صفقة قرن الشيطان/كمال أبوسنة
مرت القضية الفلسطينية بمراحل عديدة، وتعرضت لهزات كثيرة، واعترضتها مشكلات كبيرة، ولعل المرحلة الحالية تعد من أخطر المراحل التي تعيشها، والظاهر أن هذه القضية العادلة قد ظلمها العرب أكثر مما ظلمها خصومها…
بعد الربيع العربي تغيّرت الكثير من الأوضاع وظهرت تحالفات جديدة واستبدلت مفاهيم وقناعت بمفاهيم وقناعات أخرى أغلبها لم يعد يعطِي للقضية الفلسطينية وعلى رأسها بيت المقدس الأولوية على رأس القضايا العربية الكبرى، وانتزعت منها القداسة التي كانت تتمتع به في الواقع العربي على المستوى الرسمي بدليل الموقف الرسمي الأمريكي الأخير الذي أعلن مدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني…
فكانت مواقف بعض الدول العربية وردودها ضعيفة ومحتشمة، وبعض الدول العربية الأخرى -كما دلت بعض الوثائق المسربة- متواطئة مع الأمريكان والكيان الصهيوني للأسف من أجل ضمانات لاستمرار الخط السياسي الجبري وبقاء هذا التوجه قابعا على صدور الشعوب العربية..
ومهما يكن من أمر فقد أصبح واضحا أن القضية الفلسطينية تسير في مفترق الطرق، وأصعب الطرق هو الطريق الموصل إلى تحقيق صفقة القرن التي تقوم على أساسين هما:
– الأول، هو تفريغ سيناء من أهلها.
– والثاني، إخراج الفلسطينيين من فلسطين المحتلة وإقامة دولة بديلة لهم في سيناء.
وللإشارة فإن هذه الخطة لم تكن وليدة المرحلة الحالية ولكن ملامحها كانت بارزة في عهد الرئيس أوباما قبل مجيء “ترامب” ففي عام 2010 كتب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق جيورا أيلاند مقترحا لحلين من أجل تسوية القضية الفلسطينية…
وأحد الحلين هو تبادل المناطق، حيث تتنازل مصر عن 720 كيلومترا مربعا من أراضي سيناء لصالح الدولة الفلسطينية المستقبلية، بإضافة إلى مستطيل يمتد من رفح إلى حدود مدينة العريش طوله 24 كيلومترا وعرضه ثلاثون كيلومترا.
وفي 21 فبراير 2016، تم لقاء سري عُقد بالعقبة (الأردن) أيام إدارة أوباما- كشفت عنه صحيفة هآرتس الإسرائيلية في 19 فبراير 2017- بحضور بنيامين نتنياهو وجون كيري وعبد الفتاح السيسي وعبد الله الثاني، ونوقشت خلاله أفكار “جديدة” للحل “النهائي، وطُرحت خطة إعطاء أراضٍ من سيناء للفلسطينيين…
وليست صدفة أن يعلن الجيش المصري في هذه الأيام عن عمليات كبيرة في سيناء وبالتحديد في رفح والعريش وغيرها من المناطق وما يرافق ذلك من تهديم للبيوت وتهجير للسكان تحت مسمى محاربة الإرهاب، فهل بدأ العد التنازلي لبداية تهيئة الأرض البديلة للفلسطينين بتنفيذ عربي وإخراج أمريكي.؟