قضايا و آراء

تحديّات أمامنا/ عبد العزيز كحيل

 

ما أصدق الشاعر في قوله:

لو كان سهما واحدا لاتقيتُهلكنه سهمٌ وثانٍ وثالثُ.

هذا حالنا، لسنا أمام خصم واحد نجادله ونردّ شبهاته، بل تعدّدت الخصوم وازدادت شراسة الأعداء ، تستهدف ديننا ولغتنا وبلدنا، فتعدّدت الثغور وكثر الأعداء وقلّ الناصر وعزّ المَدد، حصوننا مهدّدة من داخلنا فكاد ذلك يُنسينا كيد فرنسا وعدوان الصهاينة.

التغريبيون على قدم وساق يُجْهزون على المنظومة التربوية، يفرغونها من بُعدها الحضاري ويفرنسونها وينقضون عُراها… ولا بدّ أن نكون لهم بالمرصاد لإنقاذ المدرسة من المسخ والضعف، كانوا هم يصفونها بالمنكوبة ثم ساقوا لها النكبة حقيقة لا مجازا.

البربريست يتطاولون على الوحدة الوطنية ويفرضون آراءهم على السلطة الضعيفة فتستجيب لهم مرة بعد مرة حتى يتمكنوا في النهاية من تحقيق مخططهم، وفينا سمّاعون لهم مع الأسف، يصدّقون مزاعمهم التي يُكذبها التاريخ والواقع والبحث العلمي.

ولا يمكننا السكوت عن هذا التحدي أبدا.

التيار الوهابي عشش في كثير من المساجد وباض فيها وفرّخ بمباركة من السلطة التي تبدع في لعبة ما تسميه “التوازنات”، فتحوّلت بيوت الله إلى مصادر للخرافة والتخلف الفكري ومراتع لشتم العلماء والدعاة والمصلحين وتكفير جميع المسلمين ماعدا “الفرقة الناجية” أي الوهابية.

هل يمكن السكوت عن هذا؟

وفي ظلّ الوهن المسيطر على المجتمع طمع فينا حتى الشيعة فكوّنوا خلايا تتلخص دعوتها في سبّ أبي بكر وعمر وعائشة -رضي الله عنهم- وتأليه عليّ وفاطمة والحسين -رضي الله عنهم-.

بل نشطت دعوات هدامة نُبذت في مسقط رأسها كالقاديانية والبهائية ووجدت لها موطئ قدم وبعض الآذان الصاغية في الجزائر!!!

والتحق بالركب من يسمون أنفسهم “قرآنيين” يهدمون الإسلام من الداخل بإنكار السنة النبوية كخطة واضحة المعالم لإنكار الوحي كله في الخطوة التالية لأنه لا إسلام إلا بالقرآن والسنة معا.

كل هذا من الناحية الفكرية فإذا أضفنا إليه الفساد المستشري في مفاصل الدولة والمجتمع سياسيا وأخلاقيا وإداريا اكتمل المشهد وأيقنّا كيف اتسع الخرق على الراقع.

لكننا لن نستسلم أبدا، سنتكلم، سنكتب سنردّ، سنجادل…هذا قدرنا، لكن تأييد الأمة ووقوفها مع الكُتاب والخطباء والإعلاميين والدعاة والعلماء أمر ضروري، من غير هذا التأييد سيفشلون.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com