أعــــلام الإصلاح والدعــــوة في عزابــــــة
د.وليد بوعديلة*/
سنحاول في هذه السانحة التاريخية والفكرية التعريف ببعض شيوخ وأئمة منطقة عزابة بسكيكدة في الشرق الجزائري، الذين قدموا الخدمات التربوية والدعوية لإصلاح المجتمع سيرا على نهج شيوخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
الأستاذ الشيخ محمد الصالح بن طيار
النضال الوطني والعمل الدعوي
ولد الشيخ بباتنة 1900، ووالده الأخضر بن طيار كان قاضيا شرعيا بمناطق مختلفة منها: عزابة، سوق أهراس، خنشلة.
تتلمذ الإمام على يد الشيخ ابن باديس ورافقه في حركته الإصلاحية، ونال شهادة الكفاءة لوظيفة عادل/موثق، عام 1941، وكانت الفترة بين 1931 و1945 أكثر فترات نشاطه التربوي والاجتماعي في التعليم وإدارة المدارس الحرة وإنشاء الجمعيات الدينية، وتقديم الدروس المسجدية، واستقر لسنوات بعزابة ونشر فيها الفكر الاصلاحي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، من حرص على الأخلاق وتعليم للعربية ومحاربة للخرافات، ومن تلاميذه بعزابة وسوق أهراس نذكر: عبد الرحمن العايب، علي منجلي، عبد الحميد لطرش، محمد الشريف مساعدية.
اعتقل إثر أحداث 8 ماي 1945، ونقل من سجن عزابة إلى سكيكدة، ثم اتجه لميلة، واستقر بها لغاية وفاته، أطلق أسمه على مسجد بها سنة 1984.
أصدرت له دار نوميديا للنشر كتاب «تقييد الدروس المسجدية في السيرة النبوية المحمدية»، 2018 في ثلاثة أجزاء، وكتب الشيخ عبد الرحمن العايب مقدمة الكتاب، وقال عنه: «هو من أولئك الرواد الذين حملوا مشعل الهداية الربانية، والليل مرخي سدوله على هذا الشعب المبتلى بأبشع أنواع الاستعباد ووسط الظلم الحالك شق الشيخ طريقه في عالم الإصلاح لا يهادن».
كما قال عنه بأنه يمتلك «الفهم العميق للإسلام، والإدراك الصحيح لمراميه، والقدرة العجيبة على استنطاق نصوصه، واستخراج ما فيها من أحكام وحكم» توفي رحمه الله في 11 أكتوبر 1984.
الشيخ جلواجي محمد واعمر من تلاميذ ابن باديس
الشيخ جلواجي محمد واعمر من شيوخ المسجد العتيق، وهو من المؤسسين للمسجد الجديد، وقد علمنا من أهله، عبر شبكات التواصل، إنه من تلاميذ ابن باديس، وقد درس عنده الشيخ عبد الرحمن العايب كما علمنا من قدماء أهل مدينة عزابة أنه مارس التدريس والإمامة منذ ما قبل بدايات الاستقلال، وتلاميذه الآن سنهم تجاوز الستين عاما، وقد عُرف بمواقفه الرجولية ومساعدة المعوزين، وتواضعه وعلمه الشرعي الكبير.
وهو من أوائل أئمة المدينة وأقدمهم، رفقة الشيخ عبد الله نميري، وعلمنا من بعض من شهد عصره أن اسمه عمر بن جلواح، ويبدو أن عائلات جلواح، جلواحي، جلواج وجلواجي هي في الأصل عائلة واحدة، وإنما الاختلافات(قد) تعود لأسباب تاريخية استعمارية قديمة.
وعندما عدنا لكتاب الدكتور عبد الله الركيبي عن الشاعر الجزائري مبارك جلواح (1908_1943 وهو أصغر إخوته)، وجدناه يتحدث عن رسالة تحصل عليها، وقد أرسلها محمد وعمر جلواح (أي الإمام جلواجي) أخو الشاعر مبارك جلواح، إلى مولود قاسم نايت بلقاسم، (وقد أعطى صورة منها للدكتور ركيبي، وهي مؤرخة في 10 فيفري 1976)، يبدو أنه يقدم فيها بعض المعلومات عن أخيه وتاريخه التعليمي ثم مجهوده الإصلاحي مع جمعية العلماء المسلمين بفرنسا.
كما تحدث الركيبي عن رسالة من ابنة الشاعر مبارك «السيدة مسعودة» تقول بأن لقبهم الحقيقي هو جلواحي.
ومن ثمة فالإمام جلواجي (جلواح أو جلواجي) هو أخ الشاعر مبارك جلواح، وقد ولد مبارك بقلعة بني عباس بسطيف، وذكر الشيخ عبد الرحمان العايب (في كتاب الركيبي) أن أصل العائلة يعود إلى أولاد ماضي بالمسيلة. ووالدهما من تلاميذ الشيخ العالم عبد القادر المجاوي( توفي 1914). وكان يسافر للتجارة، علما أن الأديب مبارك جلواح درس عند ابن باديس، ثم تكفل بنشر الأفكار الإصلاحية واللغة العربية وسط الجالية المسلمة في الثلاثينات من ق 20.
وقرأنا عن الإمام جلواجي محمد وعمر معلومات تقول بأنه كان صاحب مظهر جميل انيق، وصاحب اخلاق فاضلة، وعلم شرعي وفقه ومعرفة بالقرآن وعلومه ولا غرابة في سعة علمه وهو ابن محمد جلواح الذي تتلمذ عند عالم كبير (عبد القادر المجاوي).
الشيخ عبد الرحمن العايب الفقيه الأديب الضرير
هو من مواليد 12 مارس، و1935 يعتبر الشيخ من أعلام المنطقة الذين اشتهروا وبرزوا وقدموا الكثير لها، و كانت لي فرصة الاستماع لكثير من دروسه بالمسجد العتيق، وهي تتميز بالبلاغة والفصاحة والبراعة اللغوية، وكان يقدم الإعراب لبعض الكلمات والجمل من حين لآخر، ويقدم الفوائد اللغوية لجانب المواعظ والتوجيهات الفقهية والمعلومات الشرعية مع بعض الطرافة .
وكان الإمام يسكن بنهج الاستقلال، مقابل منزل عائلة فاضل وبجانب عائلة عيساوي، في الطريق بين فندق الوسيم (المشهور بمسوس) ومدرسة البنات وكان غالبا ما يرافقه المرحوم عبد الوهاب سحاب للمنزل.
وكنت أرافقه أحيانا -زمن التسعينات من ق 20 لقرب سكني من داره، واستفدت من علمه وثقافته وموسوعته اللغوية. وكان ينصح بأن لا يقتصر دارس الأدب على كتب اللغة والبلاغة فقط، وإنما عليه أن يتجاوز هذا لكتب الدين والاهتمام بالسياسة والفكر والتاريخ وغيرها من المعارف.
إنه من الأسماء العلمية الوطنية التي نالت التكريم بتونس بوسام الاستحقاق على يد بورقيبة، وكان حريصا على المرجعية الثقافية والدينية الوطنية، وكان يحضر المناسبات الوطنية المختلفة، وقد قرأ فاتحة الكتاب لكثير من العائلات في المنطقة صباحات يوم الجمعة بالمسجد العتيق.
ونذكر من رواده وتلاميذه وأحبابه الذين يلتقي بهم في المقصورة الشيخ نور الدين عميرة (مدير سابق للشؤون الدينية)، عبد الوهاب سحاب (صحفي بإذاعة سكيكدة) رحمه االله، حميد لعدايسية (أستاذ جامعي وكاتب صحفي)، عزيز بوموس (استاذ ومدير ابتدائية سابق)، السعيد منصوري (أستاذ وإمام)، علي بن ذيب (أستاذ وإمام) وغيرهم من إطارات المدينة ونخبتها وأئمتها، حيث كان يعتمد عليهم في قراءة الكتب المختلفة، في تخصصات النحو والعقائد والمعاملات (…)، ويناقش معهم القضايا الوطنية وانشغالات سكان المنطقة، وقضايا العرب والعالم الإسلامي، ومسائل الفكر والثقافة واللغة، وكان يستقبل أصحاب الأسئلة الفقية واللغوية أيضا في المقصورة.
وكانت له ميولات شعرية وأدبية، وقد اعتمد عليه الدكتور عبد الله الركيبي في معرفة معلومات عن الشاعر مبارك جلواح، كما ذكر في هامش كتابه عن هذا الشاعر الجزائري، كما كتب الإمام عبد الرحمن العايب الشعر العمودي، وقد بحثه الأستاذ حسين منصوري (أستاذ بثانوية قاسيس عبد الرحمن) في دراسة أكاديمية قيمة وهامة بجامعة عنابة.
هذا ما توفر لنا من معلومات عن علم من اعلام عزابة، نقدمه للأجيال الجديدة التي لم تعرفه ولم تسمع دروسه رحمه الله.
تم إطلاق اسمه على المركز الثقافي الإسلامي لمدينة سكيكدة، وعلى مسجد حي بئر فرينة، وكذلك المدرسة القرآنية للمسجد العتيق بمدينة عزابة. توفي رحمه الله يوم 12 نوفمبر1997.
الشيخ عبد الحميد لعدايسية
صوت الاعتدال والوسطية
يعتبر الشيخ الأستاذ الراحل عبد الحميد لعدايسية (وهناك أستاذ آخر له نفس الاسم، ولا نقصده هنا وهو الكاتب الصحفي والأستاذ الجامعي) من الشيوخ والأساتذة الذي صنعوا التاريخ المعاصر لمدينة عزابة بعد الاستقلال، إذ أنه لم يكتف بنشر قيم الإسلام وأخلاقه داخل قاعات الدرس فقط ، وإنما شمل حضوره ونشاطه الفضاء المسجدي والعمل الجمعوي والخيري.
فالشيخ تعرفه زوايا وأركان مساجد المدينة، بخاصة دروسه الراقية حول قضايا الشريعة والرقائق بالمسجد العتيق، ثم بمسجد دار الهجرة حيث قدم الكثير من الدروس والخطب المنبرية، وقد كان من أبناء المدينة وإطاراتها الذين أسهموا في بناء هذا الصرح الديني الثقافي التربوي الكبير.
كان الشيخ يتميز بخطبه التي تجمع وتوحد أبناء الوطن الواحد، على المرجعية الدينية الوطنية بعيدا عن التطرف والغلو، بخاصة سنوات انتشار الأفكار والفتاوى التي تأتي من دول أخرى، تختلف ظروفها عن الشأن الجزائري، فكان الأستاذ الإمام يدعو للتسامح والوسطية والفهم العقلي للدين ورسالة الإسلام عنده تمتد من الدعوة إلى الدولة، ومن التربية والتزكية إلى السياسة والتنمية والفنون (الإنشاد والمسرح) والعمل الجمعوي (جمعية الترشيد الثقافي والإصلاح الاجتماعي).
وقد امتد خيره وجهده وفكره، ومعه ثلة من رجال المدينة، إلى ضواحي المدينة ولكل أرجاء الولاية حرصًا على قيم الشهداء ودعوةً للاتحاد والرقي بالوطن، والحفاظ على ذاكرة وأعمال ابن باديس والبشير الابراهيمي والفكر الإصلاحي لجمعية العلماء المسلمين.
نشهد أننا استفدنا الكثير من الثقافة اللغوية والشرعية من شيخنا، وقد كانت لنا فرصة الدراسة عنده بثانوية مالكي عز الدين، وهي الثانوية التي ختم فيها مشواره المهني ناظرا. وكان حريصا على نقل قواعد اللغة العربية وفنونها وآدابها للتلاميذ، ويرفض استعمال العامية في حجرة الدراسة.
ومن الدروس القيمة التي اشتهر بها الإمام لعدايسية دروس تفسير القرآن الكريم بمسجد دار الهجرة، قبل صلاة التراويح، حيث يفسر كل ليلة اهم معاني الآيات وأسباب النزول والقصص القرآني، لما سيقرأه إمام التراويح (الإمام محمد لكحل أو الأئمة متطوعون منهم الشيخ منير، الشيخ حسان)..
ويدل صوت ولغة الشيخ- في خطبه تحديدا- على معرفة وإطلاع بشروط وصفات وآداب الخطابة العربية، فكان يرفع الصوت ويخفضه بحسب المعنى، وهذا للأسف ينقص الكثير من شباب اليوم في إلقاء الخطب المنبرية، رغم أهمية العلاقة بين الصوت والمعنى في اللغة والفصاحة.
توفي سنة 2013، وعرفت جنازته حضورا كبيرا من جميع الأطياف الفكرية والسياسية للمدينة والولاية، لأنه معروف ومشهور في الحقل التربوي والمسجدي والجمعوي والسياسي، وفقدنا فيه الأب والمفكر والمصلح والإمام الذي يجمع ويدعو للمحبة الوطنية والانسجام مع الدين ورؤاه وتشريعاته والتفاعل مع روح العصر.
وإذ نذكره اليوم فلكي نعرّف الشباب بصلحاء المدينة، وأن لها العلماء والأئمة الذين تفخر بهم، في دعوتهم الإسلامية وروحهم الوطنية..
رحمه الله وأسكنه جناته ووفق أبناء المدينة للسير على خطاه الإصلاحية والتربوية والدعوية.
الأستاذ الشيخ ابو بكر حداد…
الوطني الزاهد وخطاب الإصلاح
يحضر اسم الشيخ ابوبكر حداد في ذاكرة المنطقة بأجمل حضور وأرقى إسهام، وهو الذي ربى وعلّم أجيالا كثيرة، في قطاع التعليم والتربية (عرفناه أستاذا بمدرسة عبدلي أحسن) أو في حلقات الذكر والتزكية والمعرفة. (المسجد العتيق، قريبيسة، الهجرة…)، هو ينبوع الفضائل بأخلاقه الكريمة، لا يستغني إلا بالله ولا يفتقر إلا إلى الله، وقد تجاوز -بفضل التربية الروحية وتكوينه العقائدي- حدود الواقع بسلبياته أو مظالمه، منذ زمن الثمانينات من ق20، مستعينا بمعرفته التراث وأصول التغيير الإسلامي…وإطلاعه على الفكر الإسلامي وأعلامه(الشيخ ابن باديس، البشير الابراهيمي، الشيخ الغزالي، الشيخ يوسف القرضاوي…)
يعتمد في دروسه على القرآن والسنة،ويقدم للمستمع السيرة النبوية لنشر أخلاق الإسلام عند الشباب، مع رفضه التعصب الفكري والديني، الذي يفتح باب التكفير والفتن، فدروسه الدينية تبسّط المعنى ليكون مفهوما للجميع، بلغة عربية بليغة فصيحة، وفيها بعض ملامح الثقافة الشعبية..
