والعملية التعليمية ككل.
4- الحرص على كل ما يتعلق بالعملية التعليمية ومختلف أطرافها.
5- الحرص على تطوير الوسائل التعليمية وبالخصوص الكتاب المدرسي وإعادة النظر في مادته العلمية والمعرفية.
6- ضرورة تكوين المدرسين في استعمال طرائق التعليم الناشطة المناسبة للمقاربات بالكفايات؛ لأن كفاية المعلم أسبق من كفاية المتعلم.
7- الاعتماد علي التقويم الذي يصف سلوك المتعلم وصفا شاملا من أجل تشخيص جوانب القوة والضعف واقتراح أساليب العلاج.
8 – يجب أن تكون الامتحانات مهارية وليست معرفية والأسئلة مفتوحة علي تعدد الإجابات وليست مغلقة.
9- محاولة تجسيد ما جاء في منهج المقاربة بالكفاءات من أهداف ومضامين في الواقع المدرسي.
10- ترغيب المدرسين في التقويم الذاتي لديهم، ومواكبة التطورات والمستجدات التعليمية وتحسين مستواهم باستمرار .
11- عقد أيام تكوينية دورية جادة وهادفة لفائدة المدرسين؛ لفهم محتوى المنهاج وأهدافه ومراميه، وإشراكهم في عملية تقويم المنهاج وتعديله وتطويره واختيار الأكفاء من الأساتذة.
12- ضرورة العمل على تحديد سلبيات التعليم عن بعد والتخلص منها قبل اعتماده بشكل أساسي في التعليم.
13- وضع مختلف الأساليب والتقنيات الإجرائية وطرق التدريس المناسبة في التعلم التعاوني التشاركي.
14- توفير مختلف المعلومات بحسب ما يتناسب مع الوسائل الالكترونية ومتطلبات كل مرحلة تعليمية.
15- الاستفادة من مقياس التعليمية بشقه التطبيقي على مستويي الليسانس والماستر، وشقه النظري المحض على مستوى الدكتوراه.
16- طرح التعليمية بصفة ترفع اللبس عن الطالب، وتفادي تقديمها بشكل تجريدي يشتت ذهنه ويدخله في متاهات لا قبل له بها.
17- تأسيس قاعدة لحفظ بيانات كل ما يخص البحث التوثيقي والمصطلحي لتسهيل عملية ترجمة النصوص المتخصصة.
18- عقد عدة ورشات وأيام تكوينية دوريا حول:
* كيفية إعداد الجذاذة المصطلحية والجذاذة التوثيقية.
* الاهتمام بلغات الاختصاص لاسيما عند النقل إلى اللغة العربية .
19- التنويع في طرق التعليم وإعطاء فرصة للمتعلمين للتفاعل في الصف الدراسي .
20- ترقية هذا الملتقي الوطني الافتراضي إلى مؤتمر دولي حضوري وباللغات العربية والفرنسية والروسية والإنجليزية وبطبعات متتالية انطلاقا من العام القادم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com