نشاطات الشعب

شعبة ولاية غرداية تنصيب المكتب البلدي لجمعية العلماء المسلمين بمتليلي

كتب التقرير: ابن ادريسو مصطفى بن محمد *

تم تنصيب المكتب البلدي لشعبة بلدية متليلي بحضور رئيس المكتب الولائي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، شعبة ولاية غرداية “د. بحّاز إبراهيم” والوفد المرافق له؛ وسط حفل بهيج، تَزَيَّـن بمباركة طيبة بحضور الشيخ العلامة “الأخضر الدهمة”، حفظه الله وبارك في أنفاسه، كما ازدان اللقاء بالشخصيات السياسية والاجتماعية المرموقة في المجتمع المدني، كعضو مجلس الأمة، وأعضاء المجلس الشعبي البلدي، وأعيان البلدة ومشايخها، فضلا عن باقي الحضور المتميز من محبي العمل الخيري، والرافعين لشعار جمعية العلماء المسلمين مسلكًا في الحياة؛ “الإسلام ديننا، والعربية لغتنا، والجزائر وطننا”.
وتزامنت وقائع حفل تنصيب الشعبة الفتية لبلدية متليلي المجاهدة مع الذكرى الستين لاستقلال أرض الجزائر المعطاءة، ومع إشراقة شمس أنوار الأيام المباركة من العشر الأوائل لذي الحجة، فعمَّ الخير على قاعة مكتبة الشهيد “رسيوي محمد بن الشيخ” رحمه الله تعالى، يوم السبت 04 ذي الحجة 1443هـ، الموافق لـ 03 جويلية 2022م، وانتشر الحبور بمجالس الدرس والأنس التي ستُضفيها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على الناس، بعد أن ألقت بأريجها على الشعب الجزائري في فترة الاستعمار الفرنسي البغيض، وفي فترة بناء الدولة الجزائرية المجيدة بعد الاستقلال، ولا تزال والحمد لله.
انطلق الحفل على الساعة 08:50 بتلاوة آيات بينات من سورة غافر، للأستاذ المقرئ: “لسود حمزة”، ثم تلته وقفة جماعية مع النشيد الوطني، وبعدها تولى الكلمة المنشط الحذِق؛ ذو اللسان الذَّلق، والفكر الحر الطليق، الدكتور: “نور الدين طالب أحمد”، فأدار الكلمة بين المسؤولين والشرفاء الحاضرين، فكانت وقائع الحفل المضيء تتمحور فيما يأتي:
– تقدم رئيس المكتب الجديد شعبة بلدية متليلي الإمام: “محمد بن سانية” (معتمد الأئمة في متليلي) بكلمة مدح فيها رسول الله ، الذي دعا الناس من لا تغيير إلى قبول التغيير، والمهتدي بهدي ربه تبارك وتعالى القائل: كِتَابٌ اَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبـِّهِمُ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، (سورة إبراهيم: 01). ثم أخذ يدعو فضلاء الأمة، والدعاة الأوفياء، والعلماء الأجلاء إلى إذكاء روح الإخاء والوفاء بين الناس، ونوَّه ببشارة ميلاد شعبة متليلي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وختم كلمته بتقديم الأهداف الكبرى التي يُعوَّل النشاط فيها مستقبلا إن شاء الله، مثل: قضايا الأسرة، والإصلاح بين الناس، والتوجيه التربوي، ومعالجة القضايا العلمية.
– تسلَّم رئيس المكتب الولائي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين المكروفون، وشكر جزيل الشكر الشيخ “الاخضر الدهمة” أحد مؤسسي مكتب الجمعية إبان التسعينات من القرن الماضي في ولاية غرداية، والذي آل على نفسه أن يحضر حفل تنصيب المكتب البلدي، فكان أن قلده الرئاسة الشرفية للمكتب البلدي، ودعا الرئيس الحضور إلى الالتفاف حول الجميعة التي قيل عنها: “خير جمعية أُخرجت للناس”، لأنها ممن وحد الجزائريين تحت راية التوحيد في عهد الاستعمار الفرنسي، فهيأت شباب الأمة للدفاع عن الوطن وتفجير ثورة نوفمبر المباركة، والجمعية -والحمد لله- لا تزال تسعى لوحدة الصف ولـمِّ الشمل، وجمع الكلمة لبناء الجزائر الخالدة؛ القويةِ في محيطها الاستراتيجي، والمدافعةِ عن المستضعفين في الأرض، مثل: الشعب الفلسطيني، والصحراء الغربية. ثم دعا رئيس المكتب الولائي أن يوفق الله شعبةَ متليلي إلى النشاط الرصين والمستمر.
– انتشى المنشط من خلال الكلمات السابقة، فبيَّن أن الجمعية قد امتدت في أرجاء الوطن؛ شرقا وغربا، وتوسعت شمالا وجنوبا، وأظهر أنه لولا الإخلاص لما استطاعت أن تحقق منجزاتها وتوسعاتها. ثم ذكر أن أغلب مفجري الثورة (19 عضوا) نشأوا في أحضان مؤسسة الكشافة الإسلامية، التي رأت النور بمساعي الشيخ البشير الإبراهيمي، والذي هو نائب رئيس جمعية العلماء، وبإجراء علاقة التعدي تكون إرهاصات الثورة من أنوار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
– عرض الأستاذ الدكتور “عبد الحميد بوخاري” شريطا حول تاريخ جمعية العلماء المسلمين، وأهدافها، ثم تلته وصلة إنشادية من فرقة “الإشراق” الفنية.
– أُسندت الكلمة بعد ذلك إلى عضو مجلس الأمة الأستاذ “غزيل الطاهر” فصرح بأن جمعية العلماء لم يكن يسمع عنها في غير تاريخ 16 أفريل، موعد الاحتفاء بيوم العلم، ولكن صار لها حاليا وجود واقعي في كامل أرجاء الوطن -والحمد لله-، عَبْـر مختلف أنشطتها المقررة في قانونها الأساس؛ الأسرة، والتدريس القرآني، وحملات التطوع، وتكوينات متعددة عبر نوادي الجمعية. ثم ناشد الجمعية أن تقوم بثورة ضد بعض الفتاوى التي تعرقل مسار بعض اختيارات الفقهاء الـمُحدثين للنوازل؛ كالصيرفة الإسلامية التي اجتهد البرلمان الشعبي الوطني في إقرارها على الساحة المالية موازاة للبنوك الكلاسيكية، ويأتي تحفظ بعض الفقهاء من استغلال هذه الصيرفات، لأنها لا تستجيب -في نظرهم- إلى مواصفات القرض الحسن الخالي من أدران الفوائد الربوية.
– وفي وسط الحفل أخذ الكلمة الأستاذ: “علال لروي” وهو العضو السابق في جمعية العلماء، فتولى عملية مناداة الأسماء المرشحة لتولي تسيير شعبة بلدية متليلي، فصعد الـمُجِدُّون العاملون إلى المنصة، وتوسطهم “الشيخ الأخضر الدهمة”؛ الرئيس الشرفي لجمعية العلماء المسلمين، شعبة متليلي. وأعلن على إثرها د. رباحي مصطفى (نائب رئيس المكتب الولائي للجمعية)، وبتفويض من الرئيس (د. بحاز إبراهيم) عن التنصيب الرسمي لأعضاء شعبة بلدية متليلي.
– سُلم الميكروفون إلى الشيخ الأخضر الدهمة، فأتحف الحضور بكلمته التاريخية حول شرح معاني شعار الجمعية “الإسلام ديننا، والعربية لغتنا، والجزائر وطننا”، واستفاض في بيان معناه الحقيقي، والذي لا يتجلي -في نظره- إلا باستحضار سياق تحديات تأسيس الجمعية سنة 1931م، وإظهار مضادات هذا الشعار إبان الاستعمار، حيث كانت المسيحية هي الديانة الرسمية لفرنسا، والفرنسية هي لغتها، والجزائر ولاية تابعة لفرنسا. ثم دعا الشيخ إلى ضرورة الإدراك العميق لمعاني الشعار حاليا، حتى نكون أكثر فعالية، ونواجه الصعاب بأمل النجاح والفلاح.
– وتمثلت آخر مداخلة في قصيدة شعرية للأستاذ: “علي غريقة” (عضو المجلس الولائي للجمعية) نوَّه فيها بالعمل المشترك، والتعاون على الخير، فقال في مستهلها:
“متليلي، بمعنى: مثلٌ لي، وبمعنى: أنه مِثلي، وهو لي.
والشعانبة: هي قبيلة عربية كبيرة من بني سليم. والنشامي، وهو أحد أحفاد شيخ المقاومة، العلامة بوعمامة… عنوان العزم والزعامة…
المتليلي: رجل الذِّمامة (العهد، والأمان، والكفالة، والحق، والحرية، والحياة، والإشفاق).
وفي الأخير تولى دعاء الختام الشيخ الأخضر الدهمة الذي تضرع إلى الله أن يتقبل الأعمال، ويصلح السرائر، وينعم الله على الأمة بالرحمة والرضوان.

*(أستاذ بجامعة غرداية)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com