في دار الحديث بتلمسان الدكتور الطيب برغوث في محاضرة بعنوان: الأمن الحضاري وشروط تحقيقه
أ محمد الهاشمي/
بتنظيم مشترك بين جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بتلمسان و الأكاديمية الثقافية السننية للتجديد الحضاري وجمعية دار الحديث للتربية والثقافة والعلم، أقيمت يوم الخميس 29 ذي الحجة 1443هـ الموافق لـ 28 جويلية 2022 م، محاضرة علمية من طرف المفكر الجزائري الطيب برغوث في محاضرة بعنوان: الأمن الحضاري وشروط تحقيقه.
واستهل اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم من طرف الأستاذ بلعشوي وتم الوقوف بعدها للنشيد الوطني متبوعا بنشيد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وقدم الشيخ عبد الله غالم كلمته الترحيبية متبوعة بقراءة أبيات شعرية جادت بها قريحة الشاعر الشيخ عبد القادر العماري، والذي يقول فيها:
يعود إلى دارنا الطيب * فيملى النفوس الشذى الطيب
فتحيا وكادت تموت ضما * كما يفعل الوابل الطيب
حرمنا اللقا سنين طوالا * مع إخوة عودهم يقرب
فتشرق شمس الإخاء على* جميع الربوع فلا تغرب
فأهلا وسهلا بكم سيدي * فأنت الحبيب وأنت الأب
وتفضل الدكتور مراد بلخير ممثل الأكاديمية ومنشط الندوة ليعرف بالمحاضر ومجال فكره وإصداراته التي تجاوزت الخمسين مؤلفا، ومباشرة تفضل الدكتور الطيب برغوث ليقدم مداخلته الموسومة بعنوان «الأمن الحضاري وشروط تحقيقه» والتي حصرها في خمسة عناصر لتحقيق الأمن الإستراتيجي الشامل:
– تحقيق الأمن الفكري الشامل للأفراد والمجتمعات، تحقيق الأمن النفسي للإنسان، تحقيق الأمن الاجتماعي، تحقيق الأمن الأخروي.
ولن يكون الأمن شاملا إلا بتحقيق هذه المدارج، لأن الأمن الأخروي الذي هو الغاية لتحقيق شروط النهضة الحضارية، والخلاصة أن الأمن الإستراتيجي الشامل هو مطمح كل فرد، وهو مقصد محوري للدين، وإذا انعدم هذا الأمن أو اختل في حياة هذا الفرد والأسرة والمجتمعات فلن تتحقق شروط النهضة إلا به للارتقاء في مدارج الإنسانية والإصلاح النفسي.
وانتقل بعدها ليتحدث عن العناصر الأساسية السّننية التي هي شرط في تنمية الحضارة الشاملة والتي عنونها المفكر في الآفاق والإنسان والهداية والتأييد، وتفضل لاحقا رئيس الأكاديمية الدكتور عبد الله لعريبي ليعرف بالأكاديمية ويتحدث عن رؤيتها ورسالتها وأهدافها ووسائلها ليختمها بدعوة للمساهمة لكل من يؤمن برسالتها مدعما قوله بالآية القرآنية قال الله تعالى:{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم:» لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن عمله فيما فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه» ثم جاءت كلمة الدكتور محمد فرحي التي وضح فيها بعض الجوانب الغامضة لينزلها على الواقع، وفي الأخير فتح النقاش للإثراء والتساؤل، وأحيلت الكلمة للشيخ الطيب للرد، وكذلك للأستاذ توهامي ماجوري، وللدكتور العريبي، وختم اللقاء بكلمة شيخنا الفاضل بن يونس آيت سالم والتي بيّن فيها أن القرآن والسنّة قد بيّنا للمسلمين شروط نهضتهم إن تعاملوا معهما بإمعان وتدبّر، لأن الدين الإسلامي جاء ليحقق هذا الأمن للإنسان، لأن الكون منضبط بقواعد وقوانين إلهية فلا مجال للعبثية، ومن تحقق له الأمن فقد تحقق له كل شيئ، كما دعّم قوله بآيات قرآنية وأحاديث نبوية وقول الشيخين ابن باديس والإبراهيمي رحمهما الله تعالى، ووجه شكره في الأخير لكل من حاضر وحَضَرَ وحضَّرَ، وجاء بعدها دور التكريمات وختم اللقاء بدعاء شيخنا الفاضل بن يونس آيت سالم للحاضرين.
وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نتوجه بالشكر والتقدير للشيخ الفاضل الطيب برغوث وللأساتذة الفضلاء ولكل من سعى لنجاح هذا اللقاء بهذه الدار العامرة بأهلها دون أن ننسى شباب النادي معاذ ورياض وعبد الله وكمال وعلى رأسهم الشاب الدكتور الغوثي العثماني، نتوجه لهم بالتحية والشكر والتقدير على فاعليتهم وإيجابيتهم وتضحياتهم التي لا ينكرها إلا جاحد بارك الله فيهم وأكثر من أمثالهم والله وليّ التوفيق.