البصائر في حوار قصير مع شيخ المنشدين محمد أمين الترمـذي : الإنشـاد فنّ من الفنون اللســــانية الرائعة التي تؤدي دورا رساليا كبيرا ..لكننا فرّطنا فيه
• بدأ الإنشـاد مديحا ....ثم انتقل إلى الدعوة والإيــمان وتعميق القيّم الدينية والثورية

حاوره في سكيكدة : خالد منصور ـ حسن خليفة/
في زيارة له إلى مدينة سكيكدة، قبل مدة غير طويلة، باستضافة من شعبة سكيكدة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين في سياق أنشطتها الثقافية والفكرية، التقينا بالشيخ المنشد الإسلامي الكبير المعروف الترمذي، وقد تحاورنا كثيرا في مسائل عدة ، وقضايا إسلامية وفكرية وفنية وأدبية متعددة الموضوعات، متشابكة الرؤى . وقد دعونا الشيخ الترمذي أنا والأخ خالد منصور إلى حوار نجريه معه وتنشره جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ..فكانت هذه السطور؛ مع الإشارة إلى وجود كتاب هام يُجمل حياة الشيخ المنشد الترمذي منذ بداياته الأولى في عالم الفن الراشد والإنشاد الهادف، وقد اشتمل الكتاب على أقاصيص كثيرة مما حدث له ولفرقته الإنشادية في كثير من المدن والقرى السورية واللبنانية التي كان يزورها للإنشاد في الاعراس والمناسبات التي حرص اهل الإسلام على إحيائها بما لا يخدش الإيمان والحياء، وذلك في بدايات الصحوة الإسلامية في العالم العربي كله، أي في بدايات الثمانينيات من القرن الماضي، والتي يعرف الكثيرون من الإخوة والأخوات أنها كانت ميلادا جميلا للصحوة الدينية والروحية والإيمانية، في مجمل أقطار العالم الإسلامي والعربي، بما في ذلك وطننا الجزائر، وكانت تلك الصحوة إيذانا بميلاد فجر صلاح وإصلاح ويقظة ونهضة وإيمان وأمن وأمان ويُمن ، ولكن الكثير من الغباء، والطموح غير المشروع، وقلة التبصّر ، وغياب ملمح القيادة القويم ..إضافة إلى التآمر الاستعلائي الغربي ، واعمال أجهزة الرصد التي كانت تلتقط كل حركة ونأمة في العالم العربي، وتضع لها البرامج المجهضة والتخطيط المدمّروالتدبير الطويل المدى …كل ذلك كانت له آثاره الضارة على تلك الصحوة ..ما جعلها تؤول إلى مآلات أخرى غير المآلات المرجوة والمنتظرة ، وفي ذلك حكَمٌ وعِبَرٌ لا حصر لها..لكل من كان له قلب أو ألقى السمع … وإلى الحوار
• سألنا أول الأمر الأستاذ الترمذي …من هو المنشد محمد أمين الترمذي حتى يعرفه القراء والقارئات ؟
-إسمي الكامل: محمد أمين، واسم الوالد عبد القادر، واسم العائلة: الترمذي. جنسيتي سورية. وأنا من مواليد مدينة حلب (سنة 1945)، وأنا متزوج، ولي 11 ولـدا.
• كيف كانت بداياتك في مجال الإنشاد ..أو فلنقل كيف كان ميلك لـ «الفن الإسلامي» كما كان يُسمى؟
-كنت وانأ في سن العاشرة من عمري اسمع المطرب عبد الحليم حافظ من المذياع وأقلده، واشتريت طبلة وصرت اضرب عليها بشكل بدائي.
وفي سن 12 أو 13 عاما زرت احد أقربائي ، وكان شابا فأخذني إلى حفل في مسجد بمناسبة الإسراء والمعراج، وكان ممتلئا بالناس، واستمرّ الإنشاد إلى ساعة متأخرة من الليل، وكانت هذه أول مرة أحضر فيها حفلا دينيا إنشاديا، ورأيت قريبي ينشد في ذاك الحفل بشكل احترافي.
ومن تلك الليلة بالذات بدأت مسيرتي مع الإنشاد.!
وبقي قريبي بعد ذلك الحفل يأخذني معه إلى الحفلات في المساجد والبيوت، وكنت مستمعا جيدا في البداية، أحفظ بسرعة ما اسمع من أناشيد دينية وموشحات غزلية. وكنت أدندن في بيت قريبي ببعض ما حفظت…فسمعني قريبي وقال لي أنت صوتك جيد ويمكن أن تكون منشدا.
وبدأ يهتم بي ويعلمني ما عنده من مقامات وأوزان وقصائد والحان متنوعة. وصار يجلسني بجانبه في الحفلات لأنشد معه وأردد من خلفه ما يقول.
كنت في البداية أردد معه فحسب، دون الأداء الانفرادي أي (القصيدة )؛ لأن القصيدة تعتمد على الارتجال وهو لا يمكن إلا بعد الممارسة الطويلة والتمكن في فن الأداء.
• كيف كان الإنشــاد في بداياته؟
-كان الإنشاد في القرن العشرين إلى عام 1967 إنشادا كلاسيكيا تقليديا يعتمد على مجموعة أنماط وأشكال وألوان إنشادية /غنائية كالمناجاة والابتهال، والمدائح النبوية، والرقائق الروحانية (الصوفية) وأناشيد الزهد .
لكن بعد نكسة 1967 بالذات التي خسرت فيها ثلاث دول عربية الحرب أمام العدو الصهيوني، وهذه الدول هي مصر والأردن وسورية، وبـعد أن سيطرتْ فيها إسرائيل على الضفة الشرقية من فلسطين، وضمتها إلى الضفة الغربية، وبذلك أصبحت القدس والمسجد الأقصى بيد الاحتلال الصهيوني الإجرامي.
تقول كلمات الأنشودة:
حطموا ظلم الليالي … واسبقوا ركب المعالي
وابذلوا كل الغوالي … وارفعوا دين محمد
لا تلينوا للأعادي … لا تهونوا للعوادي
أعلنوا في كل نادي … أنكم صحب محمد
في دياجير المبادئ … في أعاصير المساوئ
أفهموا كل مناوئ … أنكم جند محمد
أنتم نور الهداية … أنتم للحق راية
حطموا قيد الغواية … وانشروا نور محمد
إن تخاذلتم فشلتم … أو تخليتم ندمتم
أو تعاديتم خذلتم … يا تلاميذ محمد
ليس في الإسلام ذل … ليس فيه ما يُمَل
كل ما فيه يجل … إنه دين محمد
إنما الإسلام قوة … وجهاد وفتوة
ونظام وأخوة … واتباع لمحمد
• إذن تغيرتْ الأمور وصار الإنشاد يحمـل رسائل أخرى غير مجرد التطريب ؟
-نعم ..بـعد هذه الكارثة الكبرى، بدأنا نسمع إنشادا مختلفا عما ألفناه سابقا. وكانت أول أنشودة دعوية في هذا المجال هي أنشودة: يا تلاميذ محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي من شعر محمد إقبال الباكستاني وفيها روح الدعوة والنهوض والأمل بعد ذلك الانكسار المعنوي الذي أصاب العرب والمسلمين.
وكان ملحن تلك الأنشودة هو المنشد الحلبي المعروف صبري المدلل. وتجاوب الناس وتفاعلوا كثيرا مع تلك الأنشودة التي تبث روح الأمل والتحدي في نفوس المسلمين، وكانت تطلب في كل حفل تقريبا.
واتبع المنشد المدلل تلك الأنشودة بأناشيد أخرى دعوية ثورية مثل: شع نور الإسلام في كل صوب، وأنشودة: أنا الداعي بإيماني، وأنشودة: نحن من أشرق فينا.
وانتشرت هذه الأناشيد بقوة في المدن السورية، وخارج المدن السورية، في مختلف البلدان العربية، وبدا لون جديد في الإنشاد وهو اللون الدعوي الفكري السياسي (إن صح التعبير)، ثم بعد ذلك لون ثوري وجهادي؛ حيث نشأت الكثير من الفرق الإنشادية الدعوية في عديد الدول العربية والإسلامية كمصر، والأردن، وسورية، ولبنان، والمغرب، وأيضا في فلسطين وفي قطاع غزة تحديدا، وقد حملتْ همّ الأمة الإسلامية جمعاء، وجعلت من الفن سبيلا من سبل إيقاظ العقول والقلوب وأشواق الأرواح .
وكنتيجة لذلك انتبه عدد من المنشدين إلى ذلك الإنشاد الذي لفت إليه الأنظار، وخطف الأضواء، فبدأت تظهر أشرطة أبي مازن في دمشق، وأشرطة أبي الجود والترمذي وأبي دجانة والبراعم في حلب، وأشرطة أحمد البربور في أريحا السورية.
وبدا تيار قوي من الإنشاد الدعوي ملأ الساحة واستقطب عددا هائلا من الشباب المثقف الذي أطلق اللحى وملأ المساجد، وظهر دعاة واكبوا هذه الصحوة، وأقيمت الندوات والمحاضرات وتوعية الناس بأمور دينهم، وامتدت هذه الصحوة إلى جميع الدول العربية، وصار منشدو كل بلد عربي يقدمون ماعندهم من إنشاد دعوي.
• هل يمكن تمييز «أناشيد الدعوة» إن صحّ التعبير …عن غيرها؟ بمَ تميزتْ تحديدا ؟
-أناشيد الصحوة تميزت بانتقاء الكلمة الهادفة البليغة المعبرة التي تحمل مضامين تربوية سامية وراقية وإيمانية وعقدية، أكثر بكثير من أناشيد هذه الأيام الفقيرة مـن تلك المضامين. وربما يعود هذا لثقافة أولئك الرواد الكبار والكرام من المنشدين، خاصة فيما يتعلق بسَعة اطلاعهم وفهمهم لرسالتهم التي يؤدونها من خلال الإنشاد.
لـقد كانت لهم رسالة كبيرة سامية، وهدف ديني عظيم، من خلال إنشادهم . بينما يلاحظ اليوم أن أكثر أهداف المنشدين هو الشهرة والمال، وهذا ما أثبته الواقع، لذلك لم يعد لإنشادهم ذلك التأثير العميق في نفوس الناس كما كان لإنشاد الصحوة، والأمثلة على هذا كثيرة يطول شرحها.
• هل يمكن أن تعطينــا فكرة عن «الإنشاد» في بلدنا الجزائر؟
-الإنشاد في الجزائر لـه جذور عميقة وراقية في بداية الصحوة، وكان يواكب الإنشاد في سورية ويسير معه في خط مواز ومشابه تقريبا، وإن كان الإنشاد في الجزائر بدأ متأخرا عن سورية وغيرها . ..لكنه أثبت َ وجوده وتألقه .
والأمر اليوم يختلف كليا تقريبا، عما كان عليه من قبلُ، لقد نزل المستوى عما كان عليه سابقا وكأننا أمام القوانين المستطرقة التي تتشابه في كل البلاد العربية. وهذا يحتاج إلى الكثير من الاهتمام والمتابعة والمناقشة من الخبراء وقادة الرأي والمهتمين بالتغيير والتيارات الفكرية والأدبية والثقافية.
وبالنسبة للجزائر عامة فإنني أرى أن شؤون الإنشاد والفن الراقي والأنشطة المتعلقة بها خفتت إلى حد بعيد. ولو بعض الأسابيع (أسبوع في السنة) المخصصة للإنشاد والمديح وما في حكمهما، مما يُقام في بعض المدن الجزائرية كسكيكدة، وقسنطينة، وغيرهما لما كان هناك حضور للإنشاد أبدا. على عكس ما كان عليه الأمر في السنوات الأولى للصحوة الإسلامية؛ حيث وُجدت فرق إنشاد وفرق مسرح بأعداد كبيرة في كل مدينة وفي الجامعات، وكان له دور كبير في تعميق الوعي الديني الصحيح ، وفي غرس القيم الإنسانية والإسلامية في وجدان الناس، وبالأخص لدى طلبة وطالبات الجامعات.
لعليّ أدعو من هذا المنبر إلى أهمية إيلاء العلوم الإنسانية والأدب والفكر والدراما والفنّ والإنشاد والمسرح كل الاهتمام من قبل القائمين على أمر التربية والتعليم، ومن على عاتقهم مسؤولية التغيير والدعوة إلى الخير والفضل، فالثقافة الغربية بكل تياراتها إنما بثّت ورسّخت مبادئها ومعاييرها وقيّمها من خلال الفنون بصورة أساسية؛ حيث صارت صناعة الفن (بكل حقوله وأشكاله) هي أهم الصناعات في الغرب بشقيه (الغرب الرأسمالي والغرب الشيوعي سابقا).
وعلى أمتنا كلها أن تنتبه إلى هذه الأمور التي تخاطب الوجدان الإنساني (العواطف والمشاعروالأحاسيس، وتصنع الرؤى والأفكار والسلوك من بعد) …
• ماذا يمكن أن تقول لشباب الأمة ..في هذا المجال وفي كل مجال ؟
-لو أردنا أن نخاطب شباب أمتنا اليوم فانا نقول لهم لقد ابتعدنا عن رسالتنا السماوية التي كلفنا وشرفنا الله بها بقوله تعالى: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله» ونذكرهم بقول سيدنا عمربن الخطاب رضي الله عنه في قوله: «نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله». ونذكرهم بقول الشاعر إقبال :
إذا الإيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحي دينا
• هل تعتقد أن هناك شروطا بالنسبة للمنشـد ..كيف يبدو لك الأمر، وهل الموهبة وحدها لا تكفي؟
-الموهبة الصوتية نعمة ربانية ،لكن الموهبة وحدها لا تكفي لصنع منشد مبدع متألق يدوم عطاؤه لأجيال وأجيال . إذ لابد من رفد ودعم تلك الموهبة بأمور كثيرة جدا حتى نوجد منشدا متكاملا، ومن هذه الأمور/المعاييروالشروط والمقاييس:
ـ أولا: إتقان اللغة العربية وفنونها.
ـ ثانيا: إتقان أحكام التجويد.
ـ ثالثا: دراسة العقيدة الإسلامية حتى لا يقع المنشد في محظورات شرعية .
ـ رابعا: تعلم المقامات الأصلية والفرعية.
ـ خامسا: تعلم السلّم الموسيقي لمعرفة التنقل بين المقامات ودرجات السلم .
ـ سادسا: تعلم الأوزان الموسيقية لضبط اللحن بتلك الأوزان .
ـ سابعا: تعلم بحور الشعر؛ لأنها تساعد المنشد على التلحين .
ـ ثامنا: معرفة القوالب الخاصة بكل شكل من: قصيدة مرسلة وقصيدة ملحنة، وموال، وموشح، وطقطوقة، وغيرها. وأعتقد أن الثقافة جزء أساسي من شخصية المنشد أو الفنّان المسلم الملتزم الذي يريد أداء رسالته في الحياة .
• نريد أن نعرف رأيك في مسألة استعمال الآلات الموسيقية؟
-استعمال الموسيقى في الإنشاد أمر اختلف فيه الفقهاء وأهل الرأي والتدبير في هذا المجال الفقهي الكبيروالمتشعب، فهناك فقهاء أجازوا استعمال الموسيقى بضوابط شرعية معتبرة وهناك غيرهم لم يجزها بكل الوجوه والأشكال، والمشكلة اليوم تكمن في سوء توظيف الموسيقى التوظيف الصحيح غير المدروس، أما لو أحسن توظيفها وبشكل معقول لساعدت في التعبير عن المعنى الذي أراده الشاعر والملحن.ويبقى هذا مجال من مجالات الاهتمام والدرس، وفي كل الأحوال هناك أناشيد ونصوص وأداءات بل ومدائح ومنظومات رائعة تُذاع دون لحن ولا موسيــقى وتؤدي دورا مهما في تلبية الأشواق الإنسانية للمؤمن، وهناك غيرها يُبثّ ويُنشر ويُذاع بخلفيات صوتية إنسانية أو أصوات طيور وغيرها، وهناك ما يُذاع بالأصوات الموسيقية ….ولكل ما يراه موافقا لفلسفته وفهمه.
وإنما أملي أن ندرسَ بشكل جدّي هذه المسائل المتعلقة بالفنّ عموما، ليس الإنشاد وحده، لأنها مجال خصب من مجالات التأثير وتحقيق إيصال الرسالة الإنسانية الإسلامية السامية للإنسان في كل مكان .
• حدثنا عن كتابك «نصف قرن في الإنشاد» وشكرا على إهداء نسخة منه لنا …؟
-كتابي نصف قرن في الإنشاد تكمن أهميته في أنه الكتاب الوحيد إلى الآن الذي بحث عميقا في فن الإنشاد ، ويعتبر مرجعا للمنشدين الذين يريدون تطوير مستوياتهم الفنية.
وقد طبع مرتين ونفدت نسخ الكتاب تماما وربما سيعاد طبعه هنا في الجزائر وفي غيرها من أقطار العروبة والإسلام . وهو كتاب ورقي، وقد ألفتُ عدة كتب الكترونية نشرتها على الفيسبوك .كما توسعت كثيرا في قضايا إنشاديه ربما لم يتم الـتطرق إليها من قبل .
وهنا لا بد من كلمة: وهي أن تأليف أي كتاب يحتاج إلى تحديد الهدف من تأليفه، ويحتاج إلى تجميع الأفكار والمعلومات، وترتيبها في الذهن، ثم يحتاج إلى المراجع الكثيرة، وربما احتجت إلى أكثر من خمسين مرجعا، وقد ساعدني في هذا مكتبتي الكبيرة والمتنوعة والحمد لله ، ثم يحتاج الكتاب إلى المراجعة والتنقيح، ثم عرضه على مختص باللغة العربية. انه عمل كبير يحتاج لعلم وصبر طويل .
• حدثنا عن فن الموشــح …وعن الموروث الإنشادي بصفة عامة ؟
-الفت كتب كثيرة حول نشأته، ألفها أدباء كبار وأفاضوا في ذلك. والذي لا خلاف حوله أنـه نشأ في الأندلس وبدا شعرا في بحور كثيرة مستنبطة من تفعيلات البحور الستة عشر، ثم اخذ الملحنون تلك النصوص الشعرية وأبدعوا في تلحينها، ولا يزال إلى اليوم بقايا من تلك الموشحات التي تسمى بالنوبات الأندلسية تغنى في دول شمال إفريقيا .
وبخصوص الموروث الإنشادي الموجود يستمد بقاءه من منابع أصيلة متجذرة في أمتنا العربية والإسلامية وهي القرآن والسنة وما فيهما من عقائد ومفاهيم وآداب، ومن اللغة العربية، ومن فنون الغناء الأصيل وما فيه من مقامات وتعبير وتطريب. هذا ما وفقني الله تعالى لسرده، فان أصبت فمن الله، وان أخطأت فمن نفسي التي جبلت على الخطأ والنسيان وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.