الذكرى الستـون: من استقلال الأرض إلى استقلال القرار

عدد شهداء الجزائر خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر:(1830-1962م)

سعد بوفلاقة/

توطئة: تعريف الشهيد
قال الله جلَ وعلا:{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا * بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.
وقال صلىَ الله عليه وسلَم: “للشهيد عند الله ستَ خصال: يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار: الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه”
والشهداء درجات وأنواع في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، في روايات متعددة، ذكرها البخاري ومسلم، لكن أعلاها درجة عند الله، هو من مات من المسلمين في سبيل الله؛ أما قانون المجاهد والشهيد في الجزائر، فقد حدد صفة الشهيد في “الذي توفي أثناء ثورة التحرير بسبب الجروح أو الأمراض أو قيد مفقودا، أو توفي في مكان السجن، أو الاعتقال، أو خارجهما من جراء التعذيب”.
ونحسب الذين قتلوا من الجزائريين أثناء ثورات التحرير في مراحلها المختلفة، وهم يحاربون الفرنسيين الكفرة دفاعا عن الوطن والحق والدين، شهداء، سواء أكان جهادهم بالمال أو بالنفس، قال تعالى:﴿ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً﴾ .
ونرجو من الله أن يكون شهداء الجزائر مقبولين عنده، ومن أهل الجنة، لأنهم كانوا يقاتلون الكفار، لإخراجهم من وطنهم، وهم يرددون: الله أكبر، ولا إله إلا الله محمد رسول الله.
وقد أقرّ بذلك وزير الحرب الفرنسي السفاح “لاكوست” لمّا سئل عن سبب انهزام فرنسا أمام الشعب الجزائري بالرّغم من مساندة الحلف الأطلسي (الناتو) لفرنسا، فردّ: “هزمنا بشعب يجري القرآن في عروقه، وفي دمائه، وعلى ألسنته… نعم انهزمنا لأنّ القرآن أقوى من فرنسا”، صدق وهو كذوب.
لقد كان القرآن الكريم هو المحرك الأساس للثورة والثوار للخروج للجهاد.
1. أباطيل وأكاذيب المؤرخين والعسكريين الفرنسيين:
اعترف بعض المؤرخين الفرنسيين بإبادة عشرة ملايين شهيد جزائري، خلال حقبة الاحتلال الفرنسي للجزائر 🙁 1830-1962م)، ومنهم المؤرخ الفرنسي (جاك جوركي)، الذي قال: « إن مجموع الذين قتلتهم فرنسا في الجزائر، منذ احتلالها عام: 1830م، حتى رحيلها عام: 1962م، هم: 10 ملايين مسلم»، وهناك رواية أخرى تذكر استشهاد اثني عشر مليون شهيد، منذ بداية الاحتلال الفرنسي للجزائر: 1830 م إلى غاية الاستقلال: 1962 م.
ولكن شهادة معظم المؤرخين، والمستشرقين، والرحالة الفرنسيين، ليست لها قيمة علمية، لأنّ أكثرهم جواسيس، اشتغلوا بالتاريخ، والاستشراق، والتنصير، لغايات سياسية، واستعمارية، نذكر منهم المستشرق الفرنسي: ماسينيون: (MASSIGNOON)، الذى بذل جهودا كبيرة لتخريب العقل العربي والإسلامي، وتنويمه عن طريق تمجيد التصوف الكاذب، وإشاعة الخرافات، والأباطيل، على نحو ما نراه في تزييف الحقائق، وترويج الأكاذيب، كادعائه بأن البربر غاليون، والغاليين فرنسيون ، فإذن، البربر فرنسيون من ناحية الجنس، «وبقي أن تجعلهم فرنسا فرنسيين من ناحية اللغة والثقافة، وهذا أمر بسيط تكفلت به المدرسة، التاريخية، الفرنسية)). وهذا من باب: فرق تسد. ومثله المستشرق الفرنسي: (دي ساسي)، الذي رافق الحملة الفرنسية على الجزائر، سنة: 1830م، وهو الذ ي ترجم البيان الموجه للشعب الجزائري، وكذلك تلميذه ليون روش: (LEON ROCHE)، الذي حذا حذوه في بث الأكاذيب. أما الأديب الفرنسي: غي دو موباسان: (GUYDE MAUPASSANT)، فقد ملأ كتابه 🙁 رحلة إلى الجزائر)، بحشد هائل من الخرافات والترهات. ونجد الشيء نفسه عند البير كامو: (ALBERT CAMUS)، حين قال: (لو خيرت بين العدالة وأمي، لاخترت أمي)، ويعني بأمه فرنسا ولو كانت ظالمة، وبالعدالة: الجزائر، ولو أبيد شعبها كله. وحذا حذوه المؤرخ اليهودي الفرنسي: بن يامين ستورا، في حوار لمجلة الحدث العربي والدولي. وكذلك فعل الكاتب والسياسي :(إليكسي دو تو كفيل)، والأديب: (فيكتورهو جو)، الذي كتب سنة: 1841م، يصف ما جرى في الجزائر بواسطة الاحتلال الفرنسي، يقول: «إن الغزو الجديد الذي قمنا به في الجزائر ذو شأن كبير ومفرح، إنها الحضارة التي تكتسح البربرية..».
أما جنرالات الاحتلال الفرنسي، فقد اتفقوا على إبادة الشعب الجزائري، فوزير الحرب الفرنسي: جرار، صرح قائلا: «لابد من إبادة جميع السكان العرب، إن المجازر والحرائق، وتخريب الفلاحة، هي في تقديري الوسائل الوحيدة لتركيز هيمنتنا وحذا حذوه الجنرال: (بوجو)، و(سانت أرنو)، والعقيد: (بيليسي)، و(كلوزال)، وغيرهم.
ولم يكن العسكريون الفرنسيون وحدهم، هم الذين كانوا وراء التحريض على إبادة السكان الأصليين من الجزائريين لتمكين فرنسا من احتلال الجزائر، ولكن كان الحقد يقطر دمًا ضد الشعب الجزائري من قبل الفرنسيين: عسكريين ومثقفين، كما سبق ذكره.
ومهما يكن من أمر، فإنّ أخطر ما اتصف به المؤرخون، والعسكريون الفرنسيون، هو كراهيتهم للعرب، والمسلمين، والإسلام على وجه الخصوص، وهؤلاء ليست لدراستهم، وشهاداتهم قيمة علمية، لأنهم متعصبون، وتنطبق عليهم جميعا مقولة (البير كامو):”لو خيّرتُ بين العدالة وأمي لاخترت أمي”.
2. رجالات الفكر والسياسة الجزائريين يفندون أباطيل المؤرخين والعسكريين الفرنسيين:
وقد تنبه إلى خطر هؤلاء المؤرخين والعسكريين الفرنسيين، رجالات الفكر والثقافة والسياسة الجزائريون، فردّوا على أباطيلهم، وأكاذيبهم، قال فرحات عباس: ” إنّ الفرنسيين إنْ لم يجدوا من يكذبون عليه، كذبوا على أنفسهم”. وقال الشيخ عبد الحميد بن باديس: ” والله لو قالت لي فرنسا قل: لا إله إلاّ الله لما قلتها”. أما إبراهيم أطفيش، فقد صدر قرار إبعاده من تونس، المحمية الفرنسية، التي لجأ إليها سنة: 1903 م، إلى مصر بسبب كرهه لفرنسا، وصله القرار بواسطة المقيم العام في تونس وأرسل إليه مع (وكيل)، وقال له: “أريك رجلاً يبغُض فرنسا بغضًا ليس له نظير، ومع هذا، فإن قال لك: فإنه يحبّ فرنسا، فإنني أرجع في قرار الإبعاد فهو لن يقولها”. فلما قال له الوكيل ذلك، لم يفعل، حتى من باب: ” إلاّ من أكره وقلبه مطمئنُّ بالإيمان”.
وقد اتبع نهجه في كره فرنسا، وفضح أكاذيبها، طائفة من رجالات الفكر والثقافة في الجزائر، منهم: الأستاذ محمد الهادي الحسني، الذي قال: « إنّني في كرهي لفرنسا متّبع لكرام الجزائريين، وفحولهم، وهم كثيرون، اقتصر على ذكر بعضهم، وهم: حمدان خوجة: لقوله: اللهم ظلم الترك ولا عدل الفرنسيين، وعبد الحميد بن سماية، فلقوله: لمن سأله عن أحسن الذكر، فقال له: من بزوغ الفجر إلى غسق الليل، وأنت تلعن دين فرنسا، وأما ابن باديس (سبق ذكره)، فلقوله: والله لو قالت لي فرنسة: قل: لا إ له إلا الله لما قلتها. وأما المجاهد محمدي السعيد، فلقوله، لمن قال له: ما رأيك لو يتجاوز الله عن ديغول، ويدخله الجنة، فقال: والله لن أدخلها. أما تقي الدين الهلالي، فلقوله:
أعادي فرنسا ما حييت فإن أمُتْ  فأوصي أحبائي يعادونها بعدي
وأما العربي التبسي، فلقوله: سنحمل عداوة فرنسا إلى قبورنا. وقال الشيخ بوعمامة: إذا سمعتم رنين الرصاص في قبري بعد مماتي، فاعلموا أنّني ما زلت في حرب مع فرنسا، وقال الشيخ الطيب العقبي: علمّوا أولادكم: أنّ كره فرنسا عقيدة، وقال الشيخ البشير الإبراهيمي: فرنسا تراكم عدوّا لها، وترى نفسها عدوًّا لكم، ولو سألتموها بعد ألف عام، لوجدتم أنّ هدفها واحد، محو هويتكم ودينكم».
وقال الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين: عندما أقرر قرارا هاما، يتعلق بالدولة الجزائرية، انتظر تعليق فرنسا عن القرار، فإذا انتقدته، عرفت أنه قرار صائب، وإذا مدحته، عرفت أنّه قرار خاطئ فّأراجعه
وإذن، فلا اعتبار لما يذهب إليه معظم المؤرخين الفرنسيين، فيما يتعلق بتاريخ الجزائر، لأن في كتاباتهم، وفي نفوسهم حقدا على تاريخ الجزائر، فيأتي حكمهم فاسدا، لا قيمة علمية له.

3. شهادة حمدان خوجة على إبادة سبعة ملايين جزائري خلال ثلاث سنوات:
يقول حمدان خوجة الذي عاصر الاحتلال الفرنسي للجزائر في كتابه (المرآة): « لقد تكلمت عن سكان إيالة الجزائر، وقلت بأنّ عدد (سكانها) يبلغ عشرة ملايين نسمة ». بعد أن قمت بعدة رحلات، وتوجهت إلى الجباة، في المدن والقرى، والقبائل، لأعرف عدد الأسر في كل مكان.
ولكن « بعض الجنرالات المشهورين (يقصد: كلوزيل، ودورو شمبو، ودورو فيكو، الخ: المترجم)، لم يترددوا في اقتراح إبادة أمة بأكملها، مركزين اقتراحهم على قلة عدد السكان، ولو افترضنا أنّ هذا العدد، لا يتجاوز المليونين كما ذكر ذلك بعض الكتاب (المأجورين). ألا تكون إبادة مليونين من الناس جريمة في نظر الشعوب المتحضرة، والإنسانية جمعاء».
ثم يقول: « إنّ تجربة ثلاث سنوات من الاحتلال قد بّددت كل أنواع الشّك.. إنّ فرنسا لن تنتفع من الجزائر، إلا إذا طبّقت أحد المبدأين: الأول هو الإبادة، والثاني هو دعوة جميع سكان الإيالة (الجزائر)، إلى بيع ممتلكاتهم، والخروج من إيالة الجزائر…».
