بسام العسلي مؤلف سوري أرَّخ لجهاد الشعب الجزائري/ أ.د. مسعود فلوسي
عن عمر ناهز التاسعة والثمانين عاما، توفي في دمشق يوم السبت 10 جمادى الأولى 1439 للهجرة الموافق 28 يناير 2018 للميلاد، المؤلف السوري الأستاذ بسام العسلي، الذي اشتهر بدراساته العسكرية الكثيرة ومؤلفاته التاريخية الرائدة التي تناولت بصفة خاصة سِيَرَ مشاهير القادة العسكريين من المسلمين وغير المسلمين. هذا الرجل الذي لم يحظ بالشهرة التي يستحقها والتقدير الذي هو جدير به ولم تُنشر له صورةٌ واضحة الملامح تُعَرِّفُ الناسَ به، من واجبنا نحن الجزائريين أن نثمن أعماله ونبرز جهوده، فقد كان من السباقين إلى الإشادة بجهاد شعبنا وإبراز بطولاته، من خلال سلسلة الكتب التي ألفها ونشرها منذ أوائل الثمانينيات من القرن العشرين تحت عنوان “سلسلة جهاد شعب الجزائري”، وبلغت خمسة عشر كتابا.
سيرة موجزة:
لا نعرف الكثير عن حياة بسام العسلي، فليس هناك معلومات مفصلة عن حياته في المراجع التي تناولت سِيَرَ المؤلفين المعاصرين، كما لا نقف في شبكة الأنترنت على معلومات وافية عنه، كل ما هو متوفر معلومات قليلة لا ترسم بصورة واضحة مسيرة حياته، ويبدو أنه كان ميالا إلى العزلة راغبا عن الظهور والشهرة الإعلامية مُؤْثِرًا الانكباب على البحث والتأليف، وهو ما ساعده على إخراج عدد كبير من المؤلفات القيمة والنافعة.
وقد جمعتُ بعض المعلومات القليلة المتوفرة عنه، والتي تلخص لنا حياته المديدة في بضعة أسطر.
فهو بسام بن جميل العسلي. من مواليد دمشق سنة 1348هـ، الموافق لـ: 1929م، وفي هذه المدينة العريقة في التاريخ نشأ وترعرع، وفي مدارسها تعلم.
التحق بالكلية العسكرية في حمص، أين تلقى تكوينا عسكريا لمدة سنتين، ليتخرج منها سنة 1952م. تم إيفاده رفقة مجموعة من زملائه إلى فرنسا، لاستكمال تكوينه العسكري، وهناك تلقى خلال سنة واحدة تدريبا تخصصيا في أعمال المظليين عام 1953م.
عندما كان مقيما في فرنسا، انتهز الفرصة لتعلم وإتقان اللغة الفرنسية وقراءة الكثير من الكتب المنشورة بهذه اللغة، والاطلاع على المراجع التاريخية المتوفرة في المكتبات الفرنسية.
وبعد عودته إلى بلاده أنشأ رفقة مجموعة من زملائه الضباط سلاح المظليين في سورية، حيث عمل في كل من دمشق وحلب. ويذكر زميله إحسان هندي أن بسام عندما كان في حلب أدى خلال مهرجان للطيران والقفز بالمظلات قفزة حرة يصح أن تسجل في أرقام غينيس، حيث لم يفتح مظلته إلا على ارتفاع 100م عن الأرض، ولم يتكامل انفتاح المظلة إلا على ارتفاع 50م فقط، ولو تأخر في فتح مظلته ثانيتين لا أكثر لكان ارتطم بالأرض، لكن الله سلم.
خلال العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956م، كان بسام العسلي قائد الكتيبة 76 مظلات في الجيش السوري برتبة رائد، وكان تحت قيادته مجموعة من المظليين السوريين المكلفين بالعمليات الخاصة، وقد استدعاه رئيس شعبة العمليات بالجيش السوري اللواء أمين النفوري، الذي كان في وقت سابق مدربه في الكلية العسكرية، إلى مكتبه، وسأله عن الطريقة التي يمكن بها الاستفادة من قدرات المظليين في إطار دعم الجيش المصري ضد العدوان الثلاثي. فقدم له خطة تضمنت ما يلي: بما أن الضربات الموجعة تأتي من سلاح الجو الاسرائيلي، بينما سلاح الجو العربي لم يكن قادرا على ضرب المطارات الاسرائيلية، فقد اقترح بسام أن يقوم 120 من رجال المظلات بعشر عمليات إنزال في المطارات الرئيسية بإسرائيل، بمجموعات بين 10 إلى 13 شخصا في كل إنزال بمطار، وأن يتم الإنزال بوقت واحد، ثم القيام بأعمال تفجيرية وتدميرية في المطارات. كانت الخطة تستهدف عشر مطارات ميدانية لم تكن مجهزة بتجيهزات حديثة، وكانت عبارة عن مدارج ومهابط، وليست مطارات بكل معنى الكلمة. وأما الغاية العسكرية من شن هذا الهجوم المركز على تلك المطارات، فكانت تدمير الطائرات الموجودة في المهابط. وقد أجرت فرقة بسام المظلية تدريبات في المطارات السورية حول الخطة. وكانت العملية تندرج في إطار العمليات الخاصة التي تنقسم إلى 3 زمر؛ زمرة حماية وزمرة إغارة وأخرى للتفجير. لكن هذه المهمة التي تم التحضير لتنفيذها واتُّخِذت الاحتياطات اللازمة لنجاحها، انتهت قبل أن تبدأ، إذ ما إن عرضت الخطة على جمال عبد الناصر حتى رفضها، وقال للسوريين: “لا تتحركوا، نحن قادرون أن نحبط العدوان”.
وعندما أعلنت الوحدة بين مصر وسوريا تحت مسمى: “الجمهورية العربية المتحدة”، ما بين (1958م-1961م)، أرسل بسام إلى مصر، أين تولى قيادة كتيبةٍ لجنود المظلات. وقد عمل خلال هذه الفترة في الكونغو ضمن بعثة هيئة الأمم المتحدة، سنة 1960م. ومما روى بعض زملائه العسكريين أنه أثناء عمله في الكونغو، نزل بمظلته فوق إحدى البحيرات نتيجة لخطأ من قائد الطائرة في تحديد منطقة القفز.
عُين ما بين 1962م و1963م معاونا للملحق العسكري السوري في لندن. وقد اغتنم فرصة وجوده هناك في إغناء اطلاعه ومطالعاته في المجالات العسكرية والاستراتيجية، وهو ما مكنه أن يصبح واحداً من ألمع المنظرين العسكريين في الوطن العربي.
بعد عودته من لندن سنة 1963م، أشرف لفترة وجيزة على إدارة الإذاعة والتلفزيون. ثم أحيل – وهو في ريعان الشباب وعز العطاء- إلى المعاش، وكان برتبة مقدم، ليتفرغ للبحث والتأليف والكتابة في الصحف والمجلات، ويقضي بقية حياته في هذا المجال حتى وفاته رحمه الله.
مكتبته التاريخية:
أغنى بسام العسلي المكتبة العربية بعشرات المؤلفات في التاريخ العسكري، وفي سير مشاهير القادة العسكريين المسلمين، ومشاهير الأمراء والخلفاء، وكذا مشاهير القادة العسكريين من غير العرب والمسلمين، إضافة إلى مؤلفات في قضايا ذات الصلة بالحروب والعلاقات العسكرية بين الشعوب، كما اشتغل بالترجمة، ونقل الكتب العسكرية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية. وقد زاد مجموع ما أصدره من مؤلفات عن مائة كتاب بين تأليف وترجمة عن الفرنسية والإنكليزية.
وفيما يلي رصد لأهم ما أمكنني الوقوف عليه من مؤلفاته، مرتبة حسب تاريخ الصدور:
1– مقالات استراتيجية: وزارة الدفاع السورية، دمشق، 1970م، 103 صفحة.
2– سلسلة مشاهير قادة الإسلام: صدرت هذه المجموعة في طبعتها الأولى عن دار النفائس في بيروت في 15 كتابا، بداية من سنة 1976م، ثم جمعت في ثلاث مجلدات كبيرة سنة 1433هـ، 2012م، ويضم كل مجلد منها خمسة من مشاهير قادة الإسلام. المجلد الأول: قادة فتح مصر والمغرب (609 صفحات). المجلد الثاني: قادة فتح بلاد الشام والعراق (617 صفحة). المجلد الثالث: قادة الحروب الصليبية المسلمون (689 صفحة).
3– الحرب والحضارة: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1979م، 256 صفحة.
