نشاطات الشعب

شعبة ولاية بسكرة: ندوة تربوية تكوينية لفائدة مربيات ومسيري نوادي الأطفال التابعة لجمعية العلماء

نظم المكتب الولائي لشعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ببسكرة، بالتنسيق مع دار الثقافة أحمد رضا حوحو صباح يوم الخميس 15 سبتمبر 2022 بقاعة الفكر والأدب ندوة تربوية لفائدة مسيري ومربيات مدارس ونوادي الأطفال التابعة لجمعية العلماء .

بعد افتتاح الجلسة بالقرآن الكريم، والوقوف للنشيد الوطني، والاستماع إلى نشيد الجمعية الخالد، تناول الكلمة الأستاذ الدكتور عبد الرؤوف دبابش – رئيس المكتب الولائي – الذي رحب بالحضور الممثل لـ 30 ناديا قدم من مختلف الشعب البلدية بالولاية، واعتبر هذه الندوة التي جاءت قبل الدخول المدرسي لسنة 2022-2023 بمثابة الانطلاقة الفعلية للموسم الجديد، ومتمنيا أن يتجسد البرنامج المسطر ميدانيا بتضافر كل الجهود، وطالب المربيات بالانفتاح على المؤسسات العمومية، والطاقات الشابة والمثقفة بالولاية من أجل الاستفادة من خبراتها، ومساعداتها في نشر مشروع جمعية العلماء الهادف إلى المحافظة على ثوابت الأمة، وشكر مدير وطاقم دار الثقافة على التعاون المثمر، وفتح هذا الفضاء لتسهيل تنظيم الندوة.
بعدها أحيلت الكلمة إلى الأستاذ يونس عادل – المكلف بلجنة التربية – الذي أشار إلى أن موضوع التربية والتعليم يعد من الأوليات التي انطلق منها المؤسسون في مشروعهم النهضوي، لما في التربية من جوانب إيجابية لتكوين الفرد المسلم، ومعرجا على تاريخ الجمعية التي عملت على محاربة الجهل والأمية خلال الفترة الاستعمارية عن طريق بناء المدارس الحرة وتأطيرها، والمساجد وتكوين النشء على المبادئ النبيلة، حتى يصبح كفؤا ومستعدا لليوم الموعود، وطالب باحترام وتطبيق قوانين الجمعية في هذه النوادي حتى تحظى بالقبول من طرف فئات المجتمع، لأن هذه الندوة هدفها توجيه جهود العاملين في النوادي وتحسين أداءاتهم، وتحقيق الجودة لمردودهم التربوي .