إلى أن يقول: « إنني أتحدّى أيّا كان، يزعمُ بأنّه يستطيع معالجة الأوضاع في الجزائر، دون استعمال إحدى الوسيلتين المشروحتين أعلاه، أو الخروج من البلاد والتخلص من فكرة الاحتلال، وذلك لإقامة حكومة أهلية حرة مستقلة، كما وقع في مصر، تتديّن بنفس الدين، وتتبع نفس العادات، على أن تبرم معها معاهدات تكون في صالح الشعبين »
هذا هو رأيي، إذا كانت فرنسا، لا تريد إلا إدخال الحضارة على القطر الجزائري، كما تزعم.
وأيُّ حضارة تدخلها فرنسا للجزائر، إذا علمنا أنّ نسبة المتعلمين من الشعب الجزائري عند احتلال الفرنسيين للجزائر سنة :1830 م، كانت بين: 90 و95 في المائة، بينما كانت نسبة المتعلمين في الشعب الفرنسي بين: 10 و20 في المائة.
لقد طبقت فرنسا المبدأين معا، اللذين ذكرهما حمدان خوجة، في حق الجزائريين، وهما: الإبادة كما سبق ذكره، وسلب ممتلكات الجزائريين، وإرغامهم على الخروج من الجزائر، أو نفيهم إلى كاليدونيا الجديدة، أو إلى معتقل “كايان”، وقد تناقص عدد سكان الجزائر من عشرة ملايين نسمة، إلى ثلاثة ملايين نسمة خلال ثلاث سنوات، كما سياتي.
4. عدد شهداء الجزائر خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر: (1830-1962) ثمانية وسبعون مليون شهيد ” حسب البراهين الرياضية”
يقول حمدان خوجة، الذي عاصر الاحتلال الفرنسي للجزائر: « إنني مكسور القلب من جرّاء الأخبار التي تصلني يوميا من الجزائر، والتي تقول: بأنّ الدماء تراق وديانا، وأن السخط عام، وأن بلدي يسير نحو الخراب..». ويقول أيضا: « لقد أكدت بأنّ عدد سكان إيالة الجزائر عشرة ملايين نسمة»، (يوم الاحتلال)، فتناقصوا إلى ثلاثة ملايين نسمة،خلال ثلاث سنوات، لأنّ حمدان خوجة نشر كتابه بباريس باللغة الفرنسية، سنة 1833م.
فإذا كان عدد الشهداء في ثلاث سنوات فقط، هو سبعة ملايين شهيد، فكم كان عدد الشهداء خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر لمدة: 132 سنة: (1830-1962)؟
فبحسب البراهين الرياضية، التي لا يكتنفها الشك، فإنه، إذا كان عدد سكان الجزائر يوم الاحتلال: 1830م، هو عشرة ملايين نسمة؛ وفي يوم النصر: 1962م، تناقص إلى تسعة ملايين نسمة، مع العلم أن الجزائريين، يحبون الإنجاب، ولم يكونوا يعرفون، يومئذ، ما يسمى، تحديد النسل، أو تنظيم النسل، ولذا، كُنا نجد في معظم الأسر الجزائرية، أكثر من سبعة أطفال.
ومنذ استقلال الجزائر سنة: 1962م، إلى يومنا هذا: (2020م)، أصبح عدد سكان الجزائر ثلاثة وأربعين مليون نسمة، بزيادة أربعة وثلاثين مليون نسمة، خلال ثمانية وخمسين عاما.
