من تراثنا

الإصلاح المنشود وأساليب الدعوة إليه

أد. مولود عويمر/

 

يجد القارئ في هذه السلسلة نصوصا قديمة متجددة حررها العلماء والأدباء الجزائريون حول قضايا عصرهم واهتماماتهم العلمية والأدبية والفكرية والسياسية الوطنية والعالمية. وحوت هذه النصوص المرجعية للفكر الجزائري المعاصر معينا غزيرا يغرف منه الباحثون المشتغلون على تاريخ الجزائر في القرن العشرين والدارسون لذخائر تراثنا. وألتزم هنا قدر الامكان بنشر الآثار المغمورة أو المتداولة بشكل محدود لننفض الغبار عنها ونحيي جهود أصحابها الذين لم ينصفهم دائما الباحثون لأسباب مختلفة. وأمهد في كل مرة بترجمة موجزة لصاحب النص، وبيان سياقه العام وعرض مختصر لمضمونه، وتعريف مقتضب للمصدر الذي اقتبست منه، وهي في غالب الأحيان عبارة عن جرائد ومجلات قديمة تعتبر في حد ذاتها وثائق مغمورة أو نادرة.

هو الشيخ مصطفى بن حلوش المولود في 25 أكتوبر 1907 بمستغانم. تعلم على والده العالم الشيخ بلقاسم بن حلوش العضو الإداري بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ثم رحل في عام 1926 إلى مدينة قسنطينة للدراسة على الشيخ عبد الحميد بن باديس علوم اللغة والفقه والحديث والتفسير، فأجازه ثم وجهه نحو جامع الزيتونة لمواصلة دراساته العليا، فسافر إلى تونس في عام 1927 ونال شهادة التحصيل في عام 1930 من هذا الجامع العريق. وتردد أيضا على المدرسة الخلدونية الحديثة لتلقي العلوم العصرية…الخ.
ساهم الشيخ بن حلوش في أعمال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في سيدي بلعباس حيث أنشأ بمساعدة أنصار الإصلاح في هذه المدينة مدرسة سماها مدرسة الشباب الأدبي الإسلامي، وناديا للشباب اسمه نادي النجاح، فعمل معلما في تلك المدرسة، ومحاضرا ومرشدا في ذلك النادي بين 1934 و1938.
وأمام مضايقات الإدارة الاستعمارية عاد إلى مستغانم للإشراف على مدرسة العائلة. وعيّن الشيخ بن حلوش ممثلا لجمعية العلماء المسلمين في القطاع الوهراني ليشرح أهدافها ورسالتها، وتفرغ للتعليم والإرشاد. وتقديرا لجهوده تبوأ مناصب عديدة في هذه الجمعية منها: مندوب لجريدة «الصراط» بعمالة وهران، وكاتب عام لجنة الإصلاح الاجتماعي.
وفي عام 1936 عيّن ممثلا للجمعية في المؤتمر الإسلامي في سيدي بلعباس، ثم عضوا بالمكتب الإداري لجمعية العلماء. وعن جهوده الصحفية، أذكر هنا تحريره عدة مقالات دينية وثقافية في الجرائد العربية: «البصائر» و«الشهاب» و«الشريعة»، و«النور»، وجريدة «لسان الشعب» التونسية.
وبعد الاستقلال عاد الشيخ حلوش إلى التعليم، فعمل أستاذا بثانوية زروقي الشيخ بمستغانم إلى أن تقاعد في عام 1975. توفيّ الشيخ مصطفى بن حلوش في هذه البلدة يوم 18 جويلية 1980.
نشر الشيخ مصطفى بن حلوش هذا المقال في مجلة «الشهاب»، المجلد 6، الجزء 6، الصادر في صفر 1349 هـ/ جويلية 1930م أي سنة قبل تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. تأثر الشيخ بن حلوش بعالمين بارزين وهما: المهدي بن تومرت الذي حوّل دعوته الدينية إلى دينامكية سياسية وعسكرية أسست دولة تضم كل بلدان شمال إفريقيا، وكذلك جمال الدين الأفغاني الذي بث روح اليقظة في العالم الإسلامي المعاصر ونادى الشعوب الإسلامية إلى التحرر والنهضة.
طرح الشيخ بن حلوش في مقاله مشروعا لتأسيس حزب إصلاحي غداة عودته من تونس وكله حماس للدعوة والإرشاد والتغيير في بلاده المستعمَرة. لقد رسم صورة سوداوية للحالة الثقافية والدينية للجزائر التي جاءت نتيجة لتراكمات من الأخطاء، وقدم بعد ذلك تصوره لمستقبل زاهر بشرط أن تتعاون النخبة الجزائرية فيما بينها وتتفاعل بشكل إيجابي مع الواقع الجزائري وتستجيب لمتطلبات العصر، وتتكيف مع تطوّر المجتمع وتطلعات أفراده.
*** *** ***
«يلتفت النابه المفكر، فإذا هو منبغت مندهش، وإذا هو راث مشفق، هو أمام واجب ماله منه بد، هو واجب الإسعاف والمواساة، واجب الدأب والسعي لماذا هذا؟ لأنه يرى هيكلا ضخما أنهكت قواه صروف الزمان، ومزقت أوصاله طوارئ الحدثان، فراح يئن أنين المكلوم، ويتحسر تحسر المهموم، وقد أدركه الهرم في الشباب، ووقف له شبح الموت المريع بالباب، فصاح: الغوث! الغوث! فما أغيث. النجدة! النجدة! فما أنجد.
ذلك الهيكل الضخم، وتلك الذات المتألمة، والنفس التواقة للبقاء والحياة الحقة، بقاء في ظلال الحرية، وحياة في كنف العدل، «وتحت الراية المثلثة طبعا وبمساعدة فرنسا الديمقراطية» هو هيكل الوطن الجزائري الجميل وذاته النضرة ونفسه الكبيرة، هو الوطن الجزائري الفسيح الأرجاء، الجميل الموقع النقي الهواء، هو الوطن الجزائري الكثير الخيرات، العظيم الإنتاج، الخصيب القرائح، الذكي القلوب، هو الوطن الجزائري الذي جفاه أهله، فعظم خطبه وعداه وبله، فكثر جدبه، أفلا تكون حالته داعية للإشفاق منه والتخفيف عليه؟
صوت من أعماق الشعب لفت أنظار ثلة من الفضلاء واسترعى قلوبهم الحية، وضمائرهم الطاهرة، ونفوسهم المطمئنة بالإيمان، فابتدئوا العمل وواصلوه إلى اليوم فوجب لهم الفضل السابق، والشكر من اللاحق، فلننظر إذا فيما عملوا وإلى أين وصلوا وأيان يتجهون وأي سبيل ينهجون؟
كل عمل هؤلاء هو إنشاء صحف عاشت ما شاء الله لها أن تعيش بين الضغط على حريتها وجهل العامة بقيمتها، وباكورة هذه الصحف صحيفة المنتقد «الشهيدة» وكانت تعمل لغايتين كبيرتين إحداهما دينية وأخراها سياسية إلا أن عنايتها بالأخيرة كانت أقل من عنايتها بالأولى.
والكيّس اللبيب يسهل عليه أن يعلل هذا السلوك ولكنه مع تعليله له لا يبرره لأن الأسباب والعلل التي ينتهي إليها بعد النظر يجدها ملازمة لكل عمل اجتماعي وغاية اجتماعية خصوصا في ظروف كالظروف التي يجتازها المجتمع الجزائري في جو حالك متعكر كجوه. لنمسك القلم إلى حين عن الإصلاح السياسي ولنُثنِ عنانه نحو الإصلاح الديني.
إني مع تسليمي بأن الثورات الأدبية تحول وجه الشعب تحويلا كليا وتقلل من إسرافه في شيء وتلهمه للأخذ من شيء آخر. أقول بأن ثورتنا الأدبية الدينية لم تنفعنا إلا نفعا لا يكاد يذكر وستقف عند هذا الحد الذي وصلت إليه مع الأسف! ولم ذلك؟
أفلا يعلم من شاء أن يعلم أن تنبيه الأمة الخاملة واستنهاضها هو من جهة دينها وشعائرها أقرب منه من جهة أخرى؟ أو لم يأتك نبأ ابن تومرت وكيف أنه بدعايته الدينية هيأ كامل شمال إفريقيا لوحدة سياسية نادرة المثال تمت بمساعي تلميذه عبد المؤمن؟ بل لماذا أذهب بك بعيدا؟
ولا أرجع بك خطوات إلى الماضي القريب فتبصر بالسيد جمال الدين المصلح العظيم – الذي قال فيه الفيلسوف الفرنسي رينان الشهير: «كنت أقرأ كثيرا عن محمد ولا أعرفه فلما عرفت السيد جمال الدين عرفت من هو محمد» أو ما في معنى ذلك. – خارجا من بلاد الأفغان الجبلية كأنه أسد يزأر زئيرا أرعب الشرق وأنذره الخطر فانتبه خاملوه، ونشط متكاسلوه، أو كأنه إسرافيل ينفخ في الصور فإذا أبناء الشرق قيام ينظرون وإذا هم إلى الخيرات يتسابقون، وبالحرية والعدل يطالبون، وما هو إلا زئير القرآن في الغافلين، وروح القرآن تنفخ في المائتين!
نعم نعم هذا حق واقع فللدين سلطان على النفوس وقوة على قيادة الشعوب. وان كانت عوامل أخرى غير الدين تقتاد الشعوب نحو البوار أحيانا فإن الدين لا يقتاده إلا نحو السعادة والحياة الهنيئة إلا إذا عسف بها أهله وأحالوا بينها وبين نوره ولكن من لنا بهمة ابن تومرت وصبره الجميل على الشدائد واستسهاله الصعاب، واقتحامه المشاق، في سبيل مهمته؟ ومن لنا بجبروت نفس عبد المؤمن ودهائه السياسي وبلائه في سبيل الله والوطن؟ ومن لنا بعصامية جمال الدين وكبر عقله، وقوة نفسه، وعظيم آماله، وجليل أعماله؟
كأني بك تطالبني بتعليل وقوف حركتنا الإصلاحية وكأنك تريد أن تناقشني الحساب فيما أقول وأن لا تقبل مني ما أرى وذلك كله من حقوقك المحترمة ولكني واثق بأنك لا تكابر في الحجة المعقولة، والواقع المشاهد، وعلى هذه الثقة اعتمد وأبيّن لك الأسباب والعلل كما يأتي:
• عدم تكوين حزب إصلاحي ديني له برنامج خاص يسير على مقتضاه كل من يريد الانضمام لهذا الحزب.
• موت أكثر الصحف الإصلاحية واستنكاف بعضها – التطرف الذي يجب أن يكون بقدرة الرجعية المتغلغلة في الشعب حتى يحصل التوازن بين قوة الرجعية وقوة التطرف فيجيء الاعتدال.
• اختلاف الإصلاحيين في أساليب الإصلاح ووسائله مع إتفاقهم على وجوبه.
• تفرق المصلحين مع قلتهم في أنحاء القطر وهذا لا يضر لو كانت لهم نقطة مركزية يشخصون إليها بإقدامهم أو برسائلهم.
• عمل الإصلاحيين على بث دعوتهم في العامة البلهاء – وإغفالهم الشباب المتعلم.
أفلا يكفي هذا برهانا على وقوف حركة الإصلاح بالجزائر وأنها لم تأتنا بالنتيجة المطلوبة ولن تأتينا بها ما دامت سالكة مسلكها هذا؟
لا أظن أحدا يرى خلاف هذا الرأي فإن اجتماع الدعاة وتقرير برنامج الدعوة يجب أن يكون قبل الشروع فيها وإذا كان رأي الفرد أصوب من رأي الجماعة وعقله أكبر من عقلها ومداركه أوسع من مداركها فلن يكون يوما من الأيام أقوى منها وأقدم وأشجع وأحزم، وأقدر على تنفيذ ما يسنه كقدرتها.
وإذا أردنا أن نعلل موت الصحف وإحجام بعضها عن البعض على الوتر الحساس ومس العرق النابض من الأمة فأول ما بيدو هنا من العلل: «التفرق» فإن ما أنشئ من صحف في البلاد إنما كانت إنشاءً فرديا والعمل الفردي ما يبتدئ حتى يخفق، فإما لأنه يعوزه المال، أو الأدب، أو همة العمل والكد، أو كل ذلك. وأحد هذه الأسباب نشأ عنه تعطيل صحف: «الجزائر» و«البرق» و«صدى الصحراء» و«وادي ميزاب» و«ميزاب» و«الإصلاح» وغيرها.
ولقائل أن يقول أن أحد هذه الأسباب لم يكن هو الموقف لإحدى هذه الصحف وإنما الذي أوقفها هي الحكومة الجمهورية التي ويا للأسف لا تعترف بحق الصحف العربية ولا تمنحها حريتها المشروعة كما منحتها لأختها الفرنسية.فلا يعسر على جوابه بأن لا عتاب على الحكومة إذ هي بعملها هذا تعلمنا كيف نستعد وكيف نأخذ الحيطة لمؤسساتنا حتى لا يمسها أحد بسوء.
وإذن فلولا فقدان ما ذكرنا من وسائل وأسباب ما كان شيء من ذلك ولو كانت متوفرة لبذلت الجزائر بأقسيوم أو مزغناي ولبدل «البرق» بالرعد القاصف أو الريح السموم… ومن مثل هذا الضعف ومظاهره تتخلق مكروبات الرجعية في الناس وعدم الثقة بمشروعات المفكرين والآن يتنازل الصحفي مضطرا عن أريكته الصحفية ويعبث بالأمانة المنوطة بعهدته ويحجم الساعي عن السعي أو يقلل منه لأنهما لا يجدان آذانا صاغية وقلوبا واعية ونفوسا مؤمنة بما يقولون وما إليه يتوقون.
ويتجلى هذا الضعف في اختلاف الإصلاحيين في وسائل الإصلاح وأساليبه مع قلتهم وتفرقهم- التفرق الذي هو داء كل حركة وعلة كل إخفاق – حتى ليكاد كل فرد منهم يكون مستقلا في أسلوبه ووسائله عن غيره وإني وإن كنت أؤمن بأن الاختلاف في الوسائل غير مضر منها إتفق في الغرض وانه طبيعي ولابد منه في كل الأعمال الاجتماعية إلا أنني لا أراه ينفع إلا إذا كان بين الجموع لا بين الأفراد وقد قدمت لو كان الفرد لا يملك أن ينفذ ما يقرر فهو محق متعطل حقه في آن واحد وبخلافه الجماعة بأنها قادرة على الكفاح ومالكة أن تنال المرغوب. إلا تولي وجهك معي شطر الحزب الإصلاحي الذي طالما نوهت بوجوده الجرائد وتستعمل إن شئت الميكروسكوب للتفتيش عليه علك تعثرني على ما يمكن أن يسمى حزبا إصلاحيا؟ إني أرى بنفسي أن تتقيد بالوهم، أو تهيم مع الخيال! فليس هناك حزب إصلاحي أو عمل جدي أو سعي تترقب من ورائه النتائج الحسنة.
ونام هناك الدعة والسكون، واليأس والقنوط، والتواكل والجبن الممقوت وإنما هناك الفوضى في الأعمال، والاضطراب في الأقوال، والغفلة عن تحسين المآل، وابتياع الضمائر بالأموال. وفي رجالنا من شعر بالواجب وأدرك عظم التبعة الملقاة على كاهله لو في للشعب بمنيته، وقاده إلى بغيته، فيما بين عشية وضحاها.
إن أبناء الجزائر مازال يحتل رؤوسهم كأكثر الشرقيين جراثيم الأوهام، وجنود الضلال، ويحسر أبصارهم ظلام الباطل عن نور الحق قيدوا عقولهم فماتت قلوبهم وقعدت بهم هممهم فعتموا وهم في بيداء الضلال يعمهون في مهمه من الجهالة يهيمون، ذلك هو ما ليس شأن أقل القليل منهم ولكن أكثرهم به متصفون.
العامة بلهاء، والشباب مغفل،والمصلحون عنه غافلون، وللعامة مقسورون، ولسلطان العوائد والتقاليد مقهورون. ومن العوائد ما يجب أن يحطم، والتقاليد ما يلزم أن يهدم، فإن وقوف السير في الحياة والبقاء على حالة واحدة لهو الموت بعينه.
يحاول المصلحون الحصول على ثقة العامة بالوقوف على إرادتها فيتزينون بما يروق في عينها، ويجالسون من له شان في نفسها، ويتحدثون لها لا لسواها ويطلبون عندها الألقاب والتفخيمات ولو أدركوا أنها سريعة التأثر سهلة الانقياد أقل مبذول عندها تلقيب من يؤثر عليها ويقودها وان اللقب الذي يأخذونه منها عند هيجانها واستفزاز مشاعرها وبعث كوامنها، أعظم منه عند سكونها وهدوئها واستقرار مكونات نفسها – لأخروا هذا الطلب إلى وقته، واشتغلوا عنه إلى إبانه، ولوجهوا كامل عنايتهم للشباب الذي هو محط الآمال، ورجاء الوطن والدين، والذي هو أحرى بان يوعظ وينبه. ويربى ويهذب، والذي هو اقرب للتفهيم، وأطوع توجها لطلب الحياة وورود مناهل السعادة.
ويحاول المصلحون أيضا، أن يقنعوا العامة بالحجة والبرهان وأحقق لهم أن العامة لا تعقل الحجة ولا تعترف بالبرهان. ولو تنبه أحدهم له خلال الدرس يلقيه عليها لرآها تموج موجا وتضطرب اضطرابا. وتشرئب إشرئبابا لما يقوله؛ حتى ليخيل إليه أنها آمنت به وستشرع منذ الآن في تنفيذه. وما يروعه إلا أنها تسكن بسكونه. وتتحول عن قوله بسكوته. لأنه ليس من طبعها أن تبقى مذعنة للبرهان أكثر من وقت إقامته.
من هنا تعلم أن الذي يأتي الإصلاح بأنواع من جهة العامة مخطئ الخطأ كله ولا نريد أن تغفل العامة من كل إرشاد وتهذيب. لا بل الذي نريد أن لا نصرف لها من العناية إلا قليلا بالنسبة لما نصرفه منها للشباب إذ يمكن أن يكون هو وسيلة لتهذيبها وترشيدها ولا يمكن العكس.
فالشباب الشباب! الحرص على تهذيبه وتوحيده قبل كل شيء وأوكد من كل شيء فعلى سواعده قامت نهضات الأمم وفي أحضانه حطت رحال آمالها.
هذه خلاصة ما يقال في حركة الإصلاح عندنا وفيه مع ذلك شيء غير قليل من الإجمال ربما نعود له في غير هذه المرة بالتفصيل. ولكن عليّ أن لا أمر بك دون أن أبين لك السبيل الأقوم «ما أراه» للإصلاح والذي لا يمكن بدونه أن نصل (في رأيي) لما ننشده من إصلاح اجتماعي وتهذيب ديني عام.
واليك خلاصته:
يجب تأسيس حزب إصلاحي ديني يكون مركزه «العاصمة» وله فرعــــان: أحدهما بقسنطينة والأخر بوهران، شعاره الدعوة إلى الدين الإسلامي الصحيح ونشر اللغة العربية التي هي الوسيلة الوحيدة لفهم الدين والغرف من كوثر القرآن، ويستند هذا الحزب على عزيمة الشباب المفكر وبذل الأمة الجزائرية الكريمة.
يجب أن لا يستصعب أحد هذا المشروع سيما إذا كان من أولي العزم والحزم والفكر الوقاد والرأي السديد. فالأمة سخية بذالة في سبيل الدين والحكومة لا دينية لا تعارض ولا تتداخل في الشؤون الدينية بطبيعة مبادئها الديمقراطية. فما بقي لنا إلا جهد المفكرين وجد المصلحين.
اللهم اجمع كلمة قومي وهيئ لهم من أمرهم رشدا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com