لمسات بيانية من القرآن الكريم
أ. سعدي زهرة/
كم في كتاب الله من لمحات بلاغية أبهرت الباحثين والمشتغلين على الفصحى وآدابها ….ومن هذا ما أطلق عليه واو الثمانية
وهذه وقفة جميلة مع: واو الثمانية سميت واو الثمانية بهذا الاسم لأنها تأتي بعد ذكر سبعة اشياء مذكورة على نسق واحد من غير عطف ثم يؤتى بالثامن مقرونا بالواو ….
مثلا نقول: محمد فاهم راسخ عالم تقي نقي زكي وارع وزاهد .
مثال من القرآن الكريم: «التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر».
فقد ذكر سبعة أوصاف ثم ذكر الثامن بالواو
وايضا في قوله في سورة الكهف: «سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم».
لم يعطف بالواو في «رابعهم» ولا في «سادسهم» بل عطف في «ثامنهم».
ومن ذلك قوله ايضا: «سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام».
ومن أعجب من ذلك:
الحكمة في مجيء الواو في قوله تعالى: «حتى إذا جاؤوها (وفتحت) أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين».
وأما أصحاب النار فلم تأت الواو (حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها).
زعم البعض أنها تضمنت واو الثمانية قوله تعالى في سورة الزمر: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾
[الزمر: 73].
قالوا: إن الواو في قوله سبحانه:
﴿ وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾ واو الثمانية، وحجتهم أن أبواب الجنة ثمانية، فناسب السياق الإتيان بواو الثمانية بخلاف النار فإن أبوابها سبعة، لذا لم تذكر هذه الواو في قوله تعالى: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾.