لا أحد مثل الأم…
مداني حديبي/
كان حيوة بن شريح يقعد في حلقته يعلّم الناس، فتقول له أمه: قم يا حيوة! فألق الشعير للدجاج»، فيترك حلقته ويذهب لفعل ما أمرته أمّه به.
وفي هذا العصر لو نادتك أمك لتناول العشاء وقطع الفيس بوك … لسوفت وتلكأت وربما غضبت…ههه..
الداعية الصادق لا يستنكف عن خدمة والديه ولو أدى ذلك إلى ترك مجلس علمه…فوالله ما فاز من فاز إلا بحسن الأدب..
ذلك لأن الأم جاهدت وكابدت وضحت وصبرت وصابرت..
وأي جهاد أعظم من هذا الجهد المضني..؟!
وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء، ولو كان ذا قربى.
أي عبادة أثقل حسنات من هذه العبادة لاستمرار الإنسان على المستوى البيولوجي والحضاري..؟!
كل عامل يجد معينا ومخففا إلا المرأة الحامل في شهور حملها الأخيرة لا يشعر بها أحد ولا يخفف من حملها أحد .. إذا وقفت لا تستطيع الجلوس إلا بصعوبة بالغة وإذا جلست تعاني لتقف..
وتستمر معها المعاناة .. وحمله وفصاله ثلاثون شهرا..
أما عملية وضع الجنين فلا يعلم إلا الله مقدار الزفرات والآلام..
لهذا قال الحبيب صلى الله عليه وسلم للذي سأله وقد حمل أمه في الحج ليطوف بها..هل أديت حقها..؟!.. قال: لا.. ولو بمقدار زفرة واحدة.
ومن هنا كانت الوصية بثلاث أرباع الطاعة والبر للأم الحنون المجاهدة المكابدة التي تموت أحيانا لتعيش أنت..
ولو لم يكن للمرأة إلا هذه العبادة والمجاهدة لكفتها لتبلغ الدرجات العلى في أعلى الجنان.