الحدث

تحت عنوان: «نعم للجزائر علماؤها»: وسام العالم الجزائري في طبعته الثالثة عشر 2022: تكريم ثلاثة من علماء الجزائر

تغطية: ع. قلاتي/

أقامت يوم السبت 24 ربيع الثاني 1444هـ الموافق لـ19نوفمبر، مؤسسة وسام العالم الطبعة الثالثة عشر (2022) حفلاً لتكريم ثلاثة من علماء الجزائر المشهود لهود لهم بالتميز في تخصصات علمية وهم: البروفيسور يوسف منتالشيته، والدكتورة نشيدة قصباجي مرزوق، والدكتور نعيمة بن كاري، وقد شهد الحفل حضوراً متميزاً من وزراء وأساتذة وطلاب جامعات، اكتضت بهم قاعدة المركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال».

افتتح الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم قرأها الشيخ المقرئ «رابح زرقين»، ليقف الجميع بعدها لأداء النشيد الوطني الجزائري في مشهد مهيب والحناجر تردد: «وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر…. فاشهدوا»، وقدم منشط الحفل الأستاذ قاسم باحماني الراعي كلمة ترحبيبة افتتاحية موضحاً فيها أهداف وسام العالم الجزائري ومشيداً بالوطن الأبي الذي ما فتأ ينجب العلماء والنوابغ، ثمّ شاهد الحضور فيديو تعريفي لكرونولوجيا الوسام منذ تأسيسه بكلمات ملهمة قوية للعلماء المتوّجين في مختلف الطبعات السابقة، ثم أعطيت الكلمة للدكتور محمد باباعمي «المشرف العام على مؤسسة وسام العالم الجزائري» مبيّنا فيها ضرورة العمل من أجل هذا الوطن الذي يستعدي الجميع ليكون يدا له، لأنّه غال علينا وجل العلماء المكرمين ولودوا في شهر نوفمبر شهر البطولات والثورة، والجزائر ستصنع التاريخ بمثل هذه المبادرات النبيلة، ومقتبسا من مقولة المكرم البروفيسور يوسف منتالشتة «إن الحروب القادمة ستحسم نتائجها في المخابر وليس في أرض المعركة» قائلا: إنّ الجزائر لن تموت وإنّنا سنواصل التاريخ ورجال المستقبل هم الجزائريون جميعا،.وتوقف عند الأهداف التي تسعى إليها مؤسسة وسام العالم، موضحا لماذا وقع الاختيار هذه السنة على هذه الأسماء.
ثم صعد إلى المنصة العالمان المكرمان في طبعات سابقة: الدكتورعبد النبي بن عيسى، والدكتور محمد بولنوار زيان ليرحّبا بعلماء الجزائر في طبعة وسام العالم لهذه السنة(2022) ويقدمان ثنائية بديعة للعالم القدوة بمسيرته العلمية وبكلماته العميقة…


