لنمنح المرأة حق العمل عن بعد…/ أمال السائحي
إن الظروف الاجتماعية والاقتصادية تضطر الكثير من النساء إلى العمل، لكنهن إذا ما أردن خوض تجربة العمل، اعترضتهن متزوجات أو عازبات مسؤولياتهن نحو بيوتهن، ذلك أنهن أكثر التزاما بها من الرجل، وذلك ما دفع المرأة للبحث عن فرص عمل جديدة في ظل عدم ملاءمة العمل الخارجي لظروفهن الاجتماعية من جهة، ومن جهة ثانية محدودية فرصه، عملا يتيح لهن التوفيق بين مسؤولياتهن الأسرية وحاجتهن إلى دخل اقتصادي لمواجهة الظروف الاجتماعية القاهرة التي تواجهها البيوت بفعل تضخم قائمة المطالب الحياتية وغلاء المعيشة…
قبل عدة عقود سابقة من الزمن، كان العمل المكتبي أمرا أساسيا لدى العاملين في المؤسسات جميعها، سواء أكان ذلك لإنجاز المهمات المختلفة التي تقتضيها الوظيفة، أم لعقد الاجتماعات، ولكن الوضع تغير خلال الـ: 20 عاما الاخيرة، وظهرت أساليب جديدة لممارسة العمل، ومنها “العمل عن بعد” وخاصة مع انتشار التقنيات التكنولوجية الحديثة عن طريق المراسلات الحديثة ” الانترنت” وقد بات باستطاعة الموظفين إنجاز أعمالهم من أي مكان، طالما أن العمل متصل بالشبكة العنكبوتية…
وهذا ما يجعل وظائف كثيرة جدا يمكن للمرأة أن تعمل بها وهي في بيتها، ومن هذه الأعمال التي يمكن أن تمارسها:
1 – مهنة الترجمة، تترجم للمواقع الإسلامية ولمكاتب الدعوة والمؤسسات الحكومية ، ترجمة المقالات وغيرها.
2 – مهنة التأليف والكتابة
3 – مهنة هندسة الديكورات.
4 – مهنة الأعمال الفنية، الرسم ونحوه.
5 – الإنترنت، وبابه واسع من الأعمال والمشاركات التي يمكن أن تضطلع بها وتتمثل في الدورات التدريبية للأم في التربية، وفي منصات التعليم التي تحمل الكثير من المادة النافعة…الخ
6 – مهنة الحضانة، حضانة أبناء العاملات، سواء كان في الفترة الصباحية أو المسائية.
ومن أهم مميزات العمل عن بعد حرية الاختيار وعدم التقيد بطرف واحد، ففي العمل التقليدي يتقيد الموظف بشركة معينة، ويتقيد صاحب العمل بموظفين معينين، بينما الاعتماد الحقيقي في العمل عن بعد يكون على الخبرة والاعمال السابقة، حيث تكون هي أفضل وسيلة للاتفاق على العمل، كما أنه يتناسب مع أصحاب الظروف الخاصة مثل المرضي أو ذوي الاعاقة، وكسر حاجز المكان، كما أنه يتناسب مع المدن التي تعاني من الازدحام المروري ككل الدول اليوم.
إن مردودية العمل عن بعد، في الدول الغربية اليوم التي أصبحت تظهر بوضوح في التوظيف والإنتاجية وتكافؤ فرص العمل… فعلى مستوى التوظيف نلاحظ ارتفاع مستويات التوظيف في الدول التي عملت بهذا النظام، وعلى سبيل المثال تمكنت بعض الاقتصاديات مثل الصين والهند وماليزيا وتايلاند جنوب أفريقيا من تحقيق تقدم سريع في الصناعة المعلوماتية، والتي ساهمت في زيادة التصدير وتوفير المزيد من فرص العمل وبالإضافة إلى ما سبق، يساعد العمل عن بعد على تكافؤ فرص العمل بين شرائح المجتمع المختلفة من حيث النوع والعمر والظروف الصحية والاجتماعية.
والعمل عن بعد شأنه شأن أي نظام عمل آخر، له سلبيات عديدة ومنها فقدان بعض مميزات الوظيفة الدائمة، مثل التأمينات والمعاشات والاجازات المدفوعة، غير أن هذه السلبيات يمكن للشركات تجاوزها والتسوية بين العامل عن بعد والموظف الدائم فيها…
إن العمل عن بعد له مزايا كثيرة ومتنوعة وله من الفوائد ما قد لا يتوفر في العمل الخارجي فلم لا نعتمده ونأخذ به خاصة بالنسبة للوظائف التي لا تتطلب الحضور الأكيدة والمراجعة الفورية، فضلا عن كونه يرفع من مردودية العمل لكون العامل يتقاضى أجرته عمّا أنجزه لا عن حضوره المثبت، وهو إلى ذلك قد يقلص من هجرة الأدمغة، ويتيح فرصا كثيرة للشباب للحصول على منصب عمل شاغر، ويخفف من حدة الشعور بالعنوسة، إذ يقحم المرأة العانس في نشاط وظيفي يشغلها عن مداومة التفكير في وضعها الاجتماعي، ويفتح المجال واسعا لذوي الحاجات الخاصة، فالكثير منهم لهم مواهبهم وإبداعاتهم التي يمكن أن يستفاد منها…
إن في الأخذ به حلا لكثير من المشاكل من بينها مشاكل المرأة وذوي الحاجات الخاصة ولو لم يكن فيه من الفوائد إلا ذلك لكفاه…