أما الأستاذ كمال عطاء الله – المكلف بلجنة التنظيم – فكانت كلمته عبارة عن توجيهات وشرح مفصل للقانون الأساسي الخاص بتأسيس النوادي، مع شرح للتسيير الإداري والمالي للنوادي، وطالب بتقديم الملف المطلوب كاملا حتى تتمكن النوادي من ممارسة نشاطاتها ضمن الأطر القانونية، دون نسيان التنسيق مع الشعب البلدية التي تقع في إقليمها.
ثم تقدم الأستاذ محمد الصالح حثروبي – نائب رئيس الشعبة ومفتش التربية الوطنية – والمؤطر لهذه الندوة التربوية الخاصة التي كان شعارها (كيف نتعامل مع أطفال ما قبل المدرسة) فقدم جملة من الشروحات الواردة في الدليل البيداغوجي الشامل الذي قام بإعداده باسم جمعية العلماء، وحمل عنوان (دليل المربية في مدارس ونوادي أطفال الجمعية )، وقد صدر حديثا عن دار علي بن زيد للطباعة والنشر والتوزيع ببسكرة ومساهمتها، مشيرا إلى أن المربية هي من تحتوي الطفل عاطفيا، وتقدم النموذج العملي الإيجابي الذي يقتدى به من أجل بناء شخصية الطفل بناء سليما على أساس حسن الخلق، وسهولة التصرف، مع مختلف الوضعيات المدرسية والاجتماعية، وعلى هذا الأساس طالب بفهم خصائص الأطفال الإنمائية بما يكفل حسن التعامل معهم، مع تزويد المربيات بالمعارف والتدابير اللازمة لتنظيم وترتيب فضاء القسم، والزمن البداغوجي، والأنشطة التربوية الأسبوعية، ومخططات التعلمات الشهرية، حتى تتمكن من كسب مهارات الإعداد والتخطيط المقررة في المنهاج الرسمي.
وبعد الشروحات المستفيضة المقدمة، ألقت الأستاذة نوال العيدودي – المكلفة بلجنة المرأة والطفل والأسرة – كلمة هادفة بالمناسبة، أشارت في مستهلها إلى أن جمعية العلماء هي رسالة ومبادئ ووصية الشيخ ابن باديس والمؤسسين، لهذا يجب الحفاظ على هذا الإرث الثمين، والسير على نهجها، بعيدا عن فكرة التجارة، فالهدف هو بناء الطفل المتميز عن الآخرين، بل هو القدوة لمستقبل الأيام، والصالح لخدمة الفرد والمجتمع، وباعتبار الطفولة هي مرحلة حرجة في حياة الإنسان فالواجب يقتضي العناية بالطفل والاهتمام به منذ اليوم الأول لدخوله النادي، لأن المربية تعتبر بمثابة أمه الثانية التي تقدم إليه الحنان والمعلومة المطلوبة حسب رسالتها التربوية.
الأستاذ صالح بن عالية – من النشطاء في الجمعية -أبى إلا أن يقدم مجموعة من التوجيهات التربوية التي اكتسبها بخبرته الطويلة في الميدان التربوي كأستاذ ومدير متوسطة سابق، وركز على استقبال الطفل بالابتسامة والفرح، وتوفير الألعاب المختلفة الأشكال والألوان، مع برمجة الأنشطة الرياضية المناسبة، ومساعدة الطفل على ترديده لبعض السور القصيرة لاكتسابه ملكة النطق السليم، وتعليمه طريقة الأكل والشرب، مع استحداث الإذاعة التربوية.
واختتمت هذه الندوة التربوية بكلمة للمهندس الأخضر رحموني – المكلف بلجنة الإعلام – وقد طالب فيها الحضور بمتابعة وقراءة جرائد ومجلات جمعية العلماء، وخاصة جريدة – البصائر – ، مع تشجيع استمرارية صدورها عن طريق الاشتراك، والتفاعل الإيجابي مع مواقع الجمعية والجريدة بهدف نقل المعلومة الصحيحة من مصدرها الأصلي، مذكرا بالدور الثقافي والصحفي للجمعية وتعاونها مع كل فئات المجتمع، واهتمامها المتميز بقضايا المرأة في توعية المجتمع وتربيته، وقدم عدة أمثلة من تاريخها الحافل بالنشاطات، وخاطب المربيات قائلا (يجب عدم النظر إلى الطفل كمبلغ مالي، إنه صفحة بيضاء بين أياديكم، فأحسنوا تربيته، وتوجيهه نحو العلا والسؤدد. إن النادي ليس لوحة توضع فوق الواجهة تحمل اسم جمعية العلماء، بل هو كتاب قيم مفتوح، وصور لسلوك أخلاقي)، وثمن الجهود التي عملت بعزيمة لتحضير ونجاح هذه الندوة التربوية الأولى .
بعدها مباشرة، وزعت على المربيات نسخ من الدليل التربوي الجديد، كما سلمت لهن الاعتمادات المؤقتة لمباشرة النشاط في النوادي التربوية التي هي الشريان الرئيس للمساهمة في الحفاظ على قيم الأمة، واقتفاء أثر المصلحين من تلاميذ ابن باديس رحمة الله عليهم، على أمل تنظيم ندوات أخرى متخصصة في قادم الأيام.
واختتمت الندوة التربوية بعد منتصف النهار.

متابعة: أبو محمد أنيس

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com