فتاوى

الزنا حرام، والإجهاض حرام، وإقامة الحدود واجب

الشيخ محمد مكركب أبران
Oulama.fatwa@gmail.com

الفتوى رقم:585

الســــــــــــؤال
قالت السائلة: خرجت في رحلة مع شاب فَغَرَّنِي، حيث وعدها بالزواج، ووقعت معه في الفاحشة، وحملت منه، ولما بلغ الحمل منها أربعة أشهر، ويئست من وعود الشاب، عملت على إسقاط الحمل، ولم يسمع بذلك والداها، والآن تقول: إنها نادمة، ولم تعلم ما ذا تفعل؟ وما هي الكفارة الواجبة عليها؟
الجـــــــــــواب
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله.
أولا: سبب هذه الخطيئات المتكررة مع فتيات، هو: من تقصير مناهج التربية والتعليم، فالمسؤولون عن المدرسة مسؤولون عن ذلك الانحراف، مسؤولية شرعية وأدبية، وكذلك الآباء والأمهات، وكذلك القضاء والحسبة، إنه التقصير في التربية والتعليم، وتقصير في دور الأسرة، وتقصير في عدم إقامة الحدود على من يرتكبون الفواحش ليكونوا عبرة وزجرا لغيرهم. كما أمر الله تعالى. ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ﴾ (سورة النور:2) ومن أسباب الفجور انتشار الخمور، والتبرج، والمخدرات، وكثير من الأنظمة والمسؤولين، أبوا أن يطهروا المجتمع من تلك الرذائل والموبقات، وكأنهم راضون بها، وكذلك بلاء المسلسلات. ولاتزال هذه الأسباب التي يجب الإسراع في إزالتها وتنقية المجتمع من رذائلها ومفاسدها. فيجب تربية بناتنا على الحشمة والعفة والقيم الدينية، ومنع الاختلاط المضر بالأخلاق. كما يجب أن تبرمج آيات الأحكام في مناهج التعليم، ليتفقه الطلبة في الدين، والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثانيا: كان الواجب عليك أيتها السائلة، عندما أخطأت وارتكبت معصيتك الكبيرة المتمثلة في الفاحشة، أن تخبري أمك، وهي بدورها تخبر والدك، ليتصرفا وفق ما يجب على الوجه المشروع، وبالحكمة، بعد السؤال والتفقه في طريقة العلاج، كان المطلوب أن تخبري عن المراهق المتهور الضائع مثلك، الذي غَرَّكِ، وشاركك في ارتكاب الفاحشة، ويقام عليكما الحد، بعد اعترافكما، لتتطهرا، وتتوبا، ثم تتزوجا، والتستر على شريكك في الفاحشة، وانتظار تلك المدة، ثم الإقدام على الاجهاض، فتلك جرائم أخرى، والغلط لايعالج بالغلط. ثم عليك الآن أن تخبري والدتك لتساعدك على التصرف الصحيح. والله تعالى أعلم وهو العليم الحكيم.
ملاحظة وتذكير: على الوالدين في مثل هذه الحالات الشاذة، ونسأل الله العفة والستر والحفظ لكل أبنائنا وبناتنا، ودوام الصلاح لكل الأسر، فمثل حالة والد أو والدة السائلة، لو أخبرته، أن لايقابل ذلك بالغضب، والعنف، والتصرف الارتجالي العنيف، وإنما يتأنى، ويتصبر، ثم إذا لم يكن على فقه وحكمة فيذهب مباشرة إلى عالم فقيه ويسأله ماذا يفعل، والله تعالى مسبب الأسباب، وهو الذي يوفق المتوكلين عليه إلى أبواب الصواب.والله تعالى أعلم وهو العليم الحكيم.
ثالثا: يقال للسائلة: إن الحكم في إسقاط الحمل حرام، وأن على من ارتكب هذه الجناية دية، وتقدر دية الجنين بخمسين دينار ذهبيا، وهو ما يساوي:5ر212غ. وتكون الدية على الجاني وتقسم على ورثة الجنين، ولاحق للجاني في الدية . ودية الجنين قدره النبي صلى الله عليه وسلم. عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: اقتتلت امرأتان من هذيل، فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها، فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.[فَقَضَى أَنَّ دِيَةَ جَنِينِهَا غُرَّةٌ، عَبْدٌ أَوْ وَلِيدَةٌ، وَقَضَى أَنَّ دِيَةَ المَرْأَةِ عَلَى عَاقِلَتِهَا] (البخاري:6910)
وفي هذه المسألة الجاني هو السائلة ومن ساعدها في الإجهاض. وإسقاط الجنين يعتبر نوعا من القتل الخطأ، وسواء كان الجنين من حرام، أو من حلال، فيحرم إسقاطه، وله الحق في الحياة. وعلى الجانية أن تتوب إلى الله تعالى، فقد ارتكبت إثما، وخطأ فاحشا، بل يعد إسقاط الجنين جريمة.والله تعالى أعلم وهو العليم الحكيم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com