4– جيش العدوان الصهيوني: مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية، دمشق، 1980م، 576 صفحة.
5– سلسلة مشاهير قادة العالم: صدرت هذه السلسة في طبعتها الأولى في 15 كتابا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت بداية من سنة 1980م، وجاءت في شكل كتيبات متوسطة الحجم، بلغ مجموع صفحاتها أزيد من 1600 صفحة، وقد ترجم فيها لعدد من مشاهير القادة العسكريين والسياسيين في تاريخ العالم.
6– رجال ومواقف تحت راية الإسلام: دار الفكر، دمشق، 1983م، 320 صفحة.
7– عروس الجنوب: دار طلاس، دمشق، 1985م، 190 صفحة.
8– سلسة قادة الكرملين: وقد تكونت من كتابين صدرا عن دار طلاس في دمشق سنة 1985م، أحدهما عن جوزيف ستالين في 374 صفحة، والثاني عن نيكيتا سيرغيفيش خروتشوف في 382 صفحة.
9– سلسلة مشاهير الخلفاء والأمراء: صدرت في 10 كتب عن دار النفائس في بيروت سنة 1985م، وبلغ مجموع صفحاتها 2400 صفحة. وقد كتب فيها عن أشهر الخلفاء والأمراء في التاريخ الإسلامي، حيث تناول بالدراسة حياتهم وأعمالهم.
10– المذهب العسكري الألماني 1750م-1945م: دار طلاس، دمشق، 1987، 546 صفحة.
11– الأيام الحاسمة في الحروب الصليبية: دار النفائس، بيروت 1987، 304 صفحة، تحدث فيه عن المعارك الكبرى التي كان فيها النصر للمسلمين على الصليبيين. وقد استخلص المؤلف بعد حديثه المفصل عن كل معركة أبرز الدروس المستفادة منها، مستهدفا إغناء المعرفة بما هو ضروري من الدروس المتعلقة بالحرب الطويلة الأمد التي تعيشها أمتنا بكل أبعادها.
12– التوازن الاستراتيجى والصراع العربى الاسرائيلى: دار طلاس، دمشق، 1988م، 260 صفحة.
13– فن الحرب الإسلامي: 5 مجلدات، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى، 1408هـ – 1988م: موسوعة تاريخية عسكرية تقدم المعرفة بتاريخ الأمة العربية، وأعمال الفتوحات العظمى التي عاشتها، وتبرز الحنكة العسكرية والإدارية التي تميز بها القادة المسلمون. وقد اشتملت الموسوعة على الأجزاء التالية: ج1: عهود الخلفاء الراشدين والأمويين – عمليات الجبهات الشمالية والشرقية والبحرية (1632 صفحة). ج2: عهود الخلفاء الراشدين والأمويين – عمليات الجبهة الغربية – فتوح مصر والمغرب والأندلس (709 صفحات). ج3: العصر العباسي (643 صفحة). ج4: أيام الحروب الصليبية (776 صفحة). ج5: العهد العثماني (1664 صفحة).
14– سلسلة مشاهير قادة الحرب العالمية الثانية: صدرت في 9 كتب عن دار النفائس في بيروت سنتي 1988م و1989م، وبلغ مجموع صفحاتها قريبا من 1900 صفحة. كتب فيها المؤلف عن كل واحد من قادة الحرب العالمية الثانية كتاباً حلل فيه شخصية القائد موضوع البحث، وشرح المعارك التي خاضها، وحلل الظروف التي أحاطت بكل معركة من تلك المعارك وأدت إلى النصر أو الهزيمة.
15– ثورة الشيخ عز الدين القسام: الناشر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، بيروت، 1991م، 192 صفحة. في هذا الكتاب تحدث المؤلف عن مسيرة حياة الشيخ عز الدين القسام، وفصل القول في ثورته التي هزت كيان الاحتلال الصهيوني. وقد تخللت سيرة جهاد القسام سلسلة من الأحداث قام المؤلف باستعراضها وتوثيقها.
16– فلسطين والحملة الصليبية الجديدة: الناشر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، بيروت، 1991م، 199 صفحة.
17– المسلمون في البوسنة والهرسك: دار البيارق، بيروت، 1993م، 208 صفحة.
