حوارغير مصنف

البصائر في حـوار قصير مع القارئ والـمدون ياســين إعمران

حاوره: ياسين مبروكي/

فزتم بمسابقة فرسان القرآن الكريم المنظمة من طرف التلفزيون الجزائري في طبعتها الأولى سنة 2008، كيف عشتم التجربة حينها، وهل يمكننا أن نعتبر فوزكم وقتها بالانطلاقة الفعلية للقارئ ياسين إعمران في عالم التجويد والترتيل؟
– كانت تجربة فرسان القرآن تجربة طيبة غير مسبوقة، فتحت باب خير عميم في الإعلام العربي والجزائري خصوصا، حيث شاهدنا لأول مرة شبابا ذوي أصوات جميلة يتنافسون في ميدان خير وهو تلاوة القرآن الكريم، وقد وفقني الله لأكون أول فائز في أول طبعة، وإن كانت بدايتي قبل تلك المسابقة ببضع سنوات، حيث سجلت في التلفزيون الجزائري تلاوة وأنا ابن 16 سنة، كنت أصغر من سجل تلاوة للتلفزيون الرسمي آنذاك.

– من خلال تجربتكم الحافلة مع القرآن الكريم، بم تنصحون القراء ومعلمي القرآن للنجاح في هذا المجال حفظا وتلاوة وتحليا بأخلاق القرآن الكريم؟
– أنصح قراء القرآن الكريم ومتعلميه وأنا واحد منهم أن لا ينقطعوا عن طلب العلم والتحكم في هذا الميدان أبدا، فطلب العلم وحده من يسمح بدوام التميز والنجاح.


– كنتم أول من رفع الآذان في جامع الجزائر “المسجد الأعظم”، كيف يمكنك أن تصف لنا تلك اللحظات التاريخية؟
– كانت لحظة طيبة وتاريخية تلك التي رفعنا فيها الأذان في جامع الجزائر، وقد لقي ذلك ترحابا واسعا عند عموم الجزائريين بافتتاح هذا الصرح الكبير للصلاة، ونتمنى أن يُستكمل الفتح ليباشر الجامع مهامه المنوطة به.


– نتابع من حين لآخر مقاطع مختلفة لرفعكم الآذان بصوت جميل وبطبوع مختلفة وفي أماكن مختلفة كتركيا وإسبانيا، ما قصة عشقكم للآذان؟
– الحمد لله كانت لي مشاركات دولية عديدة، ولكن أكثرها أثرا علي أذاني في غرناطة بلا مكبر صوت، كانت لحظة لن أنساها ما حييت، اختلطت فيها مشاعر الحزن بمشاعر الفخر، أرجو من الله القبول.
– قمتم بجولات علمية دعوية في دول شمال أوروبا في رمضان 2021، كيف وجدتم المسلمين هناك ويومياتهم، وكيف يتعايشون مع الديانات الأخرى؟
– قمت بجولات أوروبية في شمال أوروبا عام 2019، وقد زرت عديد المراكز الإسلامية في البلاد الإسكندنافية، ووقفت على خير عميم، ومشاريع طيبة وأخرى تحتاج تسديدا وتوجيها، وإني أرجو التوفيق والسداد لعموم العاملين في مجال الدعوة إلى الله في أوروبا والغرب عموما.
– أنت واحد من الأقلام والمدونين الأكثر متابعة على مواقع التواصل الاجتماعي، كيف ترون هذا المجال التفاعلي وهل يعتبر وسيلة ناجعة لإيصال الرسائل الهادفة وتصحيح الأفكار والمعتقدات؟


– التدوين في مواقع التواصل الاجتماعي كالسير في حقل الألغام، خصوصا وأنت تعلم أن هناك الكثير من المتربصين من أعداء الهوية الإسلامية العربية التي تشربناها في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، لكن لا بديل عن خوض هذه المعركة وتحمل تبعاتها النفسية والمعنوية، فدائما ما أتعرض لحملات تشويه وحملات إعلامية مناوئة، لكن كل هذا مع الوقت لم يعد يؤثر في، فأنا أنظر إلى غايتي ومستعد لدفع الثمن المطلوب في سبيل نصرة ديني وعقيدتي وهويتي.


– راج مؤخرا في الجزائر مصطلح “المؤثرين” مع اختلاف اهتماماتهم وما يروجون له، برأيك ما هو تقييمك لصناع المحتوى الهادف ونجاعة ما يقدمونه لرواد مواقع التواصل الاجتماعي؟
– المحتوى الهادف في الجزائر ضعيف التأثير للأسف، والناس تنصرف إلى ما يخدش الحياء، وقد قيل كل ممنوع مرغوب، هؤلاء المؤثرون سلبا جزء لا يتجزأ من مشروع علمنة المجتمعات العربية الإسلامية، وهذه الظاهرة عالمية من حيث تفاهة المحتوى المطروح للعامة في وسائل التواصل الاجتماعي، وطوامها مست حتى المجتمعات الغربية، وخبراء كثيرون منهم ينبهون لخطورتها، لكن يبدو أن الموجة أقوى وأكبر من الجميع، لكن يبقى الخير موجودا ومطلوب منا تشجيعه وإبرازه.
– برأيك، كيف نحافظ على قيم ومبادئ الأمة في ظل الغزو التكنولوجي والثقافي الجديد؟
– لابد من مواجهة الفساد بنفس وسائله التقنية، أي أن يتواجد الخير والنفع جنبا إلى جنب مزاحما للفساد في مواقع التواصل الاجتماعي، ولا بديل لنا عن ذلك، حتى نبرّئ ذممنا أمام المولى تبارك وتعالى، ونخدم الدعوة بأفضل الوسائل المتاحة.
– لكم اهتمام واطلاع واسع على مختلف التجارب الاقتصادية الإسلامية الرائدة، ما هي التجربة التي ترون أنها الأنسب والأصلح لنهضة اقتصادية إسلامية واسعة؟
– الحمد لله حضرت عدة مؤتمرات دولية ذات الاهتمام بالنهوض الاقتصادي والتنموي لواقع الدول العربية والإسلامية، لست خبيرا بالمجال حتى أنصح بتجربة دون أخرى، لكن كل تجربة نهوض اقتصادي في العالم فيها ما قد يفيدنا في واقعنا، حتى ولو كانت هذه التجارب في البلاد الغربية، ففي كل هذه التجارب عموميات يمكن استنساخها والاستفادة منها، وخصوصيات تخص كل بلد وظروفه وإمكانياته.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com