وعاش الأستاذ الإمام فترات مختلفة من تطورات الوطن وتحولاته، من أزمنة زحف الايدولوجيا الأجنبية (اشتراكية، ليبرالية) في جزائر ما بعد الاستقلال، لزمن إسقاط الاستبداد والفساد…فلم يكن الشيخ حداد من المتساقطين على طريق الدعوة ولا المتهافتين على موائد الدنيا…ولا من الذين يخونون رفاق طريق الدعوة و الإصلاح الاجتماعي الثقافي…
يشهد له أبناء المدينة وضواحيها باشتغاله على التربية والتزكية لسنوات، دون تع، متطوعا، مخلصا، بروح إسلامية ووطنية شامخة، لا تهادن في مسائل الدين وعهد شهداء ثورة نوفمبر، وبإيمان كبير بالجدال بالتي هي أحسن، وعدم الإكراه واحترام الرأي المخالف…
لقد استغرق جهده وحياته للعمل التربوي والإصلاحي، عبر المنهج السلمي المتدرج للتغيير، ومعه نخبة من أبناء المنطقة، من أجيال مختلفة، قصد ربط العقل المستنير بضوء الإيمان…لذلك وجدناه من المؤسسين لمسجد دار الهجرة بالمدينة، والمشرف على اغلب محطات بنائه ليكون صرحا دينيا كبيرا، ينهض بالدين ويحفظ القيم والأخلاق والعربية….وشمل جهده إنشاء مساجد أخرى.
نشهد أن شيخنا عمل، مذ عرفناه زمن التسعينات، بعيدا عن الأضواء والشعبوية، وأن خطابه الدعوي يؤكد أن نصر الدين والتمكين له والنهوض بالوطن يكون بالصبر والاجتهاد والإخلاص…
لا يمكن الإحاطة بمساره بقلم واحد..ننتظر شهادات أحبابه وتلاميذه..
اللهم بارك فيه واحفظه ..وعزابة تفتخر برمزها التربوي الشيخ أبو بكر حداد….
الشيخ عبد الله نميري..
ذاكرة المدينة وقيم الإمامة
يعتبر الإمام الراحل عبد الله نميري من الأئمة ومعلي القرآن الأوائل بالمدينة، حيث بدأ تعليم القرآن بمحل بشارع من شوارع المدينة، قبل الاستقلال، وسيطلق عليه بعد الاستقلال نهج 20 أوت 1955. وقد درس القرآن لكثير من أهل عزابة، ثم كان إماما للمسجد العتيق، واسهم في نشر قيم الإسلام والوطنية في دروسه وخطبه، وكان داعيا بالأقوال والأفعال أيضا، ومهتما كثيرا بربط المجتمع بالدين، سيرا على نهج جمعية العلماء المسلمين، وقد رافق الشيخ عبد الرحمان في إدارة وتسيير المسجد العتيق…
وهو يمثل ذاكرة حافظة لتراث المنطقة وأمجادها، وخيره مستمر إلى اليوم عبر تلاميذه ومن أخذوا علمه ونهجه القرآني النبوي….والكثير من إطارات عزابة هم من تلاميذه.ونشكر هنا الإمام الخطيب حسين كرايم الذي قدم لنا معلومات عن حياته، لأنه كان من أحبابه وأحباب المسجد العتيق، ومن تلاميذه نذكر الأستاذ السعيد منصوري…
وقد كانت لنا فرصة الصلاة خلفه في التسعينات، حيث كان المسجد العتيق -ومازال- فضاءا اجتماعيا ودينيا يجمع اهل المدينة على الخير والصلاح والوحدة الوطنية والمرجعية الدينية الثقافية الجزائرية..وعرفنا الشيخ متواضعا، محبوبا، محترما من الناس، لدرجة مازال تلاميذه يقولون «سيدي» كلما ذكروا اسمه وسيرته..احتراما للقرآن ومعانيه وحُفاظه، كما هو في قيم وتراث الجزائريين.
توفي رحمه الله صيف1998.
الشيخ الاستاذ إبراهيم بن سعدون..
صوت الحكمة والأخلاق الراقية.
يعتبر الشيخ بن سعدون من شيوخ مدينة الذين قدموا الكثير للعمل المسجدي والتربوي، ومن عائلة وطنية محافظة، معروفة بتراثها واسهامها الوطني…وقد ولد سنة 1938. درس القرآن بالكتاتيب منذ الصغر، وعمل مدرسا، ثم مديرا ببعض المدارس (دبوز بومنجل بجندل والترقي بعزابة)، كما كان مفتشا للتعليم الابتدائي….وهو متحصل على ليسانس في الحقوق والعلوم الادارية، جامعة عنابة، 1988.
أعلمنا الاستاذ المحترم موسى ويشاوي أن الشيخ كان متعطشا للعلم، ويقضي جل وقته في المطالعة، وله مكتبة غنية بالمراجع الدينية واللغوية،كما ذكر السيد ويشاوي (مدير مدرسة مبعوج احمد) أن الامام بن سعدون من الاعضاء الاوائل للجنة الدينية لمسجد الفرقان، ومعه أبناء المدينة (شعبان بن جدو، عبد المجيد سحاب، الطاهر مجدوب،عبد الرحمان العايب …..)
وقد أسهم الأستاذ الإمام في دروس الوعظ والتوجيه بمساجد المدينة، وخاصة العتيق والجديد والفرقان، وكان يقدم الندوات والمحاضرات في المناسبات الدينية المختلفة، وهو من الرجال الذين حرصوا على أن تكون جامعة عزابة مركزا لمعهد إسلامي كبير، وهو ما أراده العقيد علي منجلي الذي أرادها جامعة للحضارة الإسلامية مثل دار الحكمة ببغداد (كما ذكر لنا الأستاذ حميد لعدايسية)، وعرف عنه كرمه وجوده ، وقد سار أهله على نهجه في العمل الخيري والمبادرة بكل أفعال الفضائل،كما علمنا أنه كان يقدم المواعظ للشباب كلما التقى بهم بالمحلات والشارع، ويترك في قلوبهم الوصايا والحكم..
لقد استمعنا لبعض دروسه بالمسجد الجديد لعزابة، ووجدنا صوت الحكمة وخطاب التزكية والأخلاق، بطريقة هادئة وصوت جميل، فيه عبق الأجداد وجمال النصيحة،كما رأينا حب المصلين له وتفاعلهم مع توجيهاته..
توفي رحمه الله سنة 2003.
الأستاذ السعيد منصوري..
صوت الشريعة ونبض الوطن.
يواصل الأستاذ والإمام السعيد منصوري طريقه الذي بدأه منذ زمن قديم، مع شيوخ وأساتذة عزابة، لنشر مقاصد الشريعة و ما فيها من ارتباط بمشاغل ومشاكل الناس، وامتد أثره التربوي من حقل التعليم لحقول متعددة، من بينها التطوع المسجدي، تدريسا وإسهاما في اللجان الدينية (المسجد العتيق)، بالإضافة للتعريف بقيم الإسلام وأخلاقه ومعاملاته، بخطاب ديني جديد، لا يقف عند الخلافات بل هو خطاب جامع موحّد يعود لقواعد الشرع و يربطها بالسياق المجتمعي الجزائري…على طريق أفكار ابن باديس ودروس الشيخ عبد الرحمان العايب..
يمتلك الأستاذ ثقافة كبيرة في اللغة والشريعة، لجانب التكوين الفكري والثقافي التاريخي، لذلك نجده يقدم الدروس في مناسبات وطنية في مؤسسات الشباب والثقافة وبالمدارس…لتقريب الأجيال الجديدة (جيل شبكات التواصل والعولمة) من دينها وتعريفها بأمجادها..
نحن نستفيد منه المعلومة الدينية الصحيحة، بلغة يفهمها الجميع، ونقرأ في خطابه المحبة الوطنية،و نلحظ فيه قوة وعمق التكوين المعرفي، مع تميز بأخلاق التواضع (مثل السنابل ينحنين تواضعا…) .. وهو من عائلة عريقة مجاهدة وأصيلة بالمنطقة.
الأستاذ أحمد سايحي…
النضال الفكري و العمل الجمعوي
يعتبر الإمام الأستاذ أحمد سايحي من رجال العلم والمعرفة والإمامة الذين استطاعوا أن يجمعوا بين الأصالة والمعاصرة في خطابهم وفي تفاعلهم مع تحولات الوطن والأمة .. وقد سجل اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ المدينة والمنطقة والوطن..
عرفته مساجد عزابة ومنابرها وحلقات التدريس فيها منذ ما قبل التسعينات، متطوعا للإرشاد والتوجيه، حيث برز بلغته العربية الفصيحة الراقية، وبمواعظه وخطبه التي تجذب القلوب والعقول، لما فيها من إقناع وحجاج يعتمد الربط بين ماضي الأمة وحاضرها، والبحث عن نهضتها وتطورها، من خلال الحفاظ على الهوية والتفاعل مع مستجدات العصر…ونشر قيم الاتحاد الوطني والدفاع عن عهد الشهداء، والتعريف بمبادئ الاعتدال والوسطية، والهوية المنفتحة على غيرها دون إقصاء .
الشيخ سايحي قادم من مخابر وزارة الصحة إلى منابر المساجد، فهو داعية ساهم في بناء مسجد دار الهجرة،كما أنه فاعل جمعوي، وكانت جمعية الإصلاح الاجتماعي والترشيد الثقافي فضاءه المدني والثقافي والتربوي الذي منحه كل جهده ووقته وفكره، للارتقاء بعزابة وأهلها، ومعه نخبة من إطارات المدينة، منهم من توفي (نور الدين لكحل، عمار بوعزيز…)، ومنهم من مازال يواصل العمل التطوعي والخيري وممارسات المواطنة (عبد الوهاب بوعديلة، حسين برنوس…)
وهو العارف بتاريخ المدينة وبمجاهديها وبذاكرتها الثورية، كما أنه عارف بتطوراتها وتحولاتها الاجتماعية والفكرية والسياسية..معروف بنزاهته وأخلاقه وتواضعه ودعمه الأرامل والمعوزين…
الاستاذ الإمام علي بن ذيب…
الدعوة لإسلام التسامح
قدم الشيخ الداعية الأستاذ علي بن ذيب إسهاماته التربوية والإصلاحية بمدينة عزابة والمناطق المجاورة لها، بإرادة وعزم وتضحية كبيرة، رغم مرور سنوات عديدة من العمل الدعوي بالمساجد، انطلاقا من مسجد حي الإخوة سويسي( الزاوية)، وقد كان الأستاذ معلما بمدرسة فلوس بشير، وختم مشواره التعليمي بمدرسة فاطمة لعمامرة (البنات)وسط المدينة، وقد درس عنده الكثير من أبناء المدينة، واستفادوا التكوين اللغوي العربي والآداب والأخلاق، لما عرف عنه من جديته و صرامته وتفانيه في التعليم والتربية…ودعمه للتلاميذ المجتهدين.
والى جانب الواجبات المهنية المألوفة، فقد تميز الأستاذ بن ذيب عن زملائه بإنشاء الفرق المسرحية بالمدارس، ودعمها وتطوير مواهب التلاميذ، و تشجيع ميولاتهم الفنية وفتح أذهانهم على النشاطات الفنية التي تربطهم بتاريخ أمتهم.
كما للشيخ النشاط الجمعوي المتعدد، في سبل وميادين التطوع والخير، و هو من المؤسسين للعمل المسرحي بعزابة، من حيث التأليف والتمثيل، دعما للتربية والإصلاح وللفكر الإسلامي الوطني.
كما أن الشيخ علي بن ذيب عارف بعلوم اللغة العربية وجماليات بلاغتها، ويتجلى هذا في دروسه المسجدية، عبر مساجد المدينة (العتيق، دار الهجرة…)، وفيها نشر قيم الإسلام المتسامح والوسطي والمنفتح على الآخر…بعيدا عن أفكار الغلو…وبرزت فيها ثقافته ومعرفته الإسلامية الكبيرة لمسائل المعاملات والعبادات،كما دعا في دروسه وخطبه للحب الوطني واحترام قيم وعهد شهداء ثورة نوفمبر….
إنه شخصية اجتماعية محبوبة بالمنطقة، لحضوره أفراح العائلات ولوقوفه معهم في الأحزان والجنائز، بدروس توعوية وعظية تربط الإنسان بدينه وشريعته..
الامام حسن كرايم…الخطاب الهادئ في طريق الدعوة:
من أبناء المدينة الذين عرفتهم المساجد منذ بدايات شبابهم نذكر الشيخ حسن كرايم، فهو من رواد المسجد العتيق، وقد كان مؤذنا فيه، في زمن الإمام نميري والإمام عبد الرحمان العايب، سنوات أواخر الثمانينات والتسعينيات…وهو الآن إمام مسجد الفرقان.
يقول عنه الأستاذ والكاتب الصحفي حميد لعدايسية: «كان الشيخ حسن كرايم من الملازمين للشيخ عبد الرحمان العايب، يطالع له، ويسائله عن قضايا فقهية عديدة، ومما قاله الشيخ عبد الرحمان في حسن: «له بداهة فكرية في الاستيعاب».
ويضيف الأستاذ لعدايسية في شهادته: «ومن محاسن الشيخ حسن أنه حريص أشد الحرص على المحافظة على هذا الصرح التعبدي (المركب الاسلامي والمسجد)، متمسك بوصية العقيد علي منجلي الذي أراد أن يجعل المسجد صرحا حضاريا، كما كان في عصر الحضارة الإسلامية في عهد العباسيين، وبذلك فالشيخ حسن يبارك كل المبادرات الثقافية التي تهدف إلى ذلك، ويفتح أبواب المكتبة والمدرج، ويشارك في الفعاليات التي تقدم بالمركب».
ويتميز الشيخ حسن بخطابه الهادئ في الدروس والخطابة، ويستشهد بالآيات والأحاديث، واقوال العلماء، ويستعين بالتراث الشعبي أحيانا، ويربط بين النصوص وقضايا المجتمع،كما يتميز بتحكمه في التعبير اللغوي السليم وتبسيطه للموضوعات ليفهم الجميع بالمسجد…ودروسه تدل على إحاطته بأمور التبليغ الديني (نحوًا وفقهًا وتاريخا…)
وهو يسهم في الأعمال الجمعوية والخيرية، ويحسن فن التواصل والإقناع ، لذلك فهو محبوب عند رواد المسجد وسكان المدينة،ويتفاعل مع تكنولوجيا الاتصال الحديثة لنشر الثقافة والدعوة الإسلامية،بخاصة شهر رمضان، عبر حصص تبث في صفحة أخبار دائرة عزابة…كما استطاع -ومعه أبناء المدينة-المحافظة على مسجد الفرقان رغم شساعته، بفضل مشاريع الصيانة والنظافة…
الشيخ عادل مغار..خطاب الاصلاح والاعتدال
تجذب دروس وخطب الامام عادل مغار الكثير من الباحثين عن خطاب ديني معتدل، ملتزم بآداب الحوار وأخلاق العلم والعلماء، ومتفاعل مع أحوال الناس ومقامات الزمان والمكان، فهو يعرف كيف يخاطب القلوب والعقول، بدروس شرعية وعظية معاصرة…
هو إمام خطيب بمسجد الإحسان، حي منزل الأبطال (نصر)، كما يقدم الدروس لمساجد الولاية، ويسهم في نشر الاخلاق و مواجهة مختلف الآفات والأخطار التي تهدد شباب اليوم، في يومياته نجد الحرص على الإصلاح الاجتماعي التربوي، عبر محاضراته بالمؤسسات الدينية والثقافية (دار الثقافة محمد سراج، المركز الثقافي الإسلامي…) والمدارس…
تدل دروسه على إحاطة لغوية وشرعية راقية، وفيها يتوجه الخطاب للعقل قبل العاطفة، ويمكن أن نجد نماذج منها في صفحة فايسبوك مسجد دار الهجرة، مثل درسه عن مسؤولية الأولياء على التزام ابنائهم بالصلاة، او درسه عن برنامج المسلم في رمضان…
إن الإمام مغار عادل محبوب لدى أبناء حيه ولدى فئة الشباب تحديدا، ويحضر خطبه يوم الجمعة عدد كبير من مختلف مناطق عزابة..يقول في صفحته الفايسبوكية: «رمضان فرصة لزيادة المجاهدة لا لزيادة المشاهدة».
الامام عدنان شابي…
الفصاحة وعمق الرؤية الدينية
من رجال الإصلاح و الدعوة بعزابة نذكر الإمام عدنان شابي، وقد استقر منذ سنوات بمسجد دار الهجرة، للإمامة والتدريس والخطابة…وقد استطاع الشيخ بتكوينه العلمي الشرعي واللغوي أن ينال المكانة الكبيرة لدى سكان المدينة عامة، وسكان حي ألف مسكن تحديدا، بل شمل تأثيره الفكري والدعوي شباب الضواحي أيضا….كما أنه يمتلك الفصاحة العربية والأداء الخطابي الجامع بين البساطة والعمق..
يعرف الشيخ شابي جيدا فنون الخطابة وأدوات الحجاج و التأثير، مستعملا وسائل شرعية وواقعية وعقلية لإيصال الرسالة الوعظية، كما أنه معروف بجودة تجويده للقرآن الكريم في صلاة التراويح، وقد مثل الوطن في سنوات سابقة في شهر رمضان بالخارج…وهناك نماذج من قراءاته القرآنية من دروسه بصفحة فايسبوك مسجد دار الهجرة.
واستفاد الإمام من تجربة الدراسة بجامعة الأزهر، ووظفها في دروسه وخطبه وفي تواصله ونقله لعلوم الشريعة وتفرعاتها العديدة…
عرفناه بهدوئه وحبه الخير العام ولكل أعمال المواطنة والتطوع، وبخدمته للمسجد، والحرص على دروس تعليم القرآن للأطفال والشباب، ولا يهاب في الحق وإصلاح الشأن المجتمعي لومة لائم…. وبمجهوده -ومجهود اللجنة الدينية للمسجد- نجحت الأمسيات القرآنية بمسجد دار الهجرة، حيث حضر المقرءون البارزون وطنيا وعربيا…وكانت أجواء التزكية الروحية والبلاغة القرآنية.
الامام عبد الله مطلاوي…الخطاب الديني والوطني
إن الشيخ الإمام عبد الله مطلاوي ليس غريبا عن الدعوة والإصلاح الديني والاجتماعي، فقد عرفناه منذ بدايات شبابه ملتزما ومحبا للمسجد،وباحثا عن نشر رسالة الإسلام وقيمه ومعانيه، عبر أعمال كثيرة متعددة (جمعيات، تطوع، عمل جواري،…)
والشيخ هو إمام خطيب بالمسجد العتيق، ومن الأسماء الدعوية التي جاءت بعد الاستفادة من علم وأخلاق ابرز أهل الدعوة والإرشاد بالمدينة، (الشيخ عبد الرحمان العايب، لعدايسية، أبوبكر حداد، رابح مرجة، احمد سائحي، وغيرهم)، كما كان الشيخ مطلاوي من المساهمين الأوائل في بناء مسجد الهجرة.
تتميز دروسه وخطبه بالتركيز على قضايا شرعية واجتماعية، مع الاهتمام بموضوعات حب الوطن والاتحاد والاعتصام بحبل الله…وساهم مع اللجنة الدينية للمسجد العتيق في حفظ هذا المعلم التراثي القديم، وتجديده وصيانته،كما استطاع جمع بعض أساتذة المنطقة لتقديم دروس وإرشادات في شهر رمضان…
استمعنا لكثير من خطبه، فوجدنا القدرة على تبسيط الخطاب لتوضيح الأفكار والمسائل الشرعية (أخلاق، سلوك، عقيدة، فقه…)، وجمع الأمة على وحدة الصف وتجنب الفرقة والاختلاف، بخاصة في أزمنة انتشار الفتن وأفكار الكراهية والحقد.. هو الإمام الشاب الخلوق المتواضع، وصاحب أفضال الخير وأفكار القراءة الواعية لإسهامات السلف الصالح، بعيدا عن التطرف والإفراط…وهو من عائلة معروفة بالمنطقة برجالها وإسهاماتهم في النضال الوطني الثوري.
الشيخ رابح مرجة…
الإمام الحافظ للقرآن وصاحب القراءة المغاربية:
يعد الإمام الشيخ سي رابح من أقدم أئمة المدينة، وهو الذي استقر لزمن طويل بالمسجد العتيق، مؤذنا وإماما للصلاة، وخطيبا يوم الجمعة.
…هو إنسان بسيط، محبوب من ساكنة المنطقة، يعتمد القراءة المغاربية في ترتيل القرآن الكريم، و يشهد المسجد العتيق (مقابل الأقواس وسط المدينة) في صلاة التراويح حضورا كبيرا، لدرجة الصلاة في ساحاته وفي الشوارع المجاورة له، وهذا منذ سنوات التسعينات على الأقل..كما شاهدنا حينها وبعدها.
ولدي معه قصة جميلة، حيث كنت أنجز دراسة عن الشاعر مفدي زكرياء وتوظيفه للقرآن، حوالي سنة 2000، وكنت اجد المعاني القرآنية ولا اعرف مكان تواجدها بالقرآن، فلجأت للشيخ وكنت اقرأ له البيت الشعري أو معناه، ويقدم لي الشيخ الآية القرآنية وسورتها، وبعد أن كتبت الملاحظات، عدت للقرآن الكريم، فوجدت معظم الآيات التي قدمها الشيخ في مواضعها…
رافق الشيخ أئمة المسجد، بخاصة الشيخ نميري والشيخ العايب عبد الرحمان، وهو متسامح، متواضع، طيب المعشر، محب للإصلاح والصلح وأعمال الخير، ودروسه وطنية وفيها الحرص على الوفاء للشهداء…و مازال وفيا للمسجد العتيق، بأذانه المتميز والتزامه الإمامة.
الامام الاستاذ طالبي الطيب…
خطاب التزكية والتهذيب
من بين الوجوه الدعوية والإصلاحية التي عرفتها منطقة عزابة نذكر اسم الشيخ الأستاذ الطيب طالبي، وقد درس عنده في مقاعد التربية والتعليم العديد من الأجيال، وعرفوه مثالا للمربي الفاضل والمعلم الجاد المنضبط، و لم يبتعد الشيخ عن فضاءات وميادين نشر قيم الإسلام ومبادئه وتشريعاته، في أزمنة مختلفة ، وفي تحولات متنوعة عرفتها المنطقة والوطن، فحافظ على قناعاته وإخلاصه للمساجد والدعوة ودروس الرقائق والتزكية…
ويعرفه أبناء حي ديار الزيتون، كما يعرفه أبناء حي ألف مسكن، وغيرهما….
والشيخ حريص في دروسه على التوعية والتهذيب، بخطاب ديني مازج بين روحانيات الرقائق والاذكار والعبادات، وبين الاخلاق والسلوك والفضائل، التي تحمي الإنسان وتقربه من الله ، وتضمن علاقات اجتماعية سليمة، خالية من الآفات والرذائل، التي تنهار بالمجتمع وتخرب أركانه…
ويسهم الاستاذ طالبي بدروس وعظية جميلة مفيدة بمساجد المدينة، (خاصة في رمضان)،كما شارك بدروسه الإرشادية الدينية زمن وباء كورونا على صفحة فايس بوك مسجد الهجرة، قصد مواجهة فساد القلوب والأخلاق، والتعريف بفضائل العبادات…
ونشهد أنه من الحريصين على صلاة في المساجد، والسعي لكل مبادرات الإصلاح والتوحيد، ونبذ الخصام والعداوات،كما أنه من رجال واطارات وأساتذة المدينة الذين يريدون الارتقاء بها ثقافيا و فكريا ودعويا…
اللهم احفظه ووفقه للاستمرار في طريق الدعوة والإصلاح الاجتماعي والفكري.