18– المذهب العسكري الإسلامي: دار النفائس، بيروت، 1993م، 412 صفحة. يطرح المؤلف في هذا الكتاب سؤالين: ما موقع المذهب العسكري الإسلامي في فن الحرب؟ وهل بقي لهذا المذهب من دور في العصر الحاضر؟ ويجيب عن هذين السؤالين في ثنايا خمسة فصول.
19– المذاهب العسكرية في العالم: (دراسات مقارنة): دار النفائس، بيروت، 1993م، 259 صفحة. قسمه المؤلف إلى فصلين، تحدث في الأول منهما عن المذاهب العسكرية حول العالم، وبين خصائص كل منها ومميزاتها وشيئاً من تاريخها. أما الفصل الثاني فكان عبارة عن دراسات مقارنة بين هذه المذاهب في المجالات العسكرية المختلفة.
20– المسلمون على تخوم الهند: دار البيارق، بيروت، 1994م، 196 صفحة. في هذا الكتاب تحدث المؤلف عن الفتوحات الإسلامية منذ بدايتها حتى إقامة الحكم الإسلامي في الهند. ثم عن عدوان الهندوس على المسلمين، واستباحتهم لدمائهم ومساجدهم. وفي الأخير قدم تصورا شاملا حول مستقبل الإسلام والمسلمين في الهند.
21– الاستراتيجية الأمريكية في القرن القادم: مركز الدراسات العسكرية، دمشق، 1999م، 837 صفحة.
22– الثورة الجزائرية، ألفه بالاشتراك مع العماد مصطفى طلاس، وصدر في طبعته الرابعة عن دار طلاس في دمشق سنة 2003م، في 736 صفحة.
الكتب التي ترجمها:
إضافة إلى الكتب التي ألفها بسام العسلي، قام بترجمة العديد من الكتب ذات الطابع العسكري إلى اللغة العربية من اللغتين الفرنسية والإنجليزية، ومن هذه الترجمات:
1– أعلام الجاسوسية العالمية: تأليف: كورت سنجر، دار اليقظة العربية، بيروت، 1965م، 600 صفحة.
2– القدرة البحرية في البحر الأبيض المتوسط: تأليف: س – باك، دار الشورى، بيروت، 1981م، 228 صفحة.
3– بناء المستقبل: تأليف: أندريه بوفر – أكرم ديري، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1988م، 212 صفحة.
4– حرب المباغتة: تأليف: ألبرت ميرغلن، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1982م، 299 صفحة.
5– المعارك الحاسمة في الحرب العالمية الثانية: تأليف: بيتر يونغ (1915م-1988م)، القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، دمشق، 1972م، 583 صفحة.
6– مذكرات ليدل هارت: تأليف: بازل هنري ليدل هارت (1895م-1970م)، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1978م، 493 صفحة.
7– خنجر إسرائيل والمستقبل: تأليف: رستم خورشجي كرانجيا، دار المسيرة، بيروت، 1980م، 180 صفحة.
سلسلة جهاد شعب الجزائر:
من الأعمال العلمية والتاريخية الرائدة التي أبدع في إنجازها بسام العسلي، واستحق بها عرفان وامتنان الشعب الجزائري، تلك السلسلة الفريدة من المؤلفات التي كتبها ونشرها تحت عنوان “سلسلة جهاد شعب الجزائر”، والتي أصدرها في بداية الثمانينيات من القرن العشرين، في الوقت الذي كان فيه أكثر الجزائريين لا يعرفون من تاريخهم القريب، فضلا عن البعيد، إلا القليل. صدرت هذه السلسة في طبعاتها الأولى في خمسة عشر كتابا، ثم جمعت سنة 2013م في ثلاث مجلدات كبيرة، حيث بلغ عدد صفحاتها 2260 صفحة. وكان قصد المؤلف من إنجاز هذه الكتب، كما عبر عنه بنفسه، أن “تسهم في تعريف أبناء المشرق العربي الإسلامي بتراث المجاهدين الخالدين في المغرب العربي الإسلامي”. وقد ترتبت حلقات هذه السلسلة كما يلي:
1 – خير الدين بربروس والجهاد في البحر (1470م-1547م): في الفصل الأول من هذا الكتاب استعرض المؤلف الظروف التي كانت سائدة أواخر القرن الخامس عشر، وأوائل السادس عشر في العالم الإسلامي مشرقا ومغربا، وفصل القول بصفة خاصة في الأوضاع التي كانت سائدة في الغرب الإسلامي عامة، والجزائر بصفة أخص. أما الفصل الثاني فعالج فيه حياة خير الدين بربروس وجهاده البحري، والظروف التي ساقته إلى الجزائر وكفاحه المرير الذي خاضه ضد الأعداء والمحن التي مر بها في ذلك إلى نهاية حياته رحمه الله.
2 – الجزائر والحملات الصليبية (1547م-1791م): عالج الكتاب الأوضاع التي عاشتها الجزائر ما بين القرن السادس عشر والقرن الثامن عشر، مبرزا في التمهيد أهم الأحداث التي جرت في تلك الحقبة على المسرح الإسلامي وعلى المسرح العالمي وعلى مسرح الجزائر. وفي ثلاثة فصول يسرد المؤلف مختلف الأحداث التي جرت على مستوى المشرق الإسلامي مما كان له أثره على الجزائر، ثم تعرض للحملات التي شنتها كل من إنجلترا وإسبانيا على الجزائر وما انتهت إليه الحروب بين الطرفين، وأبرز السياسة الاستراتيجية للجزائر التي جعلتها تتبوأ مكانة متميزة في البحر الأبيض المتوسط.
3 – المقاومة الجزائرية للاستعمار الفرنسي (1830م – 1838م): تناول الكتاب بالدراسة السنوات الأولى للاحتلال الفرنسي للجزائر، وأبرز موقف كل من الدولة العثمانية وحاكم مصر محمد علي باشا من هذا الاحتلال. كما كشف تهافت السبب الذي تذرع به الاستعمار الفرنسي لاحتلال الجزائر. ورصد بدايات المقاومة التي ظهرت في شكل انتفاضات محدودة في مناطق عديدة من الجزائر.
4 – الأمير عبد القادر الجزائري: بعد أن استعرض المؤلف سيرة الأمير عبد القادر بم محي الدين، وأبرز أهم الأحداث في حياته، درس جهوده في إعداد القاعدة الصلبة المتمثلة في بناء دولة حرب لمقاومة الاحتلال، وحدد بدقة الأعداء الذين وقفوا في وجه هذه الدولة داخليا وخارجيا، وكذا الحروب المريرة التي خاضها الأمير ضد الفرنسيين، والمعاهدات التي جرت بينه وبينهم، ثم أخيرا استسلام الأمير ومغادرته للجزائر.
5 – محمد المقراني: أوجز المؤلف في البداية مسيرة الأحداث التي كان لها دورها في ثورة الإخوان الرحمانيين، ثم حدد الوضع السياسي العام في المشرق والوضع الخاص في الجزائر والظروف والأحداث التي كانت تتفاعل فيها. ليتناول بعد ذلك بالتفصيل ثورة 1871م وما ترتب عليها من نتائج، وأبرز الشخصيات التي كان لها إسهامها في هذه الثورة.
6 – الأمير خالد الهاشمي الجزائري: بعد سرد لموجز حياة الأمير خالد، عالج المؤلف مسألة هجرة المستوطنين إلى الجزائر وموقف الجزائريين منها؛ ثم تحدث عن جهود الأمير خالد والصراع السياسي الذي خاضه في الجزائر، وأبرز دوره التاريخي في أوائل العشرينيات من القرن العشرين، وما كان له من أثر في سير الأحداث بعد ذلك.
7 – عبد الحميد بن باديس وبناء قاعدة الثورة الجزائرية: يكشف المؤلف طبيعة الاستعمار الفرنسي في الجزائر وأنه استعمار تنصيري حضاري سلك كل الوسائل لإخراج الجزائر من محيطها العربي الإسلامي، وهو ما أغراه بأن يحتفل بمرور قرن على احتلاله للجزائر ليعلن نهاية علاقتها بالإسلام. لكن هذا الاحتفال أفسده إعلان مجموعة من علماء الجزائر تأسيس جمعية لهم هدفها ربط الجزائر بتاريخها ولغتها ودينها، وهي التي قادها الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله. هذه الجمعية هي التي كونت القاعدة البشرية التي أعلنت الثورة، وحملت لواءها حتى الاستقلال. ويُعَرِّفُ المؤلف بجهود كل من المشايخ ابن باديس والإبراهيمي والتبسي والعقبي والميلي والمدني ومحمد العيد وأحمد رضا حوحو وبيوض، وما أسهم به كل منهم في تكوين قاعدة الثورة الجزائرية.