فيديوهات تعريفية
شاهد الحاضرون الكرام فيديو تعريفي للعالمة المكرمة الدكتورة «نشيدة قصباجي التي ولدت في مثل هذا اليوم من عام 1958م في حي عميروش بالجزائر العاصمة وتوقف الفيديو عند شهادات حولها من العاملين معها والعارفين بجهودها، ومن عائلتها المتكاملة خاصة زوجها الكريم البروفيسور مصطفى مرزوق، وتابع الفيديو مختلف محطاتها العلمية التي مكنتها من إنجاز أول خريطة للرياح في الجزائر لتغوص بعدها في البحوث العميقة حول طاقة الرياح كما نالت 9 براءات اختراع في الجزائر حتى باتت ايقونة في تخصص «الطاقات المتجدّدة»، وأصبحت قدوة لكلّ جزائرية في التحصيل العلمي والطموح والتحدي وفي الحرص مع أبنائها للمواصلة في درب طلب العلم وكذا الاشتغال بمختلف المهارات والحرف اليدوية لتحقيق التوازن الذاتي.
«مثلما كان لنا ماض زاهر فأنا أعلم أنه سيكون لدينا مستقبل أكثر زخما… « بهذه الجملة بدأ الفيديو التعريفي بالعالمة «الدكتورة نعيمة بنكاري» التي ولدت في مدينة سطيف عام 1970م، وقد كان الفيديو التعريفي مفعمًا بكلماتها الملهمة وبشهادات العارفين بجهودها وكلّهم شهدوا على تفانيها وتعطّشها للعلم وسعيها في طلبه داخل وخارج الوطن وفي بلدان عدّة وتمسّكها بالتزامها الديني رغم الصعوبات التي كانت تلاقيها حتى استقرت بسلطنة عمان كباحثة مجدّة وأستاذة مقتدرة في جامعة السلطان قابوس فغدت أيقونة فيها في المجال العمراني، وأكّد أفراد عائلتها «الأب والزوج خاصة» والأبناء على حرصها واجتهادها ومرافقتها لأبنائها في درب طلب العلم….
المكرم الثالث وهو البروفيسور يوسف منتالشته صاحب الـ88 سنة الذي يوصف بأبي الاعلام الآلي في الجزائر، بدأ الفيديو الخاص بحياته ومساره العلمي ودوره الريادي في الاعلام الآلي منذ الاستقلال، بعبارة: «إن رُمنا تقدما ورقيا لبلادنا، فالمعلوماتية هي السبيل لذلك»، والذي نشأ وسط أسرة بسيطة مجتهدًا في دراسته مثابرًا وقدوة لزملائه الذين أكدوا على تفانيه في التعلّم وفي دفع أقرانه لاكتساب المعرفة، ثمّ انبرى لتكوين جيل متعلّم يرفع راية الوطن قبيل استقلاله، وأخذ على عاتقه الرفع من مقام الجامعة الجزائرية فكان أول دكتور بالبلاد بعد الاستقلال (1967)، وقد حضر مناقشة رسالته للدكتوراه المفكر الجزائري مالك بن نبي -رحمه الله – ثمّ أسس المدرسة العليا للإعلام الآلي بواد السمار، وعين مستشاراً وخبيراً عالمياً في منظمات عدّة، وكان له الدور الرئيس في ربط الجزائر بالأنترنت وانفجرت بذلك ثورة المعلوماتية في بلادنا لتصل إلى درجات متقدمة ولله الحمد، وكان ذلك عام 1993م.

    
وقد أعطيت -خلال حفل التكريم – كلمات لبعض المسؤولين الذين حضوا الحفل، بدأها السيد بوغالي محمد رئيس المجلس الشعبي الوطني، مشيدا بوسام العالم الجزائري الذي يعتبر مفخرة للجزائر، وقال: وإنّ الوطن الذي يحتفي بعلمائه وطن لا خوف عليه، والسبيل الأوحد لإعادة بناء صرح الأمة التليد هو الاحتفاء بالعلم وأهله… كما ألقى وزير التعليم العالي السيد كمال بداري كلمة أكّد فيها أن الوزارة ستسعى لمرافقة هذه المباردة وستفتح حواراً مثمراً مع مختلف الطاقات الفاعلة خارج الوطن للدفع بعجلة التعليم العالي والبحث العلمي نحو الأمام… ثم تناول الكلمة السيّد ياسين المهدي وليد وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة مشيدا بجودة المواهب الجزائرية ومؤكدا أن الوزارة ستسعى لإبقائها في الجزائر وتحفيزها كي تنهض باقتصاد المعرفة في البلاد.


وختم الحفل بتوزيع الأوسمة على السادة العلماء المكرمين، ثمّ أقيمت ندوة مع العلماء الثلاثة المكرمين برفقة الباحثين الجزائريين الدكتور كريم زغيب والدكتور محمد بورنان ضيوف شرف الطبعة الثالثة عشر لوسام العالم الجزائري.
رسائل للشباب
في كلماتهم التي وجهوها للشباب الجزائري، أجمع المكرمون على أهمية العلم والبحث العلمي، لتنهض بلادنا نهضة حضارية حقيقية، وأنّ مسار النهوض يرتبط أكثر ما يرتبط بالعلم، وما قدموه هم من إنجازات لم تكن إلاّ حلقة من حلقات البحث عن سبل النهوض ببلادنا، التي تزخر بالعلماء والمفكرين الذين يجوبون العالم شرقاً وغرباً يخدمون رسالة العلم والمعرفة، ولم يكن هؤلاء سوى شباب أقبل على الحياة بعزم وحزم، فأكرمه الله بهذه المنح والجوائز، وهذا التكريم ليس إلاّ جائزة لهذا الجهد والإرادة المخلصة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com