القمة العربية في الجزائر نحو إستراتيجية للم الشمل العربي
متابعة : ياسين مبروكي
ستكون الجزائر على موعد مع انعقاد الدورة اللواحدة والثلاثون لمجلس جامعة الدول العربية وذلك يومي 01 و 02 نوفمبر 2022 بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، بمشاركة ملوك ورؤساء الدول العربية وضيوف الدورة من رؤساء للهيئات الدولية والإقليمية، وتأتي القضية الفلسطينية في صدارة جدول أعمال اجتماعات القمة، بالإضافة إلى العلاقات الإفريقية الأوروبية، والمنطقة العربية للتبادل الحر، والاقتصاد والاستثمار والتبادل التجاري،ومن المقرر أن تبحث القمة عددا من مشاريع القرارات التي تعكس إرادة عربية مجددة من أجل العمل على تصفية الخلافات واستعادة الهدوء، وصولا إلى تحقيق الاستقرار والتنمية للشعوب العربية.
هذه هي الملفات المطروحة للنقاش أمام القادة العرب
أكد عبد الحميد شبيرة، سفير الجزائر بمصر ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية، على أن الوفود المشاركة في أشغال الدورة الـ 31 للقمة العربية حضرت إلى الجزائر برغبة في إنجاح هذا الموعد العربي الذي ينتظر أن يشكل “محطة كبيرة” في مسار العمل العربي المشترك.
وأوضح شبيرة لوكالة الأنباء الجزائرية أنه “لا توجد أي دولة حاضرة في القمة بشروط، فهي قمة عادية تنعقد كل سنة بين الدول الأعضاء بمقتضى نصوص الجامعة العربية المتمثلة في ميثاقها التأسيسي ولها جدول أعمال مصادق عليه من قبل مجلس وزراء الخارجية”.
واسترسل في ذات السياق يقول أن الجزائر “احتضنت من قبل ثلاث قمم شكلت في مجملها قمما هامة في العمل العربي المشترك”، مذكرا بأن قمة سنة 1973 برئاسة الرئيس الراحل هواري بومدين، توجت بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني وتمكنت الجزائر من تحقيق توافق بين العديد من الأطراف المتنازعة حول تمثيل الفلسطينيين آنذاك، أما قمة 1988 التي كانت “قمة استثنائية” برئاسة الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، وبطلب من الجزائر، فكانت حسب ما أكده السفير شبيرة، قمة “دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في كفاحه”، كما احتضنت الجزائر قمة 2005 التي سميت “قمة الإصلاحات” حيث اتخذت خلالها قرارات وصفها السيد شبيرة ب”الجيدة في إصلاح الجامعة العربية والأجهزة التابعة لها، واليوم تعقد القمة الرابعة تحت شعار “لم الشمل العربي” والتركيز على القضايا العربية”.
لعمامرة: «القمة العربية ستعطي فرصة فريدة لتعبئة الجهود»
أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، أنّ القمة العربية المقبلة بالجزائر «ستعطي فرصة فريدة لتعبئة الجهود والنوايا الحسنة لكافة الأطراف الفاعلة قصد تعزيز التضامن العربي بشأن القضايا الجوهرية وبلورة رؤية مشتركة من أجل وضع منطقتنا في منأى عن التوترات وتوفير مستقبل واعد للشباب العربي»، و في مداخلة له بمناسبة إحياء يوم الأمم المتحدة، أوعز لعمامرة: «تتميّز هذه السنة باستضافة القمة الـ 31 لجامعة الدول العربية يومي الفاتح والثاني نوفمبر 2022، وستوفّر الجزائر لرؤساء الدول والحكومات العربية وقادة الدول والمؤسسات الدولية والإقليمية ارضية لإعطاء فرصة اخرى للدبلوماسية والسلام في تسوية النزاعات التي تعرض الاشخاص للخطر وتهدد رفاهية الجميع»، واعتبر الوزير أنّ هذه القمة ستكون كذلك «فرصة لتجديد انضمام و تمسك الجميع بمبادرة السلام العربية وبالحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس»، مضيفًا أنّ «الأمر سيتعلق كذلك بتعزيز مسار التسوية السلمية للأزمات في الدول العربية، لاسيما في ليبيا وسوريا واليمن، و ذلك للحفاظ على وحدة وسيادة وسلامة أراضي هذه الدول الشقيقة»، وقال لعمامرة إنّ «مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش في هذه القمة، من شأنها تعزيز العمل العربي المشترك والتعاون المثمر بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية حول المسائل المدرجة في جدول أعمال المنظمتين».
مندوب الجزائر الدائم في الأمم المتحدة يدعو إلى تضافر الجهود لتعزيز التعاون العربي المشترك
دعا السفير نذير العرباوي، مندوب الجزائر الدائم في الأمم المتحدة، إلى تضافر الجهود لتعزيز التعاون العربي المشترك لمواجهة مختلف التحديات ومواكبة التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكشف مندوب الجزائر الدائم في الأمم المتحدة ان اجتماع كبار المسؤولين الاقتصادي والاجتماعي إستعرض بالدراسة والبحث القرارات المرفوعة للقمة ومشاريع القرارات ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي في إطار تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 في ظل أزمة عالمية متعددة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والصحية تنعكس على نمو الدول العربية في مجال الأمن الغذائي، بالإضافة إلى تداعيات جائحة كورونا الأمر الذي يتطلب منا جميعا تضافر الجهود لتعزيز التعاون العربي المشترك لمواجهة مختلف هذه التحديات ومواكبة التطورات المتسارعة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
واوضح العرباوي خلال كلمته في اجتماع كبار المسؤولين الاقتصادي والاجتماعي للتحضير للقمة العربية ال31 أن مشاريع القرارات الاقتصادية والاجتماعية المعروضة تشمل العديد من المجالات الهامة وذات الأولوية نظرا لارتباطها الوثيقة بالدول الاعضاء وخاصة من أجل تجسيد مشروع التكامل الاقتصادي العربي لاسيما تلك المرتبطة بتعزيز التبادل التجاري في مختلف البرامج والإستراتيجية.
قيادات القدس تطالب المشاركين في قمة الجزائر بـ”قرارات حازمة” ضد التهويد
دعت قيادات دينية وسياسية في مدينة القدس الفلسطينية الدول المشاركة في القمة العربية، إلى اتخاذ مواقف حاسمة للتصدي لمساعي الاحتلال لتهويد القدس والمسجد الأقصى، وحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، فقد عقدت القيادات المقدسية مؤتمرا صحفيا في مقر وزارة الإعلام الفلسطينية بمدينة رام الله، حول انتهاكات الاحتلال في القدس، وأجمع القيادات في المؤتمر على أن”المسجد الأقصى يقتحم صباحا مساء، والقدس تهوّد على مدار الساعة، وعلى القمة العربية الوقوف إلى جانب المقدسيين، ودعم صمودهم”،
كما أشار المتحدثون إلى “ضرورة دعم المستشفيات، والمدارس، ومؤسسات القدس المختلفة ماديا ومعنويا”، كما طالب المشاركون في المؤتمر، القمة العربية في الجزائر، باتخاذ “قرارات حازمة لردع أي إجراءات يقوم بها الاحتلال بالقدس، وإقرار إجراءات سياسية وقانونية للتصدي لعمليات التهويد”.
في بيان مشترك.. ملك البحرين وسُلطان عُمان يتطلّعان لنتائج قمة الجزائر
وفي 25 أكتوبر 2022، عبّر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وسلطان عُمان هيثم بن طارق، عن تطلعهما لنتائج القمة العربية في الجزائر، وجاء ذلك في بيان مشترك، نشره الجانبان، بعد لقاء جمعهم خلال زيارة السلطان هيثم إلى البحرين “ومن شأن قمة الجزائر تعزيز العمل العربي المشترك، وحماية الأمن القومي العربي، وتحقيق تطلعات الشعوب العربية للأمن والنماء والازدهار”، يضيف البيان، كما أكد الطرفان “ضرورة التوصل إلى حلّ عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بإقامة الدولة الفلسطينية على أساس حلّ الدولتين”.
وزير الخارجية اليمني: جهود الجزائر للمّ الشمل ستكلّل بنجاح القمة
أكد وزير الخارجية في اليمن أحمد عوض بن مبارك، دعم بلاده “للمساعي التي بادرت بها الجزائر في سبيل لمّ شمل الدول العربية، وتعزيز التضامن بينها خدمة لقضاياها الرئيسية وعلى رأسها القضية الفلسطينية”، وأعرب الوزير اليمني لدى استقباله من طرف وزير الخارجية الجزائري عن ثقته في أن “تكلل جهود الجزائر بنجاح القمة، خاصة وأنها تحظى بتقدير ومساندة الدول العربية التي تتطلع إلى هذا الموعد، لرفع التحديات التي تفرضها الاضطرابات المشهودة إقليميا ودوليا”.
حسام زكي: القمة المقبلة للمّ الشمل العربي.. وهذا يُحسب للجزائر
وصف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، القمة العربية المقبلة في الجزائر، بالحدث المهم “الذي يجمع القادة العرب من أجل اتخاذ قرارات تخص أزمات المنطقة”، وقال حسام زكي في حوار للإذاعة الجزائرية :” ما يميز هذه القمة، أنها قمة للمّ الشمل العربي، وهو أمر مرحّب به، ويحسب للجزائر”. مضيفا:”العديد من الدول العربية تعيش أزمات سياسية كثيرة، وهذا يحتاج لتكثيف العمل حتى يمكن العودة للاستقرار في هذه البؤر”، وأوضح أن قمة الجزائر ستصل إلى “تفاهمات مفيدة للعمل العربي المشترك”. مثمنا “اتفاق الفصائل الفلسطينية الذي تم التوصل إليه بجهود جزائرية”.
وزير الخارجية المصري: “أهمية خاصة” لقمة الجامعة العربية في الجزائر.. لهذه الأسباب
قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن لقمة الجامعة العربية المقبلة في الجزائر “أهمية خاصة”، كونها تأتي بعد انقطاع طويل، بسبب تفشي وباء كورونا، وأكد شكري في حديث لوكالة الأنباء الرسمية في الإمارات، أن قمة الجزائر ستكون مناسبة “لاستعادة وتيرة ودورية انعقاد القمم العربية، وإتاحة الفرصة أمام الزعماء العرب للتواصل والتشاور وتعزيز التضامن والعمل العربي المشترك”.
كما تحدّث الوزير المصري عن “تحديات دولية تواجه الأمة العربية”. مشيرا إلى ضرورة “التعامل معها، والقدرة على مواجهتها، من خلال العمل المشترك”، وشدّد وزير الخارجية المصري بالمناسبة على “الاهتمام بالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية محورية في العالم العربي، ودعم نضال الشعب الفلسطيني في تحقيق طموحاته وإقامة دولته”.
بالإضافة إلى ذلك، ستتناول قمة الجزائر “العديد من القضايا الدولية والإقليمية التي لها أثرها على الأمن والاستقرار”، يضيف شكري، مؤكدا أن “الأمن القومي العربي، كلّ لا يتجزأ. وكافة الدول العربية تعمل سوياً لحماية أمنها القومي ومصالحها، في إطار العلاقات الدولية المبنية على الاحترام المتبادل”.