8 – نهج الثورة الجزائرية (الصراع السياسي): عَرَّفَ المؤلف بجهود الأحزاب السياسية التي نشأت قبل الثورة والتي حاولت أن تفتك بعض الحقوق للجزائريين من فرنسا، ويبرز كيف أن أصحاب هذه الجهود أدركوا استحالة الحصول على ما يطلبون من فرنسا مع أحداث 8 ماي 1945م، وهو ما جعلهم يقتنعون بأنه لا سبيل للتحرر إلا بالعمل المسلح. وهنا يعرف المؤلف بأبرز القادة الذين بدأوا طريق العمل السري الذي انتهى إلى الثورة المسلحة، ومنهم: بن بولعيد، بن مهيدي، بن بلة، كريم بلقاسم، عبان رمضان.
9 – الله أكبر وانطلقت ثورة الجزائر: بعد توصيف الوضع العام في الجزائر عشية الثورة في مختلف المجالات، فصل المؤلف القول في فلسفة الثورة الجزائرية من خلال بيان أول نوفمبر، ثم تحدث عن بدايات العمل الثوري، والعقبات التي وقفت في وجه الثورة، والوسائل التي استعملها المجاهدون في الكفاح.
10 – جيش التحرير الوطني الجزائري: خصص المؤلف هذا الكتاب لتفصيل القول في نشأة وتطور جيش التحرير الوطني الجزائري، وتصاعد صراعه المسلح ضد الاستعمار، وأبرز المعارك التي خاضها في مناطق مختلفة من البلاد.
11 – أيام جزائرية خالدة: أفرد المؤلف هذا الكتاب لإبراز بعض المحطات التاريخية المتميزة في مسيرة الثورة الجزائرية وما كان لها من آثار عميقة فيها، وكذا بعض المعارك الخالدة التي هزت كيان الاحتلال وزلزلت وجوده الاستدماري في الجزائر.
12 – المجاهدون الجزائريون: حرص المؤلف في هذا الكتاب على إبراز خصال المجاهدين الجزائريين، وما تميزوا به من أخلاق سامية وفضائل نادرة، وتنظيم عسكري محكم وكفاءة قتالية عالية، وهو ما أسهم في انتصار الثورة وطرد الاحتلال.
13 – المجاهدة الجزائرية: في هذا الكتاب يشرح المؤلف معاناة المرأة الجزائرية في ظل الاستعمار، ويبرز الدور النضالي الرائد الذي كان لها في الثورة والاستقلال. ويخص المؤلف مجموعة من النساء الجزائريات بالذكر والتعريف لما كان لهن من أعمال نضالية واستشهادية رائدة.
14 – الاستعمار الفرنسي (في مواجهة الثورة الجزائرية): تحدث المؤلف في هذا الكتاب عن محاولات قادة الاحتلال وأد الثورة الجزائرية وإيقاف مسارها، من خلال المشاريع المختلفة التي وضعوها لهذا الغرض، ومنها مشاريع ديغول، واختطاف القادة الزعماء، ومحاولات فصل الصحراء، وغيرها. والتي انتهت كلها إلى الفشل أمام صمود الثورة ووعي قادتها.
15 – جبهة التحرير الوطني الجزائري: فصل المؤلف في هذا الكتاب القول عن مؤتمر الصومام ومقرراته، وتطور جبهة التحرير سنة 1957م، وتشكيل الحكومة المؤقتة، والاعترافات التي حصلت عليها، وكذا دخول القضية الجزائرية إلى الأمم المتحدة.
خاتمـــــة
أخيرا، يمكن القول: إن الجهود التي بذلها بسام العسلي، والدراسات الفريدة التي أخرجها للناس، تعتبر أعمالا رائدة ومنجزات علمية وثقافية متميزة، دلت على طول نَفَسٍ في البحث، وصبرٍ دائب على جمع المعلومات، وعكوفٍ طويل على الكتابة والتأليف، وما كان هذا ليتيسر له لولا التفرغ الذي أتيح له، والعزلة التي فرضها على نفسه، بعيدا عن إغراء الشهرة الزائفة والأضواء الخادعة.
فرحم الله بسام العسلي، وأسكنه فسيح جناته، ونفع الأمة بما تركه من تراث تاريخي متميز، ودراسات استراتيجية رائدة.