وبناء عليه، وبحسب البراهين الرياضية الدقيقة، فإنه كان يفترض، أن يكون عدد سكان الجزائر سنة: 1962م، سبعة وثمانين مليون نسمة، وهذا يعني، أنه في ظرف مائة واثنتين وثلاثين سنة، استشهد: ثمانية وسبعون مليون نسمة، بمعدل أكثر من: 590 ألف شهيد سنويا، وهذا المعد ل السنوي أقل مما ذكره حمدان خوجة، في شهادته السالفة الذكر، على إبادة سبعة ملايين جزائري، خلال ثلاث سنوات: 1830-1833.
تلك هي، إذن، حصيلة المجازر التي اقترفتها فرنسا ضد الشعب الجزائري، من الإبادة الجماعية، والقتل الممنهج، بالأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا، وبالتجارب النووية، وبالمجاعات التي هي بسبب إتلاف، ونهب، ومصادرة ممتلكات الجزائريين. ولا يتسع المجال، هنا، لاستعراض جميع الجرائم الوحشية، والفظائع الشنيعة التي قام بها المحتلون طوال 132 سنة. فحسب القارئ الكريم أن ينصت لاعترافات بعض قادة المجرمين الفرنسيين، وهم يفتخرون بجرائمهم التي تقشعر لها الأبدان:
جاء في كتاب: (الجزائر الخارجة على القانون)، ذكرٌ لبعض فظائع قادة المحتلين، وهم يستمتعون بجرائم التعذيب والتقتيل، منها:
ففي مساء السادس من نيسان مثلا، عام: 1832 يوجه القائد روفيغو: rovigo)) حملة على قبيلة (الباغا)، النائمة تحت الخيام، فيذبح جميع أهليها دون ما تفريق بين شيخ أو طفل، بين امرأة أو رجل، ويحمل الظافرون بعد ذلك رؤوس القتلى على رماحهم. وفي تشرين الأول من عام 1836 ترسل الرؤوس كما ترسل الهدايا، وتباع الماشية لقنصل الدانمارك، وتعرض باقي الغنيمة في سوق (باب عزون)، حيث ترى أساور النساء، وهي ماتزال على معاصمهن المقطوعة، وأقراطهن المتدلية من قطع آذانهن. ويتقاسم الظافرون الصفقة، ويؤمر سكان مدينة الجزائر بعد ذلك، بإشعال النار في حوانيتهم ابتهاجا بهذا الحادث السعيد.
وقال الجنرال مونتياك (montagnac) في رسائل جندي:
لقد قطعت رأسه ويده اليسرى، ثم وضعت الرأس في طرف الرمح، وعلقت اليد في البندقية، وسرت بها إلى المعسكر.. وهناك تكفل أحد الجنود بحملها كهدية إلى الجنرال (براني ديلي)، الذي كان يعسكر قريبا منا، فأحدث ذلك في نفسه أعظم السرور.
وهكذا يتردى المجرمون في مجون التعذيب والتقتيل، مستمتعين بالتخريب والتدمير، والحرق والإفناء. و يمكن للقارئ الكريم أن يطلع على المزيد من المجازر والفظائع التي قام بها الاحتلال، والتي تقشعر لها الأبدان، في المراجع التي وضعنا لها ثبتا في آخر البحث.
5. فرنسا استخدمت عظام شهداء الجزائر في صناعة الصابون والسكر:
فرنسا استخدمت عظام شهداء الجزائر في صناعة الصابون والسكر فبالإضافة إلى المجازر السالفة الذكر، وإلى قطع رؤوس شهداء الجزائريين ووضعها في متحف الإنسان بباريس (متحف العار)، كما سبق ذكره، فقد ارتكب الإرهابيون الفرنسيون أعمالا إرهابية أكثر بشاعة من هذه “فبعد ارتكاب فرنسة الإرهابية لمجازرها بالجزائر، حوّلت الكثير من عظام الجزائريين الذين تم تقتيلهم إلى مدينة مرسيليا الفرنسية لاستخدامها في صناعة الصابون، وتصفية السكر، علاوة على أن مصير الكثير من الرفات يظل مجهولا إلى غاية